لماذا أصبحت النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي أكثر تفاؤلاً؟
كشفت تقارير حديثة صادرة عن وكالة «S&P Global» وشركة أوكسفورد إيكونوميكس «OXFORD ECONOMICS»، أن النظرة المستقبلية أصبحت أكثر تفاؤلا حيال الاقتصاد العالمي، رغم تعدد التحديات. ويرى تقرير «S&P Global» تحسن التوقعات الاقتصادية في أعقاب المنتدى الاقتصادي في دافوس، وذلك بعد أن أظهر الاقتصاد الأوروبي مرونة أكبر في التعامل مع أزمة الطاقة، بالتزامن مع طقس أقل برودة. كما يشهد الإنتاج الصناعي في أوروبا أعلى مستوياته على الإطلاق، رغم ارتفاع تكاليف الطاقة، وسط معالجة تراكم الطلبات الناجم عن الجائحة، وتحسن اختناقات سلاسل التوريد، بحسب التقرير. وترى «S&P Global» استقرار النمو في منطقة اليورو على أساس سنوي هذا العام، في حين تتوقع ركوداً طفيفاً في ألمانيا مع منتصف العام الحالي. وتشير الوكالة إلى التفاؤل الناجم عن الخروج الأسرع من المتوقع من سياسة صفر كوفيد في الصين، متوقعة نمو الاقتصاد الصيني بنحو 5 في المئة هذا العام، لكن الانتعاش سيكون إلى حد كبير محلياً. و«تعافي الاقتصاد الصيني قد يعيد أسعار النفط إلى ال 100 دولار»، بحسب «S&P Global».
أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة، ترى «S&P Global» أن الاحتياطي الفدرالي سيرفع الفائدة إلى ما فوق 5 في المئة بالنصف الأول من العام الحالي، وأنه سيبقيها عند هذا المستوى في 2024.
وتتوقع الوكالة، ركوداً طفيفاً في أميركا خلال الجزء الأول من العام الحالي، لكنه لن يطول، وسط ارتفاع الأسعار وتزايد تكاليف الاقتراض ما يزيد الضغط على الأسر الأميركية، ومع ذلك من المتوقع أن يبلغ معدل نمو الاقتصاد الأميركي العام الحالي صفراً في المئة.
وأصبحت مخاطر الركود أقل حدة من السابق بحسب «S&P Global»، إلا أن التضخم سيبقى العنوان الأبرز الذي يقلق العالم، وسط مخاوف من أن يتطلب رفع أسعار الفائدة فترة أطول.
وهذا أيضاً ما أظهره استطلاع لشركة «أكسفورد إيكونوميكس»، الذي شمل أكثر من 200 شركة، فالتضخم يبقى من أبرز المخاطر قصيرة الأمد التي تقلق الشركات حتى ولو بنسبة أقل من السابق.
وأشار الاستطلاع، إلى أن نسبة الشركات التي لا تزال قلقة بقوة من ذلك، تراجعت إلى ربع ما كانت عليه في أكتوبر، كما أن 26 في المئة من الشركات أبدت قلقاً مع حيال التشديد المفرط في السياسة النقدية للبنوك المركزية. أما ثاني أكبر المخاطر فهي الجيوسياسية، وأبرزها العلاقات بين الصين وتايوان، والعلاقات الأميركية الصينية، وتصعيد الحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب «أوكسفورد إيكونوميكس»، التي أظهر استطلاع لها أن قطاع الأعمال بات أكثر تفاؤلا حيال الاقتصاد العالمي رغم تلك المخاطر. ويأتي ذلك وسط تراجع المخاوف بشأن المزيد من الاضطرابات الحادة في أسواق الطاقة، إلى جانب تزايد التفاؤل حيال الدفعة التي سيتلقاها الاقتصاد العالمي من إعادة فتح الاقتصاد الصيني. ويقدر قطاع الأعمال تحسن نمو الاقتصاد العالمي إلى 1.6 في المئة هذا العام وإلى 2.4 في المئة في 2024.
كما كانت نظرة الشركات التي شملها الاستطلاع أكثر تفاؤلاً حيال التضخم، وسط توقعات بأنه لن يتواصل عند مستويات مرتفعة فترة طويلة، في حين تم خفض التوقعات إلى 5.1 في المئة لهذا العام وإلى 3.2 في المئة على المدى المتوسط.