في وقت وضعت الاحتجاجات الشعبية التي هزّت أركان الجمهورية الإسلامية، منذ سبتمبر الماضي، النظام الإيراني أمام تحديات بشأن مستقبله وكيفية إدارته للأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد، طالب زعيم «الحركة الخضراء» الإيرانية، مير حسين موسوي، بوضع دستور جديد.

وقال المعارض الإيراني البارز الخاضع للإقامة الجبرية منذ عام 2010، إن «تنفيذ الدستور بالكامل»، الذي تحدث عنه قبل 13 عاما، لم يعد كافياً، مطالباً بوضع دستور جديد «لإنقاذ إيران». وأضاف موسوي، في بيان اليوم، إن الإيرانيين مستعدون لتحوّل جذري ترسم خطوطه الأساسية الحركة التي ترفع شعار «المرأة، الحياة، الحرية»، في إشارة إلى الشعار الذي بات ملاصقاً للتظاهرات التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب بسبب مخالفتها لقواعد ارتداء الحجاب الإلزامي.

في غضون ذلك، ذكر مسؤولون أميركيون، اليوم، أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على شركات المراقبة الصينية، بسبب تعاملها مع قوات الأمن الإيرانية، إذ باتت طهران تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، لقمع الاحتجاجات. وتجري السلطات الأميركية مناقشات بشأن العقوبات، وفقاً للمسؤولين، حيث ركزت على شركة تياندي تكنولوجي التي بيعت منتجاتها إلى «الحرس الثوري» الإيراني. وجاء غداة كشف السلطات الإيرانية عن تخطيطها لاستخدام التقنيات الصينية لاكتشاف ومعاقبة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب.
Ad


في سياق قريب، اتهمت شركة مايكروسوفت العملاقة للكمبيوتر، مجموعة مرتبطة بإيران يُطلق عليها اسم «الأرواح المقدسة» بالوقوف وراء هجوم إلكتروني حديث على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، تم تنفيذه بعد مسابقة رسوم كاريكاتورية، نظمتها الصحيفة دعماً للاحتجاجات، اعتُبرت مهينة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

ووفق «مايكروسوفت»، أعلنت «الأرواح المقدسة»، في أوائل يناير، أنها حصلت على البيانات الشخصيّة لأكثر من 200 ألف من مشتركي «شارلي إيبدو» وعملائها، ونشرت عيّنة منها. وعرضت المجموعة بيع تلك المعلومات الحساسة مقابل 340 ألف دولار.

إلى ذلك، كشفت إذاعة فرنسا الدولية أن إسرائيل حددت نحو 3 آلاف هدف عسكري داخل إيران، مشيرة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو ترغب في تشكيل تحالف عسكري، لا سيما مع القوى الغربية، لضرب النظام الإيراني الذي يزيد تقاربه مع روسيا في حرب أوكرانيا. وجاء ذلك بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى باريس، ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس.

وأكد ماكرون ونتنياهو التعاون المشترك ضد تهوّر إيران النووي، وأعربا عن رغبتهما في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات.

ووصف نتنياهو لقاء ماكرون بأنه من أفضل لقاءاته، معرباً عن أمله في أن تدرس الحكومة الفرنسية خطة إدراج اسم «الحرس الثوري» في قائمة المنظمات الإرهابية ووضعها على جدول الأعمال.

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، تصريح ماكرون عقب اجتماعه مع نتنياهو، بأنه «يضرب بالعلاقات الثنائية بين طهران وباريس».

في غضون ذلك، جدد رئيس منظمة الطاقة الذرّية الإيرانية، محمد إسلامي، انتقاده لمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية، رافائيل غروسي، زاعماً أن «تغطية غروسي الإعلامية لتقرير مفتش الوكالة حول وجود خرق بإجراءات الاتفاق النووي في منشأة فوردو لم تكن مهنية».

وأمس، قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، إن تقريراً للوكالة الدولية للطاقة الذرّية بشأن النشاط النووي الإيراني أظهر تضارب طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية.

إلى ذلك، ذكرت 4 مصادر مطلعة أن شركات حكومية من إيران وفنزويلا ستبدأ في الأسابيع المقبلة تجديداً يستغرق 100 يوم لأكبر مجمّع للمصافي في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لاستعادة قدرتها على تقطير الخام وإنهاء اعتمادها على تكنولوجيا المصافي الأميركية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، ضرورة الإسراع بخطط التعاون الثنائي.