حذر الجيش الأوكراني أمس، من أن القوات الروسية تستعد لشن هجوم واسع، فيما أفادت المخابرات الأوكرانية، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الجيش بالسيطرة على لوهانسك ودونيتسك بحلول مارس المقبل.

وأضافت المخابرات الأوكرانية، أن روسيا ستستخدم أراضي بيلاروسيا لشن هجوم واسع خلال الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أننا نلاحظ إعادة نشر وحدات هجومية روسية ومعدات شرقي البلاد.

Ad

بدوره، قال وزير دفاع أوكرانيا أليكسي ريزنيكوف، أمس، إن روسيا تحشد 500 ألف جندي لشن هجوم جديد في الشرق والجنوب يوم 24 فبراير الجاري أي يوم الذكرى السنوية الأولى للغزو.

وكانت صحيفة «إزفيستيا» الروسية قد أفادت نقلاً عن الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، بأن مسار المعارك في دونباس وزابورجيا يظهر أن الجيش الروسي يستعد لهجوم شامل.

وأكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دشن الاحتفالات بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على النازية في معركة ستالينغراد، يخطط لشن هجوم جديد على محورين أو ثلاثة وقد يهاجم كييف مرة أخرى، موضحاً أن «الأوكرانيين لا يستبعدون هجوماً من أراضي بيلاروسيا ومحاولة حصار كييف من الغرب».

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، خلال زيارة للفلبين أمس، «نركز على تزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها لتكون جاهزة في هجومها المضاد المرتقب في الربيع».

وستضع الأسلحة الجديدة جميع خطوط الإمداد الروسية في شرق أوكرانيا، وكذلك أجزاء من شبه جزيرة القرم، في مرمى القوات الأوكرانية.

زيارة فونديرلاين

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي استقبل أمس، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين، التي وصلت إلى كييف بالقطار، حذر مجدداً من هجوم روسي، فيما دمّر صاروخ روسي من طراز «إسكندر كيه» مبنى سكنياً بالكامل و8 جزئياً وتسبب بمقتل 3 مدنيين وتشريد العشرات في مدينة كراماتورسك الواقعة على بعد نحو 55 كلم نت بؤرة القتال الرئيسية في باخموت.

وفي خطابه المسائي، قدّم زيلينسكي تقييماً متشائماً للوضع في ساحة المعركة مع مواصلة القوات الروسية في تحقيق مكاسب إضافية، مشيراً «إلى زيادة واضحة في العمليات الهجومية على الجبهة الشرقية في محاولة لتحقيق شيء الآن على الأقل ليثبت أن روسيا لديها بعض الفرص في ذكرى الغزو».

وفي مؤتمر صحافي مع فونديرلاين، شدد زيلينسكي على أن أوروبا كلها لا بد أن تدعم قتال أوكرانيا، مضيفاً أنه كلما تعززت العقوبات على روسيا كلما تقدمت أوكرانيا في هزيمة العدوان.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: «وقفنا مع أوكرانيا منذ اليوم الأول لأننا نعلم أن مستقبل قارتنا يكمن فيها ووجودنا اليوم في كييف يؤكد وقوف كل دول الاتحاد الأوروبي معها ونعمل على مساعدتها في مجال أمن الطاقة ونريد أن نتأكد من استمرار وجود التيار الكهربائي رغم القصف الروسي».

وسيناقش فريق بروكسل إرسال المزيد من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا وزيادة وصول المنتجات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي ومساعدة كييف في تغطية احتياجات الطاقة وتعزيز العقوبات على روسيا ومحاكمة القادة الروس بسبب الحرب.

واستبق الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قمة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا المقررة اليوم، بتأكيده أنه لن يتفاجأ إذا انتهى الأمر بعدول دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا عن موقفها بشأن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة. لكنه أضاف أن تسليم دبابات القتال الرئيسية إلى كييف كان مثيراً للجدل إلى حد كبير في البداية لكن في نهاية المطاف تم التوصل إلى اتفاق وتم تجاوز هذا «الخط الأحمر».

وأعرب رئيس الوزراء البولندي عن جاهزيته لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16 في حال اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قراراً بذلك.

وقال بوتين خلال إطلاق الاحتفالات بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على النازية في معركة ستالينغراد، إن «روسيا مهددة للمرة الثانية بدبابات ليوبارد الألمانية.. إنه أمر لا يصدق»، في إشارة إلى الدبابات التي كانت تستخدمها القوات النازية خلال الحرب العالمية الثانية. مضيفاً أن «من يدفعون ألمانيا إلى حرب روسيا لا يدركون أن الحرب ستكون مختلفة وأننا قادرون على الرد».

ورأى الرئيس الروسي أن «النازية في شكلها الحديث تشكل تهديداً لروسيا وعلينا مجدداً صد الغرب مجتمعاً».

بدوره، اتهم وزير خارجيته سيرغي لافروف أمس، الدول الغربية بدعم أوكرانيا للتوصل إلى «حل نهائي للمسألة الروسية»، مسمياً خصوصاً رئيسة المفوضية الأوروبية.

وقال لافروف، في مقابلة تلفزيونية، إنّ «فونديرلاين أعلنت أن الحرب يجب أن تفضي إلى هزيمة روسيا، هزيمة لن تتعافى منها لعقود»، متسائلاً: «أليست هذه عنصرية ونازية ومحاولة لحل المسألة الروسية؟».

ووصف مواقف الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا بأنها «تشبه محاولة لحل نهائي للمسألة الروسية»، في استعارة لعبارة «الحل النهائي للمسألة اليهودية»، التي اعتمدها النظام النازي الألماني للإشارة إلى إبادة اليهود بعد فشل محاولات طردهم من كل أوروبا.

وصرح لافروف بأن الغرب يتطلع الآن لتكون مولدوفا «أوكرانيا التالية»، ورئيستها مايا ساندو مستعدة لأي شيء تقريباً. كما أشار أيضاً إلى أنه يريد تحويل جورجيا إلى مصدر «إزعاج آخر لروسيا وإعادة الوضع إلى أوقات رئيسها الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي العدوانية».