«الدكتور نازل» متتاليات قصصية جديدة للرفاعي

• تمزج بين القصة والرواية... وحضور صريح للمؤلف

نشر في 01-02-2023
آخر تحديث 01-02-2023 | 18:27
ملصق الغلاف
ملصق الغلاف

أصدر القاص والروائي طالب الرفاعي متتاليات قصصية جديدة عن دار ذات السلاسل، بعنوان «الدكتور نازل». وتضم المجموعة 24 قصة قصيرة، وجميع القصص تشكّل وحدة واحدة، كونها تكشف وتعري، بسخرية عالية، عالم «الدكتور نازل» وزوجته «دلال».

المتتاليات تخوض في حالات اجتماعية حاضرة ودالة، في الحياة الاجتماعية الكويتية والخليجية والعربية. وهي إذا تجعل من بطلها (الدكتور نازل) رمزا معبرا للتردي والفساد الأخلاقي الذي أصاب بعض مناحي الحياة، فإن آخر قصص المتتاليات، المعنونة ب «رقابة»، تشير بشكل صريح إلى أن كاتب المجموعة طالب الرفاعي حين تقدم، عبر الناشر، لرقابة وزارة الإعلام، بغية فسح المجموعة، رفضت الرقابة إجازتها، وحينما راجعهم الكاتب أوضحوا له أن جميع القصص مكتوبة بالأسماء الصريحة لأبطالها، لذا لا يمكن نشر المجموعة، تحسباً للشكاوى التي سترفع على كاتبها والرقابة، وهنا اتفق الرفاعي مع الرقيب على رفع جميع الأسماء الحقيقية، وتسميتها ب «الدكتور نازل»، وبما يشير صراحة إلى حقيقة القصص، وحقيقة أبطالها!

يُشار إلى أن طالب الرفاعي يُعد من قلة قليلة جدا من الكُتاب العرب الذين يغامرون بالكتابة وفق مدرسة «التخييل الذاتي»، وبما يعني وجود المؤلف باسمه الحقيقي، وسيرة حياته، ومن يحيط به، ضمن أحداث القصة أو الرواية، وهذا ما كان في روايات «ظل الشمس»، و«الثوب»، و«سمر كلمات»، و«في الهنا»، وربما هذا ما أغرى الكاتب الرفاعي إلى الحضور باسمه الصريح في القصص كشاهد إثبات على حقيقة ما تسطره القصص.

تبدع المجموعة في تعرية مسلك «الدكتور نازل» عبر لحظات ومشاهد دالة، وعبر عدد كبير من الرواة، وكأن الكاتب أراد القول إن هذه القصص لم تأتِ بقلم وفكر الرفاعي، بل اشترك في كتابتها المجتمع الكويتي، بمختلف أطيافه، وبألسنة متنوعة وفق ما تفرضه حالة القصة.

«الدكتور نازل» تبدو جديدة تماما، في محاولة لمد جسر فني يمزج بين القصة والرواية، وربما هذا ما جعل كاتبها يجنسها ب «متتاليات قصصية»، وقد أشار إلى ذلك د. سليمان الشطي في كلمته على غلاف المجموعة: «في هذا النص رصد لما تراه العيون، وتتحدث به الألسن. تجربة مزج جميلة بين فنَّي القصة القصيرة والرواية».

بينما قال كاتب القصة العربي محمد خضير، في كلمته على غلاف المجموعة: «تؤلف مجموعة (الدكتور نازل)، لطالب الرفاعي، فتحا جديدا في كتابة القصة القصيرة العربية، فقد حققت نصوصها خطوة بنائية مهمة في تقنية (الميتا- سرد) على مستوى الموضوعات والشخصيات. وعكست قصص المجموعة خصوبة السرد، وإمكانية أن يضيف السارد الحقيقي، المؤلف الفعلي، رؤيته بقصد التحفيز والتنوير والإقفال الضروري لنهاية كل حالة على انفراد».

«الدكتور نازل» إضافة إبداعية جديدة للمكتبة الكويتية والعربية، وجدية التناول القصصي فيها، وقدرتها على أن تجسد أوجاع الإنسان العربي عبر سلوك «الدكتور نازل» ولسانه، وفي هذا يقول الناقد التونسي د. عبدالدائم السلامي: «لا أدري إن كان ما يُروى عن (الدكتور نازل) من أحوال اجتماعية بدا فيها إنساناً مزيجاً من اللؤم والدناءة يُعد طبيعة آدمية فيه، أم هو من اختلاق حساده الرواة، وهم كثر، ولكني أدري أن في تلك المرويات فتنة سردية عالية أزعم أن هذا البطل قد تعمد إغرائي بها، لأقاسمه شيئاً من مجد لؤمه، وبعضاً من لذاذة مساويه. إن (الدكتور نازل) حالة نزول أخلاقي مفردة في القص، لكنها عامة في الواقع، وهي ليست مخصوصة بالكويت فحسب، وإنما تستشري في جميع وطننا العربي».

back to top