جونسون: بوتين هدد بقتلي بصاروخ
• «الكرملين»: رئيس الوزراء السابق فهم المحادثة خطأ
قال رئيس الوزراء البريطاني المحافظ السابق بوريس جونسون، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد بقتله بصاروخ، خلال مكالمة هاتفية مطولة بينهما قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي.
وروى جونسون، في فيلم وثائقي مكون من ثلاثة أجزاء بدأت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بث أولى حلقاته مساء أمس، مكالمته «الطويلة جداً والأكثر استثنائية» مع بوتين في فبراير 2022، وتبعتها زيارته لكييف حين كان رئيساً لوزراء بريطانيا.
وقال جونسون: «قد هددني في وقت ما، قائلاً: بوريس، لا أريد أن أؤذيك لكن، بصاروخ، سيستغرق الأمر دقيقة واحدة فقط، أو شيء من هذا القبيل، لكنني أعتقد أنه، من خلال النبرة الهادئة التي استخدمها وعدم الاكتراث الذي بدا عليه، أنه كان يناور فحسب».
وأكد أنه لما حذّره من أن غزو أوكرانيا سيكون كارثة مطلقة وسيؤدي إلى عقوبات غربية قاسية، ونشر المزيد من قوات «الناتو» على حدود روسيا، واصل بوتين التشديد على أنه لا ينوي الشروع في هذا الطريق، رغم التدفق الهائل للجنود الروس إلى المناطق الحدودية.
ويروي الوثائقي الانقسام المتزايد بين الزعيم الروسي والغرب في السنوات التي سبقت غزو أوكرانيا، وفيه يتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كيف كان يشعر بالغضب من موقف الغرب في ذلك الوقت، ويقول: «إذا كنتم تعلمون أن روسيا ستغزونا غداً، فلماذا لا تعطوني شيئاً يمكنني إيقافها به اليوم؟ أو إذا كنتم لا تستطيعون إعطائي إياه، فأوقفوها إذاً بأنفسكم».
وانحدرت العلاقات بين موسكو ولندن إلى أدنى مستوى منذ عقود حتى قبل غزو أوكرانيا، بعد تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بمادة كيماوية في مدينة سالزبوري البريطانية عام 2018.
وعلّق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات جونسون حول تهديده، قائلاً: «ما قاله جونسون ليس صحيحاً، وبصورة أدق، كذب. وعلاوة على ذلك، أقول إنه إما كذبة واعية، وحينئذ يجب الاستفسار عن الغرض الذي يكذب من أجله، وإما كذبة غير واعية، وفي هذه الحالة فإنه لم يفهم ما كان يتحدث عنه الرئيس بوتين، وعندئذ يصبح الأمر غير مريح بعض الشيء بالنسبة لمن يتحاور معنا».
وأكد بيسكوف معرفته بما تمت مناقشته خلال الاتصال، وقال: «لم تكن هناك أي تهديدات بضربات صاروخية، لكن في حديثه عن التحديات التي تواجه أمن روسيا، أشار الرئيس بوتين إلى أنه إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو، فإن احتمال نشر صواريخ الحلف أو الصواريخ الأميركية على حدودنا، سيعني أن أي صاروخ سيصل إلى موسكو في غضون دقائق».