يإمكانك التخلص من العديد من مشاكل حياتك وهمومها بيسر وسهولة، وأن تخفف من غالبية
الضغوط النفسية، وخلل علاقاتك الاجتماعية، وأن تطور من صِلاتك بالآخرين، فقط عندما تفهم وتدرك كيفما تتحكم فيما سبق ذكره، من خلال تنمية وتحسين قدراتك الفكرية النقدية، والتحكم التام بمشاعرك العاطفية الانحيازية، وبالصورة المثلى.
امتلاكنا موهبة التفكير النقدي أو ممارسته من أجدى وأهم مفاتيح النجاح في حياتنا، حياتنا الاجتماعية غدت شبكة شائكة من التناقضات الفكرية والسلوكية، لأن الغالبية العظمى من المثقفين والمتخصصين بشتى الفنون وأرفع المناصب الأكاديمية يتقبلون ويعتقدون بصحة وسلامة سلوك وتنظيرات المفوهين الجهلة ممن يتلحفون بشيء من البلاغة المزعومة والاستعراض الحماسي والحشو الفكري المفلس.
المستغرب أن الانبهار لعتبة التقديس والاتباع الأعمى لهؤلاء «المعتوهين» يستشري في هشيم المجتمع، ومن النادر أن يوجد من يثور في وجوههم، ويكشف زيف ادعائهم، العيب في فئة عريضة من مجتمعنا ترهن عقولها وتلقي بزمام أمورها في أيدي أولئك المتطفلين على شؤون حياتنا.
نادراً أن تجد ممن يمارسون التفكير النقدي كأسلوب حياة، فيعرفون الفرق بين مكان السبب والنتيجة عند المحاججة، أو المقارنة بين وجهات النظر وبين التفسير للإقناع، أو الأفضلية بين الأدلة المنطقية والأدلة اليقينية، أو كيف ومتى تبدأ المغالطات المنطقية، أو التمييز بين منطق العلوم النظرية «فلسفة أديان»، وبين منطق العلوم الطبيعية «فيزياء، كيمياء... إلخ»، ومناهج وأدلة وبراهين وحجج كل منها.
مناهجنا التعليمية بكل مراحلها تخلو تماماً من قواعد التفكير النقدي، والتي لو طبقت ضمن مناهجنا ستؤثر بإيجابية في نوعية ونمط التفكير عند مختلف طبقات المجتمع، وستختفي الظواهر السلبية التي ما زالت تعوق البناء الثقافي في مجتمعنا.