حفلت الحلقة الحوارية الثالثة من «ذاكرة الأندلس» بذكريات طبعت المشهد الفني والثقافي في الكويت أيام السبعينيات. ففي غضون ما يقارب الساعتين من النقاش، أحيت أكاديمية لوياك للفنون- «لابا» تلك الفترة التنويرية المتميزة من نافذة مسرح وسينما الأندلس، والتي كانت سابقة لعصرها ومحيطها. فكان أن جمعت «لابا» تحت إدارة شركة أجيال العقارية، نخبة من أهل الفن والثقافة والإعلام، تعاقبوا على استعادة حقبة ميزت المشهد الفني والثقافي والأدبي في الكويت، وتجلت على وجه التحديد إبداعات وإنتاجات سينمائية ومسرحية مازالت متجذرة في ذاكرة الكويتيين والعرب والأجانب. ففي مقر مشروع الأندلس الجديد، مكان السينما سابقاً، والذي يستضيف الندوات الحوارية منذ أكتوبر الماضي، استهلت حلقة «الأندلس والانفتاح الثقافي في السبعينيات» بترحيب من عضو مجلس إدارة «لوياك» فتوح الدلالي، التي نقلت تحيات رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضو المنتدب لأكاديمية لابا، فارعة السقاف، والتي تعذر حضورها، للسفر.

وفي كلمتها الافتتاحية، قالت الدلالي: «تمكنت أكاديمية لابا من التصدي للهجمة الظلامية التي يواجهها المناخ الثقافي في الكويت، والهادف إلى هدم أكثر ما يميز وطننا عن دول الخليج. لقد ثابرت (لابا) على تبني مشروع ثقافي وتنويري متكامل، من خلال العديد من البرامج والمشاريع الريادية، سواء الملاذ المسرحي، أو برنامج الجوهر، أو غيرها من الفنون الاستعراضية والموسيقية والدراما. نجحنا في تحريك المياه الراكدة في بحر الثقافة، ونطمح من خلال مشروع (ذاكرة الأندلس) الريادي إلى العودة للزمن الجميل، كي نستنهض الهمم، ونستفيد من الدروس التي حملتها تلك الحقبة».

الأندلس واجهة ترفيهية وتثقيفية
Ad


وعبر ثلاثة محاور، تنقل كل من الباحث الإعلامي حمزة عليان، والإعلامية نيفين أبولافي بين أروع اللحظات وأكثرها ألقاً خلال السبعينيات، من المناخ العام والترويح السياحي إلى النهضة الإعلامية والثقافية وتجلياتها، من خلال إصدار الصحف والحركة المسرحية والفنية والفعاليات الثقافية، وصولاً إلى حفلات وفعاليات سينما الأندلس.

وفي معرض تقديمه للإعلامية أمل عبدالله، قال عليان: «مَنْ لا تاريخ له لا مستقبل له، وقد كانت الكويت خلال السبعينيات عروس الخليج ومنارته المضيئة، وكان للأندلس موقع في الانفتاح الثقافي للكويت، وحصة من حيث اختياره كمكان يليق بواجهة الكويت الترفيهية والتثقيفية، حيث استقدمت البلاد منذ عام 1974 وحتى عام 1979 نحو 28 فرقة عربية وأجنبية، بينها روسية وأميركية ويونانية ولبنانية وماليزية وزائيرية ويوغوسلافية».

حقبة حافلة

وإذ أشادت عبدالله بـ «القائمين على هذا التجمع الثقافي الفني»، أسفت كون «الكويت لم تعد كما كانت أيام السبعينيات. لقد كانت (عروس الخليج) بكل معنى الكلمة، وعلى مختلف المستويات، سواء على الصعيد الاجتماعي، أو في الشارع والسوق، وفي المباني العمرانية، كما كانت عروساً نتيجة جهود رجال يدركون قيمة الكويت كبلد ووطن».

وأضافت: «لا يمكن التوقف فقط عند الشق الفني والثقافي خلال السبعينيات، بل كانت السياسة حافلة بأصحاب الرأي والمواقف والحجة القوية، والأهم بالمسؤولين الذين كانوا أمناء وأصحاب إنجازات بميزانيات لا تذكر. ولعل أهم دلالة على أن البلد بخير، هي التوجهات السياسية والدينية والاجتماعية، وعلى رأسها الانفتاح. بينما نجد اليوم، للأسف، تعقيدات إدارية تقف حجر عثرة أمام كل الإنجازات، رغم تقدمنا عشرات السنوات. فمتى عدنا إلى البساطة والتواضع والإيمان الحق، فإننا نعود كما كنا في السبعينيات».

السينما تمدن وثقافة وفرح

وعن النقلة النوعية التي يشهدها عالم السينما والترفيه والحفلات في السعودية، وموقع الكويت من هذا التغيير، بعد أن كانت عنواناً للتألق وفي طليعة الإنتاج والعرض السينمائي، أوضحت الإعلامية عبدالله أن «المسألة تقاس بمستوى العطاء، فالكويت كانت مليئة بالزخم السينمائي خلال السبعينيات، في حين لم يكن حولنا أي شيء من هذا القبيل، حتى في المناطق الشاسعة التي تمتلك موارد مالية».

وتابعت: «لقد آمن رجال الكويت، آنذاك، بهذه الرسالة، وعندما جاء البعض إلى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، شاكياً من هجمة على الأخلاق والدين، كان جوابه: (افسحوا لهم المجال، ومَنْ يُرد زيارة المسجد فليذهب، ومَنْ يُرد أن يقصد أي مكان آخر فليذهب بدوره). لقد كانت هناك قناعة بعطاء الآخر، وأهمية انتظار النتائج». وأعربت عبدالله عن «تقديرها واحترامها وفرحها للإخوة بالسعودية، وفي أي منطقة أخرى لهذا العطاء، الذي يعبِّر عن الإيمان بأن السينما ليست خراباً للعقول والأفراد، بل هي عبارة عن تمدن وثقافة وانفتاح وفرح وبهجة، لكن لماذا تقهقرنا في الكويت؟ لأننا ببساطة نحتاج إلى وزراء ورجالات دولة وأصحاب قرار جريء وشجاع يعيد الأمور إلى نصابها. ومتى وجدناهم ستكون الكويت بخير، فنحن كلنا كشعب كويتي متعطش للثقافة، نملك العطاءات والكفاءات والفكر النير والإبداع، حيث إن أقل واحد فينا لديه استعداد لكتابة سيناريو وإخراج فيلم، كما للغناء والتلحين وغيرهما، لكننا لا نملك الشجاعة الكافية، ونحتاج لمسؤول يحتضن هذه الكفاءات».

أفكار التجديد

ورداً على إشكالية تراجع حركة الترفيه والترويح السياحي التي عاشتها الكويت بالتزامن مع افتتاح المدينة الترفيهية وبناء 472 شاليهاً في جزيرة فيلكا وصالة التزلج على الجليد ومشروع الواجهة البحرية، أضف إلى افتتاح منطقة الخيران، تحسَّرت الإعلامية عبدالله على تلك الحقبة التي «شهدت نهضة سياحية حقيقية، تبعتها نهضة اجتماعية. فقد كانت تلك الشاليهات حتى تاريخ الغزو متنفساً للعائلات، غير أن جزيرة فيلكا باتت اليوم خراباً. لذلك، نناشدهم إن كنتم لا تريدون إقامة الجديد، فعلى الأقل أعيدوا السابق، ورمموا ما تبقى، لكن لا حياة لمن تنادي. لقد كانت الحكومة خلف هذه الأعمال والإنجازات، لكن عندما ضعفت وتراجعت أصبحنا لا ندري مَنْ هو صاحبنا، واليوم باتت المسألة بحاجة لمقاول ومناقصات، لا تساهم إلا في تعطيل المشاريع، مشكلتنا في اتخاذ القرار ومَنْ يقف خلفه».

نحو مستقبل يضاهي جمالية الماضي

تمحور نقاش الحاضرين حول «الشجاعة التي تميز بها المواطن الكويتي عندما افتتح محلاً لبيع أشرطة الأفلام السينمائية، وفي البيوت التي كانت تعرض الأفلام داخل الأحواش، من منطلق إيمانهم وثقتهم بأن هذه الأعمال تشكل جزءاً من عملية تثقيف المجتمع، وكذلك الحركة المسرحية ومساهمتها في الإرشاد والتدريب وتأسيس المسرح الشعبي والمحافظة على شباب المنطقة عبر إتاحة المجال أمامهم لممارسة العمل الفني، كتابة وتمثيلاً وعزفاً وموسيقى».

أما الكاتبة دلع المفتي، فقالت: «قلبي يحترق على الكويت وعلى أولادي الذين لم يروا ما رأيته في الكويت. أحزن عند حديثي عما كانت تختزنه الكويت، وما باتت عليه اليوم. إنه لأمر مؤسف، حيث لا تفارقنا كلمة (كانت)، حتى إن أولادي يستغربون ما كانت عليه البلاد». وسألت: «إلى أين نحن ذاهبون؟ وما الحل لإعادة أمجاد الكويت القديمة؟!».

واعتبرت د. شيخة الجاسم أن «التشدد الديني الذي سيطر على المشهد الاجتماعي والسياسي والإعلامي في الكويت منذ نهاية السبعينيات لعب الدور الأساسي في غياب الفرح والإنتاج والإبداع الفني. فعلى سبيل المثال لم يعد (المالد) موجوداً، علماً بأنه أحد ألوان الأناشيد والغناء الديني وجزء من الثقافة الكويتية». وأبدت مشاركة أخرى رغبتها في «الإلمام بتاريخ الكويت القديم، من دون البقاء في دائرة التحسر على الواقع، فمن الضروري بناء مستقبل يضاهي جمالية تلك الحقبة».

وتابعت: «نحن بحاجة لداعمين لأفكارنا، وهذه معاناة على مختلف الأصعدة، وليس فقط في المجال الفني والثقافي، حيث إن مستشفياتنا ومدارسنا تئن. فهل تستحق الكويت كل ذلك؟ كما أن مسرح المعاهد الخاصة الذي كان يحتضن الأعمال المسرحية والحفلات المبهرة، تدمع العين عند رؤية ما وصل إليه اليوم من خراب. معاهد النور والأمل مصيرها الخراب. لقد تأخرنا على مختلف المستويات، ووصلنا إلى هذا الدرك، لأننا افتقدنا صاحب الدور الحقيقي. لقد أصبحنا بحاجة إلى دفعة قوية ممن يملكون القرار ولا يخافون ويضعون الكويت فوق كل اعتبار».

وقالت عبدالله: «لا أنسى يوم افتتاح الجزيرة الخضراء وجهود المهندس الراحل محمد السنعوسي الذي قدمها على شكل وردة كبيرة، افتتحها المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد. كانت افتتاحية غير مسبوقة تحولت إلى حديث الساعة. ولدى الحديث عن برامج الترويح السياحي، نترحم على صالح شهاب، الذي كان رجل المرحلة، بحيث دأب على استقطاب السياح الأجانب، لاطلاعهم على الثقافة الشعبية البسيطة، وكان يضع جدولاً في مكتبه بوزارة الإعلام يوزع من خلاله الفرق الشعبية في الحدائق العامة، ما ساهم في تعريف أبناء مجتمعنا بالفرق والفنون الشعبية المختلفة. كانت ثقافة فنية سابقة لزمنها. أما اليوم، فالحدائق أصبحت عبارة عن حشيش يابس وشجر ونخيل يتطلع للخالق عله يرأف به».

وختمت بالقول: «نتألم على الماضي الجميل، حيث كانت تفرحنا الأشياء على بساطتها، من حفلة لعبدالحليم حافظ، ومشاهدة فيلم سينمائي، فيما نقف اليوم أمام تحدٍّ أساسي لإعادة الزخم وإشباع تطلعات الجيل الجديد، بما يحفظ القديم ويواكب العصر».

إنجازات استثنائية

من جهتها، حاورت الإعلامية نيفين أبولافي، الفنان جاسم النبهان، أحد رواد فرقة المسرح الشعبي وصاحب الأعمال الفنية المتميزة، مستذكرة كيف «كانت الكويت في السبعينيات منارة للفن والموسيقى على مسرح الأندلس، الذي وقف على خشبته عمالقة الفن في الوطن العربي والعالم، في زمن تخطت إنجازاته حدود المعقول، ولم يسبقنا إليه أحد في محيطنا الذي طالما طبع ببيئات مغلقة».

مجتمع يتقبل الآخر

وإذ أشادت أبولافي بمعهد الفنون المسرحية الذي كان الأول بمنطقة الخليج، وتخرج فيه كبار رواد الفن وانطلقوا نحو العالمية، استعرضت الإعلامية أمل عبدالله مشهداً نادراً كيف كانوا يرتدون «أفخم ملابسهم وأجملها عند الذهاب لسينما الأندلس، في دلالة على ما كنا نحمله من احترام ودهشة بعروض مسرح وسينما الأندلس. لقد شهدت الكويت حينها نهضة، بل ثورة ثقافية وفنية، ومازالت الوجه الأول والأيقونة التي يحتذى بها، رغم كل الانفتاح الفني أو الثقافي الذي نشهده اليوم في الدول المجاورة، والذي يشكل الفنان الكويتي عنصراً أساسياً وجانباً مشرقاً فيه».

ونوه الفنان والممثل جاسم النبهان بجهود «لوياك» و«لابا» في إحياء المشهد الفني، وتحديداً المسرحي، والذي «كنت شاهد عيان على تطوره منذ سبعين عاماً. لقد واكبت الكثير من إنجازات الإنسان الكويتي خلال فترة الستينيات والسبعينيات، والذي كان يطمح لأن تكون الكويت منارة بغاية الروعة في الفنون والآداب والشباب والرياضة وشتى المجالات، وبلوغها مصاف الدول العربية والأجنبية. لم يكن هناك من رافض لهذه الفكرة في ذلك الوقت، رغم وجود بعض المتعصبين. كان المجتمع الكويتي يتقبل ثقافة الآخر، فقد بني على الحب والتعاون والتكافل والتواصل مع الآخر عن طريق البحر، لكن للأسف نفقد اليوم هذا الاتصال والتواصل. كان حينها البحار البسيط يتلاقى بثقافات وحضارات وأديان مختلفة في آسيا وغيرها، وذلك قبل بروز وسائل الإعلام التقليدي».

مكتبة الأندلس

وأردف: «الحرية هي التي سمحت للفنان المسرحي والمطرب والملحن بأن يصل إلى مصاف العالمية، وخلفهم إنسان يمتلك رؤية بعيدة المدى ومسؤول مؤمن وواثق بقدرات الأفراد. كل تلك العناصر ساهمت في تحقيق العطاءات والإنجازات، بحيث حافظنا حينها على الأساسيات، ومنها المسرح المدرسي ونشاطاته، ودوره في توجيه الطلبة على يد أساتذة متمرسين، أضف إلى المكتبة المدرسية، وأهميتها في التوعية والتثقيف، حيث إن أول رواية قرأتها كانت من مكتبة المدرسة، وكنا نتداول أسماء الروايات والكتب، فضلاً عن أن سينما الأندلس، بحد ذاتها، ليست داراً لعرض الأفلام فحسب، بل للثقافة عموماً، حيث كانت تضم مكتبة من أروع وأفضل المكتبات».

وأشار النبهان إلى أن «الجمهور الكويتي كان يتقبل الأعمال المسرحية، وكنا نعيش حالة انفتاح استمرت حتى عام 1979. كما كان هناك إلى جانب سينما الأندلس، كل من سينما حولي الصيفي، وسينما الشرقية وما آلت إليه اليوم».

وعن ارتباط الفن بالإنسان الكويتي من خلال الأهازيج البسيطة، والأثر الكبير لفيلمَي «بس يا بحر» و«عرس الزين» في أوائل السبعينيات، رغم صعوبة التصوير والإنتاج والعرض حينذاك، تحدث النبهان عن معاصرته الفيلمين، قائلاً: «لقد شارك أعضاء من فرقة المسرح الشعبي في فيلم (بس يا بحر)، بينهم الممثل الراحل عبدالعزيز المسعود. ولم نكن لنشهد هذه الأعمال لولا وجود مسؤولين مثقفين، واعين وداعمين، كالشيخ الراحل جابر العلي، والمخرج والمؤلف السينمائي خالد الصديق، وباقي المسؤولين حينذاك في وزارة الإعلام وباقي وزارات الدولة، الذين وقفوا وقفة لا ننساها كفناني مسرح وتلفزيون وسينما».

«لابا» تحظى بمقعد تراثي من سينما الأندلس

تخلل الحلقة الحوارية، مفاجأة قدَّمها عيسى الصراف، وهي عبارة عن أحد المقاعد الخشبية التراثية من سينما الأندلس، حيث احتفظ بالعديد من مقتنيات السينما، بعد صدور قرار هدمها.

واختتمت الحلقة الثالثة بفيديو خاص أعاد الحضور إلى فترة السبعينيات، من خلال استعراض سلسلة احتفالات موسيقية وفنية لكبار النجوم الكويتيين والعرب والأجانب.

وعلى وقع أروع الأنغام والألحان، كانت جولة في ذاكرة الحاضرين، اختصرت شغفهم بتلك الفترة المليئة بالأحداث، والتي ستكون محور الحوار في الندوة الرابعة المقبلة، بعنوان «الأندلس والكويت في السبعينيات». وحول ضرورة إنتاج مسلسل أو مسلسلات تعرض الانفتاح في الكويت، قال النبهان: «أنتجنا الكثير من الأعمال عن تلك الحقبة، آخرها مسلسل (سما عالية)، الذي تطرق إلى مرحلة مهمة وإلى حرية المرأة، لكن للأسف لم يعرض على تلفزيون الكويت، والسبب أننا نتكلم عن الراحل أحمد الربعي، الذي أصبح وزيراً، علماً بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. كما أن الفيلم عبارة عن بانورما كاملة لتطور الكويت، والتطور لا نعني به عمرانياً، إنما عبر الإنسان الكويتي الذي أسس البلد، والذي كان يتمتع بثقافة الآخرين الأولين، واكتسب خبرتهم، وبنى مستقبل هذا المجتمع. كان ذلك الإنسان من دون شهادات تعليمية، لكنه تحلى بشهادة الإيمان والعمل كأولوية».

ورأى أن «الكويت تملك أغنياء بالعقول والمفكرين على المستوى الثقافي، من سينما ومسرح ودراما. فقد حصل مبدعونا على جوائز عالمية عديدة، لكنهم يواجهون حجر عثرة. كما أن تنافس المسارح الأهلية الأربعة بالكويت ساهم في ارتقاء العمل المسرحي، وفي نيلنا العديد من الجوائز، خصوصاً أننا قدمنا ما لم يقدم للكتاب في بلادهم، كمسرحية (مغامرة رأس المملوك) عام 1975، والتي منع عرضها في بلد كاتب المسرحية، الراحل سعدالله ونوس، فيما عرضت بالكويت، نظراً لوجود مساحة من الحرية، وكذلك كانت حال الأفلام. فقد نجح الكويتي في استغلال هذه المساحة والإبداع فيها. ونتطلع اليوم لاستعادة ذلك الحيز من الحرية، كما لإحياء فترة السبعينيات والبدء من جديد، وقادرون على ذلك من خلال مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي».