شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، والمسؤولون العراقيون الذين التقاهم أمس، خلال زيارة الى بغداد، على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتخفيف التوترات عبر الحوار، وعلى أن البلدين «يعملان معا لتخفيف التوتر في المنطقة وتعزيز استقرارها»، وذلك بعد أيام من إعلان رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني توقعاته بانعقاد جولة جديدة للحوار بين السعودية وإيران في العاصمة العراقية.
وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي مشترك مع بن فرحان: «نعمل لتخفيف حالة التوتر في المنطقة»، مبيناً أن «السعودية تلعب دوراَ مهماً في هذا المجال»، وأضاف أن المحادثات مع نظيره السعودي تطرّقت كذلك الى الشأن الاقتصادي، لافتاً إلى أن «الجانب السعودي أكد استعداد الشركات السعودية للاستثمار لدعم الاقتصاد العراقي».
وشدد حسين على استمرار التنسيق بين البلدين فيما يخصّ السياسية النفطية ضمن إطار «أوبك» و»أوبك بلس»، وقال إن بلاده تتطلع إلى «تزويد العراق بالكهرباء، سواء من الشبكة السعودية أو الخليجية».
وأشار الى أن اللقاء تطرّق إلى عقد الاجتماع الرابع للجنة السياسية والأمنية بين الطرفين.
في المقابل، شدد الوزير السعودي على «ضرورة دفع عملية الاستقرار في المنطقة»، مضيفاً أنه «لا فُرص للازدهار بالمنطقة دون الاستقرار».
والتقى الوزير السعودي خلال الزيارة، الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وأكد رشيد، خلال اللقاء، أن العراق والسعودية يعدان من الركائز الأساسية لاستقرار المنطقة.من ناحيته، شدد السوداني خلال استقباله بن فرحان على «أهمية أن تنعكس العلاقات بين العراق والسعودية بأطر تعاون على مختلف المستويات». وجرى الاعلان عن
اتفاق مشترك بين العراق والسعودية على تفعيل مجلس التنسيق العراقي السعودي واللجان المشتركة بين البلدين.
الى ذلك، وغداة تقارير إيرانية حمّلت حكومة بغداد مسؤولية الهجوم الذي نُفذ، ليل السبت الأحد، بطائرات مسيّرة على مصنع عسكري بالقرب من مدينة أصفهان، وسط ايران، اتهمت إيران إسرائيل رسميا بالوقوف وراء الضربة، متعهدة بالرد، فيما قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن بلاده تمتلك أنظمة دفاعية جيدة ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تحديات.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قال مبعوث طهران لدى المنظمة الدولية، أمير سعيد إيرواني، إن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم. وأضاف أن «إيران تحتفظ بالحق برد حازم في الوقت والطريقة اللذين تشعر بأنهما ضروريان»، وأن «هذا الفعل الذي ارتكبته إسرائيل يتعارض مع القانون الدولي». وجاء الهجوم وسط تصاعد للتوتر مع الغرب، بسبب ملف طهران النووي وتزويدها روسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا، بما في ذلك «طائرات مسيّرة انتحارية»، إضافة إلى قمع التظاهرات المناهضة لحكومة إيران. وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إلى شن بلده الهجوم الذي استهدف مصنعا لإنتاج الطائرات المسيرة من دون طيار التي تزود بها طهران موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وفيما كشف وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، عن تعرّض البلاد لهجوم سيبراني كبير الأسبوع الماضي تسبب في انقطاع الاتصالات، انتقد مسؤولون ايرانيون إعلان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران عدّلت سرا منشأة فوردو لإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، منتهكة بذلك التزامها بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثل هذه الخطوات.
ورد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأن التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينمّ عن أن غروسي يمتلك معلومات ناقصة وغير محدثة.
وأوضح المسؤول الإيراني أن أحد مفتشي الوكالة الدولية أفاد سهوا بأن إيران أجرت تغييرات لم تعلن عنها في موقع فوردو، وأكد أن مفتشين سابقين كانوا موجودين في الموقع، وأنه بعد الإيضاحات التي قُدمت لهم، أدرك المفتش خطأه.
وختم كمالوندي أنه بعد التنسيق مع الأمانة العامة للوكالة الدولية، تم حل القضية، وشدد على أن طهران بعثت رسالة إلى الوكالة الدولية ردا على رسالتها السابقة بهذا الصدد.
في المقابل، كتب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي: «اليوم، نحن متحدون مع شركائنا في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم بطريقة غير مسبوقة في سياستنا تجاه إيران. يسمع النظام الإيراني صوتاً واحداً عالياً وواضحاً حول عواقب مواصلة مساره الحالي».