بلينكن يقدم دعماً سياسياً واقتصادياً لمصر ويدعو إسرائيل والفلسطينيين إلى التهدئة
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله الى تل ابيب، اليوم ، الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى «اتخاذ خطوات لتهدئة تصاعد التوترات بدلا من تأجيجها»، في حين قدّم في القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعما سياسيا واقتصاديا لمصر.
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري، أكد بلينكن تقدير واشنطن للدور الذي تلعبه مصر في استقرار الشرق الأوسط، مضيفاً أن هناك سعيا مشتركا لتعزيز العلاقات المشتركة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال بلينكن، إن بلاده تسعى إلى تخفيف الآثار السلبية لحرب أوكرانيا على الاقتصاد المصري، وإن الأولوية للاقتصاد في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، معلنا عن دعم أميركي لقطاع الزراعة المصري بقيمة 50 مليون دولار، لافتا إلى تقديم بلاده لنحو 30 مليار دولار من الدعم لمصر خلال العقود الماضية.
ودافع الوزير الأميركي عن أداء الحكومة المصرية، حتى أمام انتقادات المصريين أنفسهم، إذ أكد أن مشكلات التضخم وارتفاع أسعار الغذاء في مصر حاليا، هي جزء من أزمة تعانيها كل دول العالم، بسبب تبعات حرب أوكرانيا، وكشف عن عمل واشنطن والقاهرة معا من أجل حل أزمة الأمن الغذائي والطاقة، لاستكمال ما وصفه بـ «مسيرة الاصلاحات الاقتصادية المصرية الناجحة».
وناقش الطرفان التطورات والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعي المصرية الجارية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية. وأشار الرئيس السيسي إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع، والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين، مؤكداً موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية في المنطقة، ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.
وقال بلينكن ان «مصر لعبت دورا مهما لتخفيف التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى هدنة عام 2021، وهناك تصعيد مخيف للعنف حاليا، وقد ناقشنا كيفية العمل معا لتخفيف التوتر». وأضاف أنه «لا يوجد أي شك انها لحظة صعبة حاليا، وهناك ارتفاع في مستوى العنف على مدى الاشهر الماضية، وقد قمنا بإدانة الهجمات الإرهابية، كما ندين خسارة الأرواح البشرية، ونحث جميع الأطراف على وقف التصعيد، ونقف مثل مصر وراء أهمية العمل على حل الدولتين».
وحظي ملف سد النهضة الإثيوبي بحيز من مباحثات بلينكن في القاهرة. وأكد السيسي «موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف»، مشدداً على أهمية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة. من ناحيته، قال بلنيكن إن أزمة المناخ فرصة عظيمة لخلق الوظائف للمصريين، لكنها تؤكد أيضا ضرورة إيجاد حل دبلوماسي سريع لأزمة سد النهضة. وتابع: «سمعنا من الرئيس السيسي، أن قضية سد النهضة أمر وجودي لمصر، ونحن ندعم أي حل يراعي مصالح جميع الأطراف، والحياة المعيشية للمصريين والسودانيين والإثيوبيين».
وتطرقت المباحثات إلى الوضع في ليبيا والسودان، إذ قال وزير الخارجية المصري، إن بلاده تعمل على تخفيف أزمة ليبيا، وشدد على أن إجراء انتخابات في هذا العام هو الطريق الوحيد للتوصل إلى حل للأزمة، عبر تمكين الشعب الليبي من اختيار قياداته، وكشف عن مناقشة الأوضاع في السودان، ودعم العملية السياسية فيه للتحول الديموقراطي.
وعن ملف حقوق الانسان، قال بلينكن إنه «فيما يتعلق بحقوق الإنسان خاصة في القضايا الفردية فقد أثرتها في السابق كما أثرتها اليوم، ونحن نريد تحقيق تقدم في هذا الملف بشكل دائم، وأؤكد أن مصر حققت تقدما في مجال الحريات الدينية وحقوق المرأة والحوار الوطني».
وأضاف: «بحثنا حقوق الإنسان وهو أمر نناقشه مع دول اخرى ونرحب بالخطوات المهمة لمصر لحماية الحرية الدينية وحقوق المرأة، ونرحب بعقد الحوار السياسي وإعادة تفعيل اللجنة الرئاسية، ونناقش تحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان وإطلاق السجناء السياسيين، والتأكد من قدرة المصريين على التعبير عن آرائهم دون عواقب».