في مواجهة ظروف سياسية وقانونية غير مواتية، دشّن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حملته الانتخابية بخطابين أمام مؤيديه ونشطاء جمهوريين في كولومبيا عاصمة ولاية كارولاينا الجنوبية، ومدينة سالم بولاية نيوهامبشر، تعهّد فيهما بمواجهة المؤسسة السياسية الفاسدة وإنهاء حكم العصابات، وإنقاذ أميركا من اليسار ووسائل الإعلام والدولة العميقة.
وبعد شهرين ونصف الشهر من إعلان ترشّحه للوصول إلى البيت الأبيض للمرة الثالثة، قال ترامب، محاطا بالأعلام وبعض حلفائه السياسيين الأكثر ولاء بكولومبيا، إن «انتخابات 2024 هي فرصتنا الأخيرة لإنقاذ أميركا، ونحن بحاجة إلى قائد مستعد للقيام بذلك منذ اليوم الأول، وهناك رئيس واحد فقط تحدّى المؤسسة بكاملها في واشنطن، وبتصويتكم العام المقبل، سنفعل ذلك مرة أخرى».
وأضاف ترامب: «نحن بحاجة إلى مقاتل يمكنه الوقوف في وجه اليسار ووسائل الإعلام والدولة العميقة ودعاة العولمة والصين، والوقوف من أجل أميركا، هذا ما نفعله، نحن ندافع عنها».
وقبل ساعات، تعهّد ترامب، أمام حشد في نيوهامبشر، بإنقاذ الولايات المتحدة من «الدمار على يد مؤسسة سياسية أنانية وراديكالية وفاسدة، ورئيس وضع البلاد على طريق التدمير». وتابع: «أنا غاضب أكثر الآن، وأصبحت أكثر التزامًا من أي وقت مضى، وعلينا إنهاء حكم العصابات للحفاظ على كرامة الأميركيين ومقدراتهم».
ولم يُدخل الرئيس السابق أيّ تغيير ملحوظ في خطابه، وكرّر ادعاءاته بأن انتخابات 2020 سُرقت منه، وحذّر من «تغيير مسار الانتخابات المقبلة على غرار ما حدث فيها».
ووجّه إهانات لمنافسيه السياسيين، أبرزها لمعارضيه من الجمهوريين الذين اعتبر أنهم «أكثر خطورة من الديموقراطيين». وقال ترامب لجمهوره: «بعد عام واحد من الآن سوف نفوز في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر، وبعد ذلك، بمساعدة أهل الولاية الطيبين سنستعيد بلادنا وسنستعيد البيت الأبيض، وسنقوم بتصويب مسار الولايات المتحدة».
وأشاد ترامب بسجله في مجال تطبيق القانون وفرض النظام ومكافحة الهجرة و»إعادة بناء» الجيش الأميركي، متعهدا بإنقاذ البلاد من «الدمار على يد مؤسسة سياسية أنانية وراديكالية وفاسدة».
ويبدو أن العقبة الكبرى في طريق فوز ترامب ببطاقة الترشح الجمهورية هي مشاكله القانونية المتزايدة، مع تعيين «محقق خاص» للنظر في العديد من مزاعم سوء السلوك.
وقال ترامب: «هؤلاء مدعون عامون يساريون متطرفون، وهم أشخاص فظيعون للغاية»، وتعهّد التحقيق في أنشطة وزارة العدل إذا أعيد انتخابه.
ويجري حالياً تسليط الضوء على تعامله مع الوثائق السرية التي تم العثور عليها أثناء تفتيش مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بمقر إقامته في فلوريدا، ودوره في اقتحام مبنى «الكونغرس» عام 2021، وفي محاولاته لقلب النتائج بعد هزيمته بولاية جورجيا في انتخابات 2020.
وتحظى كارولاينا الجنوبية ونيوهامبشر بأهمية كبيرة باعتبارهما من أولى الولايات التي تُجرى فيهما «الانتخابات التمهيدية» للرئاسيات، وقد عززتا مكانة ترامب في طليعة المرشحين عام 2016 بعد بداية فاترة في أيوا.
ويُنظر إلى التجمّعَين على أنهما فرصة لترامب لتنشيط حملته المتعثّرة، وسط انتقادات لعدم تنظيمه فعاليات منذ أن أعلن في نوفمبر عزمه على خوض انتخابات 2024.
ويعد قطب العقارات السابق هو الشخصية البارزة الوحيدة التي أعلنت ترشّحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن، لكنّ العديد من الجمهوريين البارزين أثاروا احتمال وجود منافسين، وسط تقارير عن تراجع التأييد الشعبي للرئيس السابق.
وأفادت تقارير بأنّ ترامب يواجه صعوبات في الحفاظ على قاعدة دعم في كارولاينا الجنوبية، في ظلّ استياء من تأييده مرشّحين هُزموا الانتخابات النصفية في نوفمبر الفائت.