هل يرسم اجتماع باريس و«الفيلم الفرنسي» مواصفات الرئيس اللبناني المقبل؟
يفتتح لبنان أسبوعه على سلسلة أحداث، لا بد للبنانيين من انتظار تداعياتها، ومراقبة تطوراتها. فالاجتماع الخماسي في باريس اليوم، الذي يضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر حول لبنان يحتل سلّم الاولويات، لاسيما أنه سيضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة، وكيفية الخروج من الفراغ الرئاسي وإيجاد تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة زاخرة بخطة للإصلاح الإقتصادي.
الموعد الثاني، هو التحقيق الفرنسي عن الفساد على مدى أعوام طويلة، والذي أوصل إلى انفجار مرفأ بيروت، وما سيكون لذلك من تداعيات على المسارات السياسية والقضائية. والتحقيق التلفزيوني، الذي بدأ بثه مساء أمس، أنتجته قناة «فرانس تي في» ويتضمن مئات الوثائق والمعلومات السرية. أما الموعد الثالث، فهو الاستدعاءات التي وجهها المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار لعدد من الشخصيات، إذ يفترض أن يقوم باستجوابهم بدءاً من اليوم الاثنين.
وقد يضطر البيطار إلى إصدار مذكرات توقيف بحق الذين سيتغيبون عن الحضور تمهيداً للإعلان عن قراره الظني، فيما قد يكون البيطار نفسه موضوع مذكرة استدعاء أو توقيف من قبل «القضاء المضاد» له.
يضاف إلى ذلك، الحملة الأمنية الجارية لتوقيف عدد من صرافي السوق السوداء، وهو شرط كان قد وضعه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للتدخل في السوق في سبيل تخفيض سعر الصرف.
ولا بد من مراقبة تداعيات الحملة على سعر الدولار، إلا أن خبراء يرون أنها أن تقود إلى تخفيض مرحلي ومؤقت لسعر الصرف لكن ذلك سيعود وينذر بانفجار مالي كبير.
ومن المقرر أن يشهد الأسبوع الجاري جلسة ثالثة لحكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي وسط ترقب لموقف وزراء التيار الوطني الحرّ ووزراء حزب الله، لا سيما أن مشاركة وزراء الأخير ستنعكس سلباً على العلاقة المتوترة أصلاً بين الحليفين السابقين. وعلى جدول أعمال الجلسة بنود أساسية أبرزها المسألة التربوية وإرضاء المعلمين لحثهم على فك إضرابهم، بالتالي إعادة الطلاب المحرومين من الدراسة منذ أسابيع إلى مقاعدهم، على وقع إضراب عام وتحركات احتجاجية دعا إليها الاتحاد العمالي العام ونقابة السائقين العموميين، يتهم البعض الثنائي الشيعي بتحريكها للبقاء في حالة سيطرة على الشارع. يمكن لكل هذه الأحداث أن تشكل عناصر توتير جديدة على الساحة اللبنانية، خصوصاً ما يتعلق بتحقيق تفجير المرفأ، ربطاً بالفيلم الفرنسي. كل هذه التطورات، لا يمكن فصلها عن إيقاع اجتماع باريس الخماسي، والذي سيناقش الأزمة اللبنانية من جوانبها المختلفة، عبر وضع مواصفات حول التسوية المطلوبة وشخصية رئيس الجمهورية. من هنا تطرح أسئلة كثيرة إذا ما كانت الأحداث التي ستشهدها الساحة اللبنانية، عنصراً مكملاً للمسارات السياسية الداخلية والخارجية في سبيل فرض أمر واقع جديد يدفع الأفرقاء على اختلافاتهم للذهاب إلى التعاطي بواقعية مع أي تسوية يمكن أن تحصل.
آفاق تلك التسوية ستكون حاضرة أيضاً في الاجتماع الذي يتحضر البطريرك الماروني بشارة الراعي لعقده في بكركي للنواب المسيحيين، حيث بدأ العمل لإعداد جدول الأعمال، وتوجيه الدعوات، ولمعرفة الوجهة التي سيحضر فيها النواب المختلفون سياسياً. إنه مسعى تحاول من خلاله بكركي إيجاد مظلة توافق مسيحية على كيفية إنجاز الاستحقاق الرئاسي.