الكويتيون مبدعون وقدراتهم على العطاء والتفوق وتحمل المسؤوليات، لا جدل فيها.
وكنت ولا أزال في صف أبناء الديرة وضرورة الثقة بهم ومنحهم فرصة للعمل والمسؤولية لتكتشف إبداعاتهم.
فقد توليت مهمة استشارية وإدارية في «الخطوط الكويتية» بعد التحرير، وكانت غايتي تطوير وتدريب الكويتيين نساء ورجالاً في العمل القانوني بهذه المؤسسة، وقد اجتهدت في تدريبهم ومنحهم الثقة والفرصة فرأيت منهم ما يسر الخاطر من تفانٍ وتفوق وتميز، وقد تسلموا المسؤوليات بعدي بكل اقتدار ونجاح، والكل شهد لهم بذلك.
وحينما أسندت إليَّ الحكومة متابعة ملف سرقات استثمارات الكويت بإسبانيا، توليت مسؤولية هذا الملف وإدارته بمعية فريق من الكويتيين الذين تفوقوا في إدارة هذا الملف واسترجاع الأموال المنهوبة بكل تميز وفخر.
وفي جامعة الكويت طوال فترة عملي أستاذاً بكلية الحقوق لمدة ربع قرن من الزمان كنت دائماً أحرص على الكويتيين ومنحهم الفرص، فكانت إنجازاتهم وأعمالهم شاهدة على قدراتهم وإبداعهم.
واليوم أتولى إدارة جامعة بفضل الله بلغت نسبة الكويتيين فيها 60 في المئة وهم يؤدون مسؤولياتهم وأعمالهم بكل إخلاص وقدرة وكلما منحوا ثقة ومسؤوليات أبدعوا.
أقول ذلك وأنا من المنادين والمؤمنين والمتحمسين لتكويت الوظائف والمسؤوليات في القطاعين الخاص والعام، فثقتي ومعرفتي بتفوق الكويتيين وقدراتهم لا حدود لها.
وها أنا بفضل الله ومنته أجريت عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية تكللت بالنجاح وتخطي هذا الابتلاء الصحي بنعمة الله وفضله.
وقد أجرى العملية أحد أبناء الكويت المبدعين المتميزين بتعليمه وبمهنيته، فصار في صفوف الجراحين العالميين المهرة، وهو د. سلمان الصفران، فشكراً له ولفريقه على اهتمامهم وعنايتهم الصحية، وحرصه على التميز وتدريب الكويتيين العاملين معه، وهو نموذج كويتي محل فخر واعتزاز، مثله مثل الكثير من الكويتيين من أبناء الديرة الذين يتمتعون بالجدية والمثابرة وحسن العطاء وكل ما يحتاجون إليه هو ثقة وفرصة لنرى إبداعاتهم.
وأجد ذهني تتزاحم فيه أسماء كثيرة من أبناء الوطن المبدعين، قائمة لا حصر لها ولا يسع مجال هذه المقالة لذكرهم، لكن أعمالهم تتحدث عنهم وعن إمكاناتهم.
فلا تبنى الأوطان ولا تتقدم ولا تزدهر إلا على أيدي أبنائها، وهي دعوة ومناشدة لاحتضان أبناء البلد ومنحهم فرص العطاء والإبداع، ولا يمنع ذلك من الاستعانة المؤقتة بغير المواطنين في مجالات محددة وبخبرات مهمة، ثم يتم تقديرهم وشكرهم، لكن أبناء البلد هم عموده الفقري ووقوده الذي لا يخبو، فلنحرص على توفير الوظائف لهم ومنحهم الفرصة والثقة، ولنئد المقولة المقيتة التي يتفذلك بها البعض لحاجة في نفسه «إن الكويتيين لا يعملون».
أعيادك بأبنائك خير وبركة يا وطن النهار.