فشل رد المجموعة التجارية التابعة للملياردير غواتام أداني المؤلف من 413 صفحة في إعادة الثقة في إمبراطوريته التجارية مع المستثمرين، إذ تعمقت خسائر سوق الأسهم وانخفضت السندات الدولارية الرئيسية إلى مستويات جديدة.
وتراجعت أسهم جميع شركات مجموعة أداني غروب، أمس الاثنين، على الرغم من دحض التكتل الهندي المطول في عطلة نهاية الأسبوع لادعاءات الاحتيال من شركة هندنبيرغ للأبحاث «Hindenburg Research» التي اتخذت رهاناً على المكشوف ضد المشتقات المالية للمجموعة المتداولة خارج الهند.
وأدت عملية البيع التي استمرت ثلاثة أيام إلى محو ما يقرب من 72 مليار دولار من القيمة السوقية للمجموعة، وسط عمليات بيع للأسهم من شركة أداني التي كان مفترضاً أن تؤكد صعود رجل الأعمال على المسرح العالمي.
وبينما صورت مجموعة أداني مزاعم «هندنبيرغ» على أنها لا أساس لها من الصحة وهجوم على الهند نفسها، فإن الملحمة تعيد إحياء مخاوف المستثمرين القديمة بشأن حوكمة الشركات في المجموعة. كما أنه يهدد بإضعاف الثقة على نطاق أوسع في الهند، التي كانت حتى وقت قريب وجهة استثمارية رئيسية لوول ستريت، وتسريع التحول الناشئ نحو إعادة فتح الصين.
من جانبه، قال المحلل في «سمارت كارما»، بريان فريتاس: «لست متأكداً مما إذا كان دحض عداني كافياً لتهدئة مخاوف المستثمرين».
وتساءل «كيف تفسر مجموعة كبيرة عدم وجود تغطية بحثية لها، وعدم وجود حيازات من الصناديق المشتركة؟».
في رده الذي نُشر الأحد، قال أداني، إن حوالي 65 من الأسئلة ال 88 التي أثارتها Hindenburg تم تناولها في الإفصاحات العامة للمجموعة، واصفاً سلوك البائع على المكشوف بأنه «ليس أقل من احتيال محسوب في الأوراق المالية بموجب القانون المعمول به». كررت المجموعة أنها «ستمارس حقوقها في متابعة سبل الانتصاف لحماية أصحاب المصلحة أمام جميع السلطات المختصة».
بدورها، قالت «Hindenburg»، إن دحض أداني تجاهل جميع المزاعم الرئيسية، وأضافت شركة الأبحاث أمس الاثنين أن بيان المجموعة فشل في الإجابة عن 62 سؤالاً من أصل 88 سؤالاً ل «هندنبيرغ»، وخلط بين «صعود الشركة السريع» وثروة أغنى رجل في آسيا «مع نجاح الهند نفسها».
وكانت أسهم أداني من بين أفضل الأسهم أداءً العام الماضي، ليس فقط في السوق المحلية، لكن أيضاً على مؤشر MSCI Asia Pacific.
واستمرت عمليات البيع يوم الاثنين مع انخفاض شركة «Adani Total Gas Ltd» و»Adani Transmission Ltd» بما يصل إلى 20%. كما تخلصت شركة «Adani Enterprises» أيضاً من مكاسبها السابقة البالغة 10% لتتداول هبوطياً بنسبة 2%.
وباتت أسهم «أداني إنتربرايزيز» تتداول عند مستوى أقل من الحد الأدنى المحدد لبيع الأسهم في الطرح العام الجديد. والذي تسعى الشركة خلاله لجمع 200 مليار روبية (2.5 مليار دولار).
ولم يتم الاكتتاب سوى في 2% فقط من الأسهم المطروحة للاكتتاب من قبل «Adani Enterprises»، في مومباي أمس، والذي يغلق اليوم، وقدم المستثمرون الأفراد عطاءات على 3% من الأسهم المعروضة لهم، بينما قدم موظفو الشركة عطاءات على 10% من الأسهم لفئتهم.
أما الجزء غير المؤسسي، الذي يشمل الأفراد الأثرياء فقد تم الاكتتاب فيه بنسبة 1%، وقدم المستثمرون المؤسسيون عطاءات لشراء 4576 سهماً، وهو جزء بسيط من 12.8 مليون سهم معروض.
بينما ينتظر المستثمرون في العروض العامة الهندية عادة حتى اليوم الأخير من البيع لتقديم العطاءات، وقد تزايدت المخاوف من أن تقرير «هندنبيرغ» سيؤثر على رغبة المستثمرين في الاكتتاب.
من جانبه، صرح المدير المالي لمجموعة أداني، جوغشيندر سينغ لقناة «CNBC TV 18» الإخبارية في مقابلة أنه لن يكون هناك أي تغيير في أسعار بيع الأسهم الإضافية وسيستمر كما هو مقرر.
وتسارعت وتيرة انخفاض السندات الدولارية لشركات مجموعة أداني يوم الاثنين. إذ أظهرت البيانات التي جمعتها «بلومبرغ» أن السندات استحقاق عام 2027 لشركة «Adani Ports & Special Economic Zone Ltd»، انخفضت 6.2 سنتات.
وتراجعت 4 إصدارات أخرى من السندات على الأقل، بما في ذلك ديون شركة أداني للكهرباء مومباي المحدودة، إلى مستويات متعثرة أقل من 70 سنتاً على الدولار، وهو ما يشير عموماً إلى تزايد القلق بشأن الجدارة الائتمانية.