فجّر انتحاري نفسه، أمس، داخل مسجد يقع بالقرب من مجمع سكني لأفراد الشرطة الباكستانية، في مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد.
وفي محصلة غير نهائية للضحايا، أسفر هذا التفجير عن مقتل 47 شخصاً، وإصابة نحو 147، معظمهم من أفراد الشرطة، من أصل نحو 260 كانوا داخل المسجد وقت الانفجار.
وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن الانتحاري كان حاضراً في الصف الأمامي أثناء صلاة الظهر عندما فجّر نفسه، مما أدى إلى عدد كبير من الإصابات.
وتبنت حركة «طالبان باكستان» في تغريدة المسؤولية عن الهجوم، بعدما كانت أعلنت في نوفمبر الماضي تعليق التزامها بوقف إطلاق النار مع السلطات، عقب فشل المفاوضات بينهما في التوصل إلى نتيجة، ومذاك صعَّدت الحركة هجماتها، في حين تعيش البلاد اضطراباً سياسياً منذ عزل رئيس الوزراء السابق عمران خان وتعيين قائد للجيش، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تجلت آثارها عندما تعرضت البلاد لفيضانات مدمرة بين شهري يونيو وأكتوبر 2022.
ورفعت شرطة العاصمة إسلام آباد حالة التأهب الأمني عقب الانفجار.
وفي أول رد فعل على الهجوم، دان رئيس الوزراء محمد شهباز شريف بشدة التفجير الانتحاري، وقال إن «الإرهابيين أرادوا إثارة الذعر من خلال استهداف أولئك الذين يحمون البلاد»، مضيفاً أن «الحكومة ستقدم الدعم للمحافظات في بناء قدراتها ضد الإرهاب».
واستنكرت الرئاسة التفجير، وقالت في بيان: «من ينفذون هجمات انتحارية على المسلمين أثناء العبادة هم أعداء الإسلام والإنسانية»، مؤكدة أن «هناك حاجة لاتخاذ إجراءات مشتركة وبعيدة المدى للقضاء على جذور الإرهاب». كما دان رئيس الوزراء السابق عمران خان بشدة ما وصفه ب «الهجوم الإرهابي».