احتفالاً بالذكرى السنوية الخامسة لافتتاح مركز الشيخ عبدالله السالم، نظم المركز أمسية بعنوان «أحداث ومواقف للشيخ عبدالله السالم»، استعرض خلالها الكاتب مظفر عبدالله كتابه (الأمير)، الذي صدر عن دار ذات السلاسل. وتضمنت الأمسية معرضاً للوحات شارك فيها الفنانون: يسرى الكروف، وأحمد مقيم، وإبراهيم العطية.

واستهل الكاتب مظفر كلمته، فقال: «الأعمال غير العادية التي أنجزها عبدالله السالم كانت دافعاً لاختيار هذا اللقب عنواناً للكتاب، الذي عرض لمحطات من سياسات الأمير الراحل، في ملفات يذكر أهم تفاصيلها، ويخلُص إلى طبيعة النتائج التي انتهت إليها، بفضل أدائه السياسي المميز».

Ad

وذكر مظفر محطات من سياسات الشيخ عبدالله السالم في ملفات تم انتقاؤها ك «دراسة حالة»، كما يتضمن الكتاب محوراً يتعلق بخصال الأمير الذاتية والسلوكية، يتبين للقارئ أنها لصيقة بطريقته في الحكم وإدارة شؤون البلاد، إضافة إلى محاور «الاتحاد الهاشمي، والرفض الناعم لفخ مياه شط العرب، ومعركة استقلال القضاء، والمال والنفط والإنكليز، والاستقلال والتعاطي مع ظروفه».

وأضاف: «لقد أسهم الأمير في خلق حالة تشاركية، سياسية واجتماعية، بشكل طوعي مبني على قناعة وعقيدة راسخة عنده تجاه دور الشعوب في بناء بلدانهم، وإنقاذها من المهالك، وكان لهذه الميزة التشاركية الأثر الأكبر في أن ينجح الكويتيون بصناعة تاريخهم وهويتهم بشكل يرتضونه ويقبلون به، وهذا ما يحنّ إليه شعب الكويت اليوم من رغبة جامحة لاسترجاع مفاصل ذلك الزمن، زمن الاعتداد بالنفس والهوية، زمن الحسم والقرارات المصيرية، وزمن وجه الكويت المدني الذي تم تسويقه عبر منصات عديدة، سياسية عبر (دور الوسيط النزيه)، واقتصادية عبر (المساعدات التنموية)، وثقافية حضارية عبر (المجلات والصحف وحركة الطباعة والحراك الفني والتعليمي)».

وأوضح أن الشيخ عبدالله السالم ورث تاريخاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من الفترات الزمنية التي سبقته، كان في طياتها علامات واضحة احتاجت إلى إنضاج، من بينها: تدعيم الرغبة الجامحة لدى الكويتيين بأن يبقوا أحراراً في قراراتهم، وإدارتهم لحياتهم الاقتصادية، ومن دون تدخل فج من قبل من يعرض حماية الكويت، وأحياناً في صد هذا التدخل بكل شجاعة واقتدار، كما يعرض له هذا الكتاب. وأيضاً إنعاش حالة الحراك المجتمعي التي تميز بها المجتمع الكويتي منذ القدم، والعناية بها من أجل الوصول إلى صك الاستقلال السياسي للدولة، وتثبيتها في المجتمع الدولي كدولة ذات سيادة.

كانت هاتان السمتان حاضرتين في أكثر عهود حكام الكويت، مع اختلافات تفصيلية بين عهد وآخر، لكن فترة حكم الشيخ عبدالله السالم (1950 - 1965) أفصحت عن وضع لا يحتمل إلا اتخاذ القرارات الكبيرة وبشجاعة قلّ نظيرها، فعهده عهد إدارة الظروف وفقاً لأقصى درجات الميل للمصلحة الكويتية، وقد تحقق ذلك بنسب وهوامش مُرضية وكافية لإنضاج حدث الاستقلال عام 1961، بفضل الإيمان بفكرة العقد «الاجتماعي - السياسي» بين الشعب والشرعية السياسية اللذين هما عمود الخيمة للكويت. لقد كانت الأعمال غير العادية التي أنجزها عبدالله السالم دافعاً للمؤلف لاختيار هذا اللقب عنواناً للكتاب.

من جانبه، قال الفنان أحمد مقيم، إنه رسم عملاً فنياً بعنوان «ذكرى عيد الجلوس للشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت الحادي عشر»، ولفت إلى أنه في هذه اللوحة رسم أحد المشاهد الملهمة من تاريخ الكويت، وهو ذكرى عيد الجلوس المغفور له الشيخ عبدالله السالم.

وأشار إلى أن تنفيذ العمل استغرق عامين، وقام باستخدام الألوان الزيتية، رغم ضعف جودة المصادر، حتى استطاع أن يحقق نتيجة نهائية مرضية، من خلال جمع المعلومات الخاصة بألوان الأزياء ودراسة ملامح الوجوه.

من «الشورى» إلى عضوية الأمم المتحدة

في عام 1921 تأسيس مجلس الشورى الأول، وفي عام 1932 تبادل الرسائل بين الكويت والعراق لتحديد ترسيم الحدود، وتأسيس المجلس البلدي، وفي عام 1935 تعيين الشيخ عبدالله السالم نائباً للأمير أحمد الجابر، وفي عام 1936 تأسيس مجلس المعارف، وفي عام 1938 تكوين المجلس التشريعي الأول «الشيخ عبدالله السالم رئيساً له»، وأزمة إذاعة قصر الزهور بين الكويت والعراق، وفي عام 1939 تكوين المجلس التشريعي الثاني «الشيخ عبدالله السالم رئيساً له»، وفي عام 1946 تصدير أول شحنة من النفط الكويتي.

وفي عام 1950 تولى الشيخ عبدالله السالم الحكم، وفي عام 1958 رفض الانضمام إلى الاتحاد الهاشمي، وانقلاب عبدالكريم قاسم على النظام الملكي في العراق، وفي عام 1959 مجلس العموم البريطاني يشير إلى مشيخة مستقلة في الكويت، وفي عام 1961 استقلال الكويت وإلغاء اتفاقية الحماية لعام 1899، والأزمة الكويتية- العراقية، وانضمام الكويت لجامعة الدول العربية، وانتخاب المجلس التأسيسي، وفي عام 1962 إنجاز دستور الكويت، وفي عام 1963 أول مجلس أمة بعد إقرار الدستور، وانضمام الكويت لمنظمة الأمم المتحدة.