أوكرانيا ستتلقى صواريخ أميركية بعيدة المدى
• لندن: إطالة أمد الحرب لن يخدم سوى بوتين
• موسكو مهتمة بالتعاون مع واشنطن في «حظر النووي»
بعد أسبوع من تعهد دول غربية بتقديم عشرات الدبابات القتالية المتطورة لأوكرانيا للمرة الأولى، كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وهو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحذير من أي قصف يستهدف الأراضي الروسية.وأفاد مسؤولان أميركيان بأن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار من صندوق مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية (USAI)، من المتوقع أن تشمل لأول مرة صواريخ بعيدة المدى وقنابل أرضية صغيرة القطر صممتها شركة بوينغ وذخائر وأسلحة أخرى.
وأوضحا أنه من المتوقع أن «تشمل أيضاً معدات دعم لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت وذخائر دقيقة التوجيه وأسلحة غافلين المضادة للدبابات». ويمكن للصواريخ الأميركية أن تضرب أهدافاً على بعد أكثر من 150 كلم وهو ما يزيد كثيراً على مدى يصل إلى 80 كلم لمنظومة «هيمارس»، التي غيرت دفة الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي.
وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، باستثناء معظم مناطق شبه جزيرة القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريباً مما يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى أراضيها.
وقال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني، إن المحادثات جارية بشأن إرسال الصواريخ ذات المدى الأبعد إلى جانب محادثات متعلقة بطائرات هجومية.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا «لن يغير مسار الأحداث»، مضيفاً أن ذلك سيؤدي إلى «زيادة مستوى التصعيد وسيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث. العملية العسكرية ستستمر».
وبعد 4 أيام من تأكيد إيطاليا وفرنسا إرسال نحو 700 صاروخ «أستر» المضاد للطائرات لأوكرانيا، كشف وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو أمس عن مفاوضات مع الحلفاء لتوريد صواريخ «كروتال» إليها، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية لتزويد الدفاع الجوي الأوكراني بمحطة رادار «غراوند ماستر 200».
ووفق ليكورنو، الذي أعلن قبل ساعات عن إرسال 12 مدفعاً إضافياً من طراز سيزار إلى أوكرانيا وإرسال 150 جندياً لبولندا لتدريب 600 جندي أوكراني شهرياً، فإن تكلفة محطة «GM200» ستتم تغطيتها من صندوق خاص بقيمة 200 مليون يورو تخصصه باريس لدفع ثمن الأسلحة في كييف.
وفي إيطاليا، أكد وزير الخارجية أنطونيو تاجاني اقتراب موعد إرسال نظام الدفاع الجوي «سامب تي» لمساعدة أوكرانيا في درء الغزو الروسي، مبيناً أن «البرلمان صوت على إمكانية إرسال أسلحة جديدة إلى أوكرانيا قبل أيام قليلة وقرار إرسال أنظمة دفاع جوي».
وبعد أن أقنعت حكومة زيلينسكي دولاً في حلف شمال الأطلسي بإمدادها بدبابات قتالية حديثة، تضغط بقوة للحصول على طائرات مقاتلة. واستبعدت الولايات المتحدة وبريطانيا إرسال مقاتلاتهما المتطورة لكن دولا أخرى تركت الباب مفتوحاً.
وفيما حذر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في اجتماع لمجلس الوزراء، من أن إطالة أمد الحرب لن تفيد سوى روسيا، اكتسبت القوات الروسية زخماً في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ منتصف عام 2022 في معارك شتوية عنيفة وصفها الجانبان بأنها «مفرمة لحم».
وأعلن مساعد القائم بأعمال حاكم دونيتسك الانفصالي يان غاغين بأن الجيش الروسي هاجم قوافل للقوات المسلحة الأوكرانية على الطريق السريع الوحيد المؤدي إلى باخموت ولم يتبق سوى القليل من الوقت قبل أن السيطرة عليه بالكامل وتحرير المدينة نفسها التي تعد المدينة مركز نقل مهم لإمداد القوات الأوكرانية في دونباس.
ومن شأن استيلاء روسيا على باخموت أن يكون خطوة نحو تحقيق هدف السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك. لكن كييف تقول إن المكاسب الروسية في الأسابيع القليلة الماضية كانت انتصارات باهظة الثمن تكبدت في مقابلها الكثير من أرواح الجنود والمرتزقة.
وعلى جبهة موازية، أعلن المتحدث باسم القائم بأعمال حاكم خيرسون فلاديمير فاسيلينكو أن القوات الروسية أحبطت محاولة قوات كييف عبور نهر دنيبر في المقاطعة وخلق موطئ قدم لها على الضفة اليسرى.
ومع تمديد بيلاروسيا وروسيا المناورات المشتركة لمدة أسبوع آخر، طلب الرئيس فلاديمير بوتين أمس الأول من حكومته التفاوض مع مينسك لإنشاء مراكز تدريب عسكرية مشتركة.
ووسط مخاوف من تدخلها في الصراع، أعلنت بيلاروسيا عن مباشرة جيشها تنفيذ عمليات استخدام منظومة «إسكندر» الصاروخية بشكل مستقل وكامل بعد خضوع جنوده لدورات تدريب نظرية وعملية في روسيا، على منصة الإطلاق ذاتية الدفع، ومركبات التحميل والقيادة والتحكم وإعداد المعلومات.
معاهدة ستارت
إلى ذلك، قالت روسيا أمس، إنها تريد الحفاظ على آخر معاهدة باقية بينها وبين الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحد من انتشار الأسلحة النووية رغم ما وصفته موسكو بأنه نهج هدام تتبناه واشنطن حيال الحد من انتشار الأسلحة.
واتهمت الولايات المتحدة، أمس الأول، روسيا بانتهاك معاهدة ستارت الجديدة من خلال رفض عمليات تفتيش على أراضيها. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إن من الضروري الحفاظ على الأقل على بعض «ملامح» استمرار الحوار مع واشنطن «بغض النظر عن مدى بؤس الموقف في الوقت الراهن».
وقال «نعتبر أن استمرار تلك المعاهدة أمر بالغ الأهمية» ووصف المعاهدة بأنها الوحيدة الباقية «القابلة للتطبيق افتراضيا على الأقل».
وتابع قائلاً: «بخلاف ذلك، نرى أن الولايات المتحدة دمرت بالفعل الإطار القانوني» للحد من التسلح.
ودخلت معاهدة ستارت الجديدة حيز التنفيذ في 2011 وتم تمديدها في 2021 لمدة خمس سنوات أخرى. وتحد من عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي بمقدور الولايات المتحدة وروسيا نشرها ونشر الصواريخ على البر ومن خلال الغواصات والطائرات المقاتلة. ولدى روسيا والولايات المتحدة معا نحو 90 في المئة من الرؤوس النووية في العالم. واكتسب مستقبل معاهدة ستارت الجديدة أهمية إضافية بعد غزو روسيا أوكرانيا مما قرب الدولتين من المواجهة المباشرة أكثر من أي وقت مضى في الستين عاما الماضية.
وعلقت موسكو في أغسطس التعاون مع عمليات التفتيش بموجب المعاهدة وعزت ذلك إلى قيود السفر التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها بعد الغزو لكنها قالت إنها لا تزال ملتزمة ببنود المعاهدة.