غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس زيارة إلى موسكو حاملاً رسالة أميركية بشأن الحرب في أوكرانيا، وجرى خلالها التوافق على المضي في مشروع التبادل بالروبل الروسي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري في موسكو أمس، إنه ممتن لإيصال الوزير المصري رسالة من وزير الخارجية الأميركي، حول ضرورة وقف العمليات العسكرية، وخروج موسكو من أوكرانيا.

وأشاد لافروف بالموقف المصري المتوازن والمسؤول تجاه الأزمة الاوكرانية، والذي يدعو إلى حل الأزمة، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لسماع أي اقتراحات جادة لتسوية الأوضاع جميعها بشكل كامل وشامل، لكنه أضاف ان بلينكن لم يقترح اي شيء جديد.

Ad

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن وجهة نظر حلف «الناتو» تدفع نحو الصراع، لأنها تريد هزيمة روسيا وانتصار أوكرانيا، رافضا استمرار إمداد كييف بالأسلحة الهجومية، وزيادة المحاولات لتهديد أمن روسيا.

وعبّر عن قلقه من الهجوم الاخير على ايران، واتهم الغرب بتقويض محاولات العودة الى الاتفاق النووي، كما اعلن عن اتفاق مبدئي على إشراك طهران في جهود المصالحة التركية - السورية.

وعن القضية الفلسطينية، قال لافروف: «اتفقنا على العودة إلى التسوية الشاملة على أساس القانون الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية وتجديد عمل الرباعية الدولية. نعتقد أنه من الضروري إعادة إحياء الرباعية».

وأضاف أنه اتفق مع ضيفه على وحدة الأراضي السورية، وأن روسيا تنطلق دائما من الحاجة إلى تعزيز عمل جامعة الدول العربية، لافتا إلى أنهما وافقا على اتخاذ خطوات للجنة المشتركة الاقتصادية، وتنفيذ المشروعات الخاصة بالمحطة النووية في الضبعة وغيرها من المشروعات.

بدوره، قال الوزير المصري، إن مصر في كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتي بنتائج لإنهاء الصراع العسكري، بما يلبي المصالح لكل الأطراف.

وأشار شكري إلى إنه جار العمل على الانتهاء من المشروعات الثنائية بما يؤتي ثماره ويعزز من العلاقات الثنائية المشتركة، لافتا إلى أن استخدام الروبل في التعاملات الاقتصادية بين البلدين سيكون محل بحث وتفعيل.

ولفت شكري إلى اتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تعيد الأزمة الليبية إلى الأطر الشرعية المتمثلة في المؤسسات الليبية و»مقررات الصخيرات»، مشيرا إلى أن مصر ستستمر في المضي قُدما بجهودها في إطار التنسيق لعدم عودة المجابهات العسكرية.

وأضاف أن لمصر مصلحة رئيسية لما بين الشعبين المصري والليبي من علاقات جوار وثيقة، وكذلك المصالح المتبادلة، والأمن القومي، وقضية مكافحة الإرهاب.

وشدد الوزير على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة السورية، وعدم وجود قوات أجنبية، وأعمال عسكرية لا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، لافتا إلى التواصل مع المبعوث الأممي لتنفيذ القرار رقم 2254 لمجلس الأمن، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل أراضيها.

من جهته، قيّم مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، زيارة شكري لروسيا، قائلاً لـ «الجريدة»: «الزيارة تأتي في ظروف شديدة الحساسية تمر بها منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، والعالم بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، لذا كان واضحا التركيز على مناقشة الآراء الروسية حول الحرب مع أوكرانيا، بعد توصيل رسالة من الجانب الأميركي».