كثيرة هي الجراثيم التي تتعدى على الجسم وتعتدي على الجهاز المناعي لتصيبه بأنواع مختلفة من الأمراض، وكثرة الأبحاث في الصيدلة المستحدثة أسفرت عن ظهور أنواع مختلفة من المضادات لهذه الجراثيم، وأطلق عليها المضادات الحيوية، وهي فئة من الأدوية تقاوم هذه الجراثيم البكتيرية والفطرية وغيرها، لتمنع نموها وتقتلها، وذلك بعد صحة تشخيص الطبيب المختص، كما أن للمضادات أنواعاً كثيرة ومختلفة في الصيدليات العالمية، نظراً لزيادة التلوث البيئي والغذائي، ومقسمة إلى فئات وجداول حسب نوع البكتيريا أو الفطر أو الجرثوم المسبب للالتهاب، مثل الالتهاب الرئوي والتهابات الجيوب الأنفية والحلق، والتهابات الأذن والتهابات حب الشباب والتهابات المسالك البولية والأمراض المنقولة جنسياً، وغيرها.
وبما أن لهذه الأمراض مدة معينة عند استعمال المضاد، ننصح باستعمال العلاج كاملا دون توقف عند التحسن مباشرة حتى لا يقع المريض بانتكاسة علاجية، وقد تتراوح مدة استعمال مثل هذه الأدوية ما بين 5 أيام وشهر! وقد تصرف المضادات قبل بدء بعض العمليات الجراحية تفادياً لأي تلوث قد يحدث أثناء العملية مباشرة أو بعدها، ولا ننصح باستعمال مضاد موصوف من صديق أو من وسائل التواصل، نظراً للخطأ الوارد في التشخيص، ولما لها من مضاعفات، وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب المضادات الحيوية رد فعل تحسسي قد يتطلب عناية طبية فائقة، أو يتعرض المريض لمقاومة المضادات الحيوية بسبب التكرار أو الخطأ، علماً أنها لا تؤثر على الفيروسات لسرعة تحورها، وبالتالي فهي تهيج الجهاز المناعي ضد الفيروسات ليتخلص منهم جميعاً كالجراثيم.
وأوضحت الصيدلانية الألمانية زيلربيرغ أن المضادات الحيوية واسعة المدى تعمل ضد العديد من مسببات الأمراض، في حين تعمل المضادات الحيوية محدودة المدى على قتل مجموعة معينة من البكتيريا، بما فيها البكتيريا النافعة والضارة (الميكروبيوم) للأمعاء، في حين يحدد الطبيب نوعية المضاد الحيوي الذي يتعين على المريض تعاطيه اعتمادا على مسبب المرض وشدة العدوى، وقد تكون له آثار جانبية مثل آلام في المعدة والإسهال والغثيان، والاحمرار التحسسي أو الحكة أو عدوى فطرية مهبلية لدى النساء.
وننصح بعدم تناول الحليب أو أي من منتجاته لمدة ساعتين قبل تعاطي المضاد الحيوي وساعتين بعده، تفاديا لحدوث مشاكل بالجهاز الهضمي، في حين يعد الماء هو الشراب الوحيد المسموح به أثناء استعمال العلاج، ومن الأهمية شرب العصائر الطازجة أو المكملات الغذائية المقوية للمناعة، بما فيها الخمائر المعوية (بروبابوتبك) بعد الانتهاء من البرنامج العلاجي للمضاد الحيوي كاملا، ولا يعاد استعمال الصنف نفسه في حال وعكة أخرى مرضية قبل التأكد من نوع الالتهاب ومكانه.