أعربت الكاتبة المسرحية تغريد الداود عن امتنانها وسعادتها بعودة عرض مسرحية «ممنوع من الرقابة»، لاسيما أنها تمثل تجربة استثنائية لها وللمخرج يوسف البغلي، والفنان عبدالعزيز النصار. وقالت إنها تشرفت بالعمل مع الفنانة حصة النبهان، وترى أنها فنانة تملك الكثير من القدرات والإحساس والحضور. ولفتت إلى أنها تراهن على هذه المسرحية من حيث الفكرة والطرح والنص والتنفيذ والتمثيل والتقديم، فهي عمل كوميدي مختلف ذو رسالة واضحة بفكر شبابي.

وقالت الداود، لـ «الجريدة» عن عرض مسرحية «ممنوع من الرقابة»: «لمسنا تجاوباً كبيراً من الجمهور، الذي كان بمنزلة الدعاية الحقيقية للمسرحية»، مشيرة إلى أن هناك اتصالات عديدة كانت تطالب بعودة العروض مرة أخرى، خصوصاً من الجمهور، الذي لم يتسنَّ له مشاهدة المسرحية أثناء فترة العرض.

وذكرت أن «ممنوع من الرقابة» تضم مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب الذين لم تكن لهم تجارب مسرحية سابقة على المسرح الجماهيري «التجاري»، إذ إنهم نجوم وأبطال في المسرح الأكاديمي فقط.
Ad


الفن الكويتي

وأبدت سعادتها بأن يكون هناك موسم آخر للمسرح، في ظل وجود 12 عملاً متفاوتاً ومختلفاً من جميع النواحي، فهناك أعمال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقين تتفاوت من حيث الفكرة والتنفيذ والنجوم، إضافة إلى الأعمال المسرحية لفئة الكبار، وهي رائعة جداً، مؤكدة حرصها على حضور أكثر من عرض لهذه المسرحيات.

وطالبت الداود بأن يظل الموسم المسرحي في الكويت على مدار العام، وألا يكون محصوراً في مناسبات الأعياد أو بالاحتفالات الوطنية فقط، وأن ينظر مركز جابر الثقافي إلى النتاج المسرحي في الكويت، ويفتح أبوابه لتقديم هذه العروض المسرحية، فهناك أعمال مشرفة ورائعة، منها: الكوميدي، والجاد، والأكاديمي، والشعبي، و«نتمنى أن يكون هناك أحد مهتم بمتابعة هذه الأعمال، التي تمثل أفضل سفير للفن الكويتي».

مستوى رائع

وحول نشاط عملها، أكدت أنها كانت محظوظة خلال العام الماضي، حيث قدمت عملين في المسرح الجماهيري، هما: مسرحية «ممنوع من الرقابة»، و«الحرب العالمية السادسة»، التي افتتحت في موسم الرياض، ومن ثم عُرضت في الإمارات وقطر من خلال جولة خليجية، لافتة إلى أنها شاركت كذلك كعضو لجنة فنية في مهرجان أيام الشباب المسرحي.

وأضافت: «كنت سعيدة جداً بترشيح نصي (غصة عبور) لجائزة أفضل تأليف في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر، وأشكر المخرج الجزائري توفيق بخوش ونجوم الجزائر الذين شاركوا في تنفيذ هذا النص بهذا المستوى الرائع».

ثلاثة مشاريع

وذكرت أن لديها ثلاثة مشاريع لأعمال مسرحية بعضها مع أسماء سبق التعاون معها، إضافة إلى أسماء جديدة، وأنها تتضمن السير على ذات النهج للأعمال السابقة، وقد يتخللها طرح جريء أحياناً، وأفكار متجددة ومختلفة، ولن تبتعد كثيراً عن قضايا وهموم المجتمع.

وألمحت إلى أنه رغم أن تجربة المسرح الجماهيري ناجحة بالنسبة لها، فإنها لا ترغب في أن تقدمها من حيث الكم، بل تفضل تقديمها وفق منهج يعتمد أكثر على الكيف وجودة العمل، مشددة على أنها لن تشارك في عمل إلا إذا كانت تراهن على مستوى النص والطرح الموجود فيه.

المسرح الكوميدي

وأكدت الداود أن الكويت بها فنانون مبدعون في مجالات الديكور، والأزياء، والتمثيل، والإخراج، والموسيقى، غير أنها أشارت إلى أن بعض الأعمال تكاد تنتقص من أهمية وجود النص الرصين والرسالة في العمل.

وطالبت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمسايرة الزخم الكبير للمبدعين الكويتيين، وأن تكون هناك مهرجانات أخرى للمسرح، عبر عودة مهرجان المسرح الكوميدي، لأنه يقدم العديد من الأفكار، ويفرز الكثير من الطاقات، إضافة إلى مهرجانات أيام الشباب والكويت المسرحي، وأن يُتاح للجمهور دور من خلال المسرح الكوميدي عن طريق الحضور والتقييم والتشجيع.

وشددت على ضرورة وجود مهرجان لمسرح الهواة، لاسيما أن المسرح في الكويت لم يتوقف، بل يمثل شعلة من النشاط، وجميع الفنانين لديهم الحماس المتزايد، والكويت ولادة، لذلك لابد أن يكون هناك المزيد من المهرجانات، كي تستطيع تغطية جميع الفعاليات، وضخ دماء جديدة على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل، خصوصاً أن نسبة كبيرة جداً من المسرحيات التجارية حالياً هي نتاج للمسرح الأكاديمي ومسرح المهرجانات، مع التأكيد على الاهتمام بدور العرض المسرحية، لكي تستوعب هذا الكم من النشاط المسرحي.