اعتقلت الشرطة الباكستانية الشيخ رشيد أحمد، الذي كان وزيراً للداخلية في حكومة رئيس الوزراء السابق عمران خان، وأحد حلفاء خان البارزين، في مداهمة ليل الأربعاء ـ الخميس لمنزله بالقرب من إسلام أباد، بعد أيام من اتهامه الرئيس السابق للبلاد آصف علي زرداري بالتآمر لقتل خان.
ومن المرجّح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعميق الاضطرابات السياسية، في وقت تواجه الحكومة واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية، وتجري محادثات لإقناع صندوق النقد الدولي بإحياء خطة إنقاذ بقيمة 6 مليارات دولار.
ومن المتوقع أن تحضر الشرطة أحمد، وهو رئيس حزب رابطة عوامي الإسلامية، ويعتبر من أشد منتقدي حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف أمام قاضٍ للحصول على إذن باستجوابه بشأن أي دليل يدعم اتهامه ضد زرداري (والد وزير الخارجية الحالي بيلاوال بوتو زرداري).
وقال ابن شقيق أحمد إن عشرات من رجال الشرطة اقتحموا منزل عمه في ضواحي إسلام أباد قبل الفجر، واعتقلوه، رغم أنه حصل بالفعل على تعهّد حماية. وتقول الشرطة إن اعتقال أحمد جاء عقب شكوى بتهمة التحريض رفعها عناية الرحمن، وهو سياسي بارز في حزب الشعب الباكستاني بزعامة زرداري.
وكان خان نفسه قد اتهم زرداري بالتآمر لقتله بتوظيف قاتل من مجموعة عسكرية مجهولة الهوية. ويأتي اعتقال أحمد بعد أيام من اعتقال شرطة لاهور القيادي البارز في حزب «تحريك الإنصاف» بزعامة خان، فواد شودري، بتهمة تهديد رئيس المجلس الانتخابي ومسؤولين آخرين قبل أن تطلق سراحه بكفالة.
وبعد وقت قصير من توقيف أحمد، ندّد خان على «تويتر» باعتقاله.
وأظهرت لقطات نشرها أنصار أحمد في وقت لاحق الشرطة، وهي تنقل أحمد إلى المستشفى لإجراء فحص طبي، حيث ادّعى الضباط أن الرجل كان مخموراً عندما تم القبض عليه. ويُعد اعتقال أحمد انتكاسة لخان، الذي يحتفظ بقاعدة شعبية قوية بعد إقالته في تصويت بحجب الثقة عن البرلمان في أبريل الماضي، وهو الآن يقود المعارضة.
كما اعتقلت الشرطة المذيع التلفزيوني عمران رياض خان في لاهور. ولم يتضح ما هي التهم الموجهة اليه.
ويقود خان، الذي نجا من محاولة اغتيال في نوفمبر الماضي، حملة مناهضة للحكومة لإجراء انتخابات مبكرة. وترفض الحكومة ذلك، قائلة إن الانتخابات ستُجرى في موعدها في وقت لاحق من العام الحالي.
في سياق آخر، كشف قائد شرطة إقليم خیبر بختونخوا، (شمال غرب باكستان) معظمجاه أنصاري، اليوم ، أن الانتحاري الذي نفّذ هجوما سقط فيه أكثر من 100 قتيل من الشرطة هذا الأسبوع في مسجد بمجمع للشرطة في مدينة بيشاور، عاصمة الإقليم، كان يرتدي زي الشرطة، ودخل المنطقة الأمنية الشديدة الحراسة على متن دراجة نارية.
وأقر أنصاري بأن التفجير الأكثر دموية منذ عقد في مدينة بيشاور، وأسوأ هجوم على الشرطة في التاريخ الحديث، كان «خطأ أمنياً»، إذ سمح حراس نقطة التفتيش الرئيسية على مدخل منطقة بوليس لاينز بدخوله من دون أي تفتيش، معتقدين أنه من رجال الشرطة.