انخفض سعر برميل النفط الكويت 1.37 دولار ليبلغ 79.36 دولاراً في تداولات أمس مقابل 80.73 دولارا في تداولات الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية، ارتفعت أسعار النفط اليوم لليوم الثاني بفعل مخاوف الإمدادات بعد أن أغلق زلزال محطة تصدير رئيسية في تركيا، وأُغلق حقل في بحر الشمال على نحو غير متوقع، وسط زيادة التوقعات بانتعاش الطلب في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتا، أو 0.5 في المئة، إلى 81.39 دولارا للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 43 سنتا، أو 0.6 في المئة، إلى 74.54 دولارا للبرميل.
وتوقفت العمليات في مرفأ النفط التركي في جيهان بعد زلزال قوي ضرب المنطقة، ويمكن للمرفأ تصدير ما يصل إلى مليون برميل يوميا من الخام.
وقال وكيل شحن تركي إن المرفأ، الذي يصدر النفط الخام الأذربيجاني إلى الأسواق الدولية، سيُغلق حتى 8 الجاري، بينما يعكف المشغلون على تقييم الأضرار الناجمة عن الزلزال.
وأشار دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في بنك «إيه إن زد» بسيدني في مذكرة، إلى أن إغلاق جيهان وإغلاق المرحلة الأولى من حقل يوهان سفيردروب التي تنتج 535 ألف برميل يوميا في منطقة بحر الشمال بالنرويج هما من العوامل الأساسية لرفع الأسعار حاليا، مضيفا أن «بوادر الطلب القوي عززت المعنويات».
ويعطي التفاؤل إزاء انتعاش الطلب الصيني على الوقود قوة دافعة للأسعار، وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة قال الأحد الماضي، إن الوكالة تتوقع أن يأتي نصف نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام من الصين، لافتا الى أن الطلب على وقود الطائرات آخذ في الارتفاع.
ورفع بنك جولدمان ساكس، أمس ، توقعاته لطلب الصين على النفط في الربع الأخير من العام الحالي إلى 16 مليون برميل يوميا، بزيادة 400 ألف عن تقديراته السابقة، مع ارتفاع الطلب السنوي الإجمالي في 2023 بمقدار مليون برميل يوميا.
كما دخلت الحدود القصوى لأسعار المنتجات الروسية حيز التنفيذ الأحد الماضي، إذ اتفقت مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على 100 دولار للبرميل سقفا لأسعار الديزل والمنتجات الأخرى المتداولة بعلاوة فوق أسعار النفط الخام و45 دولارا للبرميل للمنتجات المتداولة بخصم مثل زيت الوقود.
خسائر «بي بي»
سجّلت مجموعة «بي بي» خسارة صافية العام الماضي بعد انسحابها من روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا، وفق ما أعلنت شركة الطاقة البريطانية العملاقة اليوم، رغم ارتفاع أسعار النفط.
وسجّلت الشركة خسائر سنوية بلغت بعد الضرائب 2.5 مليار دولار، مقارنة مع أرباح صافية قدرها 7.6 مليارات دولار في 2021.
وباستبعاد التأثير السلبي الاستثنائي، ارتفعت الأرباح بأكثر من الضعف لتبلغ 27.7 مليار دولار بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز، على غرار الإيرادات الضخمة التي حققتها الشركات المنافسة ل «بي بي» عام 2022.
وارتفعت أسعار النفط والغاز العام الماضي بعدما تسبب هجوم روسيا، التي تعد من أكبر منتجي الطاقة، على جارتها أوكرانيا، بقيود كبيرة على الإمدادات.
وبينما يعاني المستهلكون ارتفاعا كبيرا في فواتير التدفئة والكهرباء، ما يتسبب في أزمة غلاء معيشة، استفاد المساهمون بشكل كبير من ازدياد الإيرادات عبر الزيادات في توزيع الأرباح وعمليات إعادة شراء الأسهم.
وذكرت «بي بي» أن توزيع أرباحها للفصل الرابع سيزداد بنسبة 10 في المئة، وأعلنت عن عملية إعادة شراء للأسهم يبلغ مجموعها 2.75 مليار دولار.
وتستخدم شركات الطاقة مكاسبها الكبيرة للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، إذ تواجه ضغوطا من الحكومات لتصبح أكثر مراعاة للبيئة.
وحدّثت «بي بي» استراتيجيتها المراعية للبيئة اليوم إضافة إلى نتائجها واتُّهمت فورا بمحاولة إخفاء الأضرار الناجمة عن مواصلة إنتاج الوقود الأحفوري.
وقالت المسؤولة عن العدالة من أجل المناخ في المملكة المتحدة لدى منظمة «غرينبيس» كيت بلاغوجيفيتش في بيان: «حان الوقت للتوقف عن الحفر وجعل الملوّثين يدفعون ثمن الأضرار المناخية التي يتسببون فيها بأنحاء العالم».
الخام السعودي
رفعت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في مارس للمشترين من آسيا لأول مرة في ستة أشهر، وسط توقعات بانتعاش الطلب على النفط، خصوصا من الصين.
وذكرت شركة أرامكو السعودية في وقت متأخر من مساء أمس، أن سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف تحميل مارس لآسيا ارتفع 20 سنتا للبرميل عن فبراير إلى علاوة دولارين للبرميل فوق متوسط خامي عُمان ودبي، بما يخالف التوقعات السابقة للسوق بخفضه 30 سنتا.
وقال تاجر نفط مقيم في سنغافورة إن «سعر البيع الرسمي غير متوقع تماما. أعتقد أنه يشير إلى أن السعودية متفائلة بشأن الطلب على النفط».
ويتوقع فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أن يأتي نحو نصف النمو في الطلب العالمي على النفط هذا العام من الصين.
وتوقع محللون ومتعاملون انتعاش الطلب الصيني على النفط اعتبارا من مارس تزامنا مع التعافي الاقتصادي وانتهاء ذروة تفشي «كوفيد 19» في البلاد.
وخفضت المملكة سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف جدا 1.30 دولار إلى علاوة 2.25 دولار للبرميل فوق متوسط خامي عُمان ودبي، وبالنسبة للخامين العربي المتوسط والعربي الثقيل، ارتفع كلاهما 50 سنتا إلى علاوة 1.60 دولار لبرميل الخام المتوسط وخصم 1.75 دولار لبرميل الخام العربي الثقيل.
وبالنسبة للمناطق الأخرى، حددت السعودية سعر البيع للخام العربي الخفيف إلى شمال غرب أوروبا عند 50 سنتا للبرميل فوق خام برنت في مارس، بارتفاع دولارين للبرميل عن سعره في فبراير.
وفي الوقت نفسه، زاد سعر البيع الرسمي للولايات المتحدة 30 سنتا عن الشهر الماضي عند 6.65 دولارات فوق مؤشر أرجوس العالي الكبير لشهر مارس.