يواصل بنك الكويت الوطني تقديم النموذج الرائد في تحمل المؤسسات الكبرى لمسؤوليتها المجتمعية على أكمل وجه، ويخطو خطوات جديدة وكبيرة في طريق مساهماته الدائمة على كل المستويات، وخصوصاً الارتقاء بالرعاية الصحية من خلال العديد من الأنشطة والمساهمات وفي مقدمتها، مستشفى «الوطني» التخصصي للأطفال، الذي يستعد لتدشين مبنى جديد يتحمل البنك تكلفته بالكامل.

وسلّط استشاري أمراض الدم والسرطان للأطفال ومدير مستشفى البنك الوطني د. علي ملا علي الضوء على آخر التطورات في المستشفى وخطط التوسع المستقبلية وإسهامات البنك في التطوير المستمر للمستشفى والتبرع السخي الذي قدمه.

Ad

وقال ملا علي، إن «البنك يقدم مثالاً يحتذى في التزامه بالمسؤولية المجتمعية، ولعل الصرح الكبير المتمثل في مستشفى الوطني التخصصي للأطفال خير برهان على ذلك»، مضيفاً أن «الحاجة المتزايدة لتقديم الرعاية الصحية للحالات الإكلينيكية بطريقة تتماشى مع أعلى المعايير الطبية، دعت إلى ضرورة توسعة المستشفى، وكعادة (الوطني) السبّاق في التزامه بالمسؤولية المجتمعية لاسيما الرعاية الصحية قدم تبرعاً سخياً بقيمة 13 مليون دينار، ليعطي بذلك إشارة البدء في التخطيط للمبنى الثالث (C) على مساحة 8 آلاف مترمربع».

رعاية متكاملة

واستعرض ملا علي كل التفاصيل المتعلقة بالمستشفى، وما يقدمه من خدمات، إذ أوضح أن مستشفى «الوطني» التخصصي للأطفال يتكون حالياً من مبنيين، وكلاهما يكمل أحدهما الآخر، إذ تم تدشين المبنى الأول (A) قبل 20 عاماً، ويضم 3 أجنحة وأسرة المرضى ووحدة الحوادث والطوارئ، التي تعمل على مدار الساعة للمرضى المسجلين في المستشفى، إضافة إلى صيدلية وبعض المختبرات التخصصية وفرع مبسط لقسم الأشعة.

وذكر أن المبنى الثاني (B) تم تشييده عام 2017 ويشمل العيادات الخارجية والصيدلية الرئيسية ومختبر الخلايا الجذعية وجناح زراعة الخلايا الجذعية وعيادة الرعاية النهارية المفتوحة 24 ساعة أمام مرضى المستشفى، الذين يحتاجون إلى جرعات معينة أو نقل الدم وغيرها من الخدمات، إضافة إلى مكاتب الإدارة.

وبالنسبة إلى المبنى الثالث (C) أفاد بأنه في طور التخطيط والتصميم، ومن المقرر أن يتم نقل جميع الأجنحة إليه بعد التشييد، كما أن هناك تفاصيل أخرى ستتم مناقشتها لاحقاً مثل عدد الأسرة في المبنى الجديد، لكنها ستكون كافية حسب الإحصائيات المتوفرة ونسبة الزيادة المتوقعة بأعداد المصابين في السنوات القادمة، بما يوفر رعاية صحية على أعلى المستويات لجميع المرضى، فيما ستنقل جميع الأقسام الإدارية لاحقاً إلى المبنى (A).

ولفت إلى أن المستشفى يضم نحو 68 سريراً للمرضى تنقسم ما بين غرف عامة وأخرى خاصة للمرضى المحتاجين إلى فترات علاج طويلة بمفردهم، كما يضم أقسام التمريض والصيدلية والعلاج الطبيعي والسجلات الطبية والأجهزة الطبية، إضافة إلى الأقسام الإدارية التي تنظم سير العمل مثل العلاقات العامة والشؤون الإدارية وقسم المخازن والخدمات الفندقية.

كوادر طبية وفنية

وتحدث ملا علي عن الكوادر الطبية العاملة في المستشفى، إذ أكد أن المستشفى يعتبر صغيراً مقارنة بباقي مستشفيات الكويت من حيث القوة العاملة، إذ يصل عدد الأطباء إلى نحو 34 طبيباً، فيما تتراوح أعداد قسم التمريض ما بين 140 و150 ممرضة، وباعتبار المستشفى متخصصاً فإن الكوادر العاملة كافية لتقديم الرعاية المناسبة لجميع المرضى.

وأوضح أن مستشفى «الوطني» يستقبل كل حالات سرطان الدم والأورام السرطانية من كل مستشفيات ومناطق الكويت باعتباره المركز الوحيد الذي يستقبل هذه الحالات، إضافة إلى أن المستشفى يعتبر مركزاً لزراعة الخلايا الجذعية للأطفال دون سن ال 16 عاماً.

وحدة الخلايا الجذعية

وأفاد بأن فكرة وحدة الخلايا الجذعية جاءت ثمرة تخطيط وعمل على مدار سنوات طويلة إذ كانت وحدة أمراض وسرطان الدم تابعة لقسم الأطفال في مستشفى الصباح، التي قام وزير الصحة الأسبق د. هلال الساير بفصلها لتصبح قسماً متخصصاً داخل المستشفى.

وبين أنه بعد تبرع البنك الوطني، بدأ التحضير للمبنى (B) في مستشفى البنك مع الأخذ بعين الاعتبار تخصيص جزء منه لوحدة الخلايا الجذعية، وتم تكوين فريق عمل مشترك من البنك الوطني والشؤون الهندسية ووزارة الصحة لتجهيز وتخطيط المبنى الجديد حتى تم تجهيزه وافتتاحه عام 2017، وتم فصل قسم أمراض الدم والسرطان عن مستشفى الصباح فنياً وإدارياً بشكل كامل مع تكليف إدارة خاصة بالمستشفى وأقسام فنية وإدارية تابعة لها حتى اتخذت شكلها النهائي المعروف حالياً بمستشفى بنك الكويت الوطني التخصصي للأطفال مبنى أ ومبنى ب.

وقال إن وحدة الخلايا الجذعية تستقبل جميع المرضى المقيمين في الكويت، وقامت حتى الآن بزراعة 33 حالة منذ أن تم افتتاحها في أكتوبر 2020.

تأهيل المرضى

وتطرق إلى تفاصيل العمل والخدمات التي تقدمها المستشفى، وقال، إن دوره لا يقتصر فقط على التشخيص وإنما يمتد لتأهيل المرضى، لاسيما أن مرضى السرطان الذين يحتاجون فترات طويلة من العلاج تختلف حسب حالة كل مريض، كما يحتاجون إلى رعاية ومعاملة خاصة ودقيقة وكذلك عائلاتهم.

وأضاف د. ملا علي أن «من أصعب المراحل على الأطباء هي مرحلة إخبار الأسرة بإصابة طفلها بالسرطان، لذلك نقوم بالتحضير لمثل هذه المقابلة بعناية حيث نجلس مع أولياء الأمور ونوضح لهم كل التفاصيل الخاصة بخطة العلاج، لأن هناك حالات تحتاج في علاجها إلى أشهر وأخرى تحتاج سنوات، وحالات تمكث في المستشفى لمدة شهر أو شهرين ومن ثم تخرج وتحضر لتلقي جلسات علاجية متفرقة».

وتابع أن طاقم التمريض في المستشفى يتمتع بخبرة عالية في التعامل مع أطفال السرطان وأسرهم، «كما نتعاون مع فريق من بيت عبدالله وفريق رعاية الطفولة في المستشفى للتعامل مع الأطفال وذويهم وتأهيلهم واطلاعهم على الخطوات المستقبلية وطريقة تعامل الطفل مع تكرار الأدوية والبقاء فترات طويلة في المستشفى وكيفية قضاء أوقاتهم، إضافة إلى غرف الألعاب ووسائل الترفيه».

العلاج بالخارج

وأوضح ملا علي أن مستشفى (الوطني) قلل من حالات العلاج بالخارج، بعد أن وجد المرضى أن البروتوكولات العلاجية هي بروتوكولات عالمية، كما أننا نسعى لتقديم الرعاية الطبية على أعلى المعايير العالمية، مؤكداً أنه يتم تحديث البروتوكولات بصفة دورية، ومع ذلك قد تكون هناك حالات مستعصية تضطر إلى السفر للعلاج بالخارج.

وكشف عن بناء المستشفى قاعدة بيانات حديثة تضم إحصائيات سنوية تبين عدد الحالات المصابة بأمراض السرطان وأنواعها بما يساعد في التجهيز والتوسع لاستيعاب حالات الإصابة مستقبلاً، ويتم التخطيط للمبنى الجديد وفقاً لما بينته الإحصائيات المتوفرة.

بروتوكول بريطاني

وعن بروتوكول العلاج المتبع، أكد ملا علي أن البروتوكول البريطاني لأمراض سرطان الدم والتأهيل لأمراض اللوكيميا هو المتبع داخل مستشفى (الوطني) التخصصي للأطفال، ويتم تحديثه دورياً طبقاً للمعمول به في المملكة المتحدة لافتاً إلى أن إدارة المستشفى تضع نصب أعينها الالتزام بأعلى المعايير العالمية في تقديم الرعاية الطبية للمصابين وأسرهم.

كما شدد على أهمية طرق الوقاية وتعريف الجمهور بالأعراض التي يجب عليهم إجراء فحوصات طبية ومراجعة الأطباء حال ظهورها، مؤكداً أن المستشفى قائم دائماً على رعاية الأطفال المصابين وتقديم الدعم النفسي لأسرهم.

ويساهم بنك الكويت الوطني في دعم المستشفى من خلال مواصلة الاستثمار في تطوير كل وحداته ورعاية جميع أنشطته التي تتجاوز الخدمات العلاجية إلى العديد من الأنشطة التي تساهم في التخفيف عن المرضى وأسرهم.

وكان (الوطني) قد تبرع لإنشاء وحدة العلاج بالخلايا الجذعية للأطفال دون سن ال 16 عاماً في مبادرة هي الأضخم على مستوى القطاع الخاص المحلي، لتواصل الوحدة طوال تلك الفترة تقديم خدماتها مجاناً بما ساهم في تعزيز قيام المستشفى بدوره في مجال علاج المرضى وتطبيق معايير السلامة وتطوير الأبحاث وتوفير أفضل مقاييس الرعاية العالمية للمرضى وعائلاتهم.

الوقاية خير من العلاج

- الحفاظ على التغذية السليمة والرياضة المناسبة والنوم الكافي

- ابتعاد الأطفال حتى سن الخامسة عن الهواتف والتلفاز

- عدم الإفراط في مشاهدة التلفاز والهواتف الذكية طوال الوقت لمن هم فوق سن الخامسة

- ابتعاد أولياء الأمور عن السلوكيات الضارة على صحة الأطفال كالتدخين

- الحد من التلوث وزيادة المساحات الخضراء في الكويت