أعلن بنك برقان نتائجه المالية لعام 2022 المنتهي في 31 ديسمبر 2022، حيث بلغت الإيرادات 232 مليون دينار كويتي، والأرباح التشغيلية 125 مليونا.
وظلت معدلات الإيرادات مستقرة، مدعومة بنمو صافي دخل الفوائد بنسبة 15 في المئة على أساس سنوي، وهي زيادة تعزى إلى تحسن هوامش صافي الفائدة بمقدار 30 نقطة أساس مقارنة بعام 2021، لتصل إلى 2.4 في المئة في 2022. ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى رفع أسعار الفائدة في الكويت، فضلاً عن تحسن الهوامش الإجمالية لبنك برقان تركيا.
كما شهدت مخصصات البنك تحسناً كبيراً بنسبة 70 في المئة للسنة المالية 2022 مقارنة بعام 2021، مدفوعة بالممارسات الحكيمة لإدارة المخاطر في المجموعة كلها. ونتيجة لذلك، تحسنت تكاليف الائتمان بنهاية العام أيضاً لتبلغ 60 نقطة أساس (مقارنة ب 190 نقطة أساس في السنة المالية 2021)، وقد ساهم النمو القوي في صافي إيرادات الفوائد والانخفاض الكبير في تكلفة الائتمان في تحقيق البنك نمواً بنسبة 15 في المئة، ليحقق زيادة في صافي الدخل ليصل إلى 52.1 مليون دينار.
ولقد حافظت جودة أصول «برقان» على استقرارها، إذ بلغت نسبة القروض المتعثرة 1.9 في المئة في 2022. وكانت نسب رأس المال لعام 2022 أعلى كثيراً من المعدلات الرقابية والتنظيمية المطلوبة، وبلغت نسبة كفاية رأس المال 16.8 في المئة، وهي أعلى من الحد الأدنى للمعدلات الرقابية والتنظيمية البالغة 12.5 في المئة.
وأوصى مجلس إدارة «برقان» بتوزيع أرباح نقدية بقيمة 8 فلوس للسهم الواحد، بالإضافة إلى أسهم منحة بنسبة 5 في المئة عن السنة المالية 2022، وتخضع تلك التوزيعات المقترحة لموافقة المساهمين في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية.
ستساهم الموافقة على عملية بيع مصرف بغداد التابع للمجموعة بشكل إيجابي في تجنب زيادة نسبة القروض المتعثرة وتحسين نسب رأس المال. وإضافة إلى ذلك، أدت التدابير النشطة التي اتخذتها المجموعة إلى تخفيف المخاطر في تركيا وتحقيق تحسن عام في أداء بنك برقان تركيا، بما في ذلك ارتفاع صافي الدخل، وتحسين جودة الأصول.
استراتيجية تركز على النمو على المدى الطويل
وتعليقاً على النتائج القوية التي حققها «برقان»، قال الشيخ عبدالله ناصر صباح الأحمد، رئيس مجلس الإدارة: «يواصل البنك، على مستوى المجموعة، التركيز على توحيد جهوده لتعزيز وضعه المالي، لتحقيق النمو المستدام طويل الأجل والمرونة التشغيلية التي تلبي تطلعات العملاء. لقد شهدنا هذا العام خطوات مهمة ومحورية في سبيل تحقيق أهدافنا التنموية الاستراتيجية، وفي الوقت الذي نجحنا في تعزيز قاعدتنا المالية وتحقيق عوائد قوية لمساهمينا، فإن تركيزنا الرئيسي لايزال قائماً على تطوير نماذج أعمالنا وخدماتنا، لإرساء أساس قوي لانطلاقة سريعة للنمو والتطوير على مدار السنوات القليلة القادمة، ولدينا خطط تطويرية موسعة في 2023، مع مسارات نمو واضحة تعتمد على ركائزنا الأساسية الثلاث المتمثلة في الاستدامة، والتحول الرقمي، وتنمية رأس المال البشري».
وأضاف الشيخ عبدالله: «في إطار استراتيجيتنا المؤسسية سنستمر أيضا في التركيز على الموازنة بين جهود تسريع وتيرة النمو والإدارة الفعالة للمخاطر».
التزام تجاه الحوكمة البيئية
وفي هذا الصدد، قال الشيخ عبدالله: «برقان يتبنى نهجاً استباقياً وشاملاً لتحقيق الاستدامة، بالإضافة إلى الاهتمام باتباع أساليب حديثة في ممارسات البيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة (ESG)، والتي نعمل وفقها منذ انطلاقتنا، بل وتعتبر مكوناً رئيسياً لشعار «أنت دافعنا»، وهو التزام بوضع كل موظفينا وعملائنا والمجتمع بشكل عام في المقدمة دائماً، وهو أمر يتجاوز مجرد كوننا مقدمي خدمات مالية».
وأضاف: «يبقى هدفنا تعزيز تأثيرنا الإيجابي، وتقليل أي آثار سلبية لنا على محيطنا»، لافتاً إلى أن البنك قام خلال العام 2022، بتوسيع نطاق عمل ممارسات البيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة، ليؤكد من جديد التزامه بإيجاد حلول أفضل لمستقبل أكثر استدامة.
عام من التطور والإنجاز الرقمي
وأكد مسعود جوهر حيات، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الجهاز التنفيذي للمجموعة، قائلاً: «شهد تطور الخدمات المصرفية للأفراد – لاسيما فيما يتعلق بالتحوّل الرقمي – قفزة نوعية في 2022».
وأضاف «يأتي هذا نتيجة التزامنا في تطبيق استراتيجيتنا للتحول الرقمي طويلة الأمد التي تهدف إلى التركيز على تقديم أفضل تجربة مصرفية آمنة ومريحة لعملائنا. كان برقان قد أطلق خلال 2022 العديد من التحديثات للمزايا والخدمات التي يتميز بها تطبيق برقان للهواتف الذكية، والذي يعد حالياً التطبيق المصرفي الأعلى تصنيفاً في الكويت، إضافة إلى إطلاق نموذج «اعرف عميلك» الإلكتروني (eKYC)، ثم خدمات رقمية أخرى مثل «Apply Now»، إلى جانب إطلاق التحديثات والإمكانات المطورة الاستراتيجية، لتقديم تجربة مصرفية افتراضية عصرية أكثر مرونة وسهولة. علاوة على أن ابتكارات برقان الرقمية امتدت لتشمل عملاءه من الشركات، حيث أطلق البنك تطبيقه المبتكر لإدارة النقد.
الثروة البشرية ومركزية العميل
وأشار حيات الى أن تطوير رأس المال البشري يعد من الركائز الاستراتيجية للبنك، حيث يستثمر في موظفيه بأسلوب متكامل، شامل وطويل الأمد، مضيفاً: «موظفونا جزء أساسي من استراتيجيتنا، ولاشك أن تعزيز أدائنا المالي يعتمد على مهارة موظفينا وتفانيهم، حيث يتطلب تطوير البنك ورحلته نحو التحول الرقمي، قوة عاملة فائقة المهارة ومتمكنة ومدربة تقنياً. لذلك، خصصنا موارد كبيرة للارتقاء بمهارات موظفينا ومنحهم المرونة اللازمة ليكونوا قادرين على مجابهة هذا التحوّل».
وكجزء من جهوده لدعم وتطوير المواهب، يقدم البنك برامج داخلية رائدة بالشراكة مع جامعات مرموقة، مثل هارفارد وبيركلي وكلية كولومبيا للأعمال وINSEAD، لتعزيز معرفة وقدرات كوادره البشرية. كما قام البنك بتوسيع نهجه في التعلّم من خلال تدشين المبادرة الرائدة «رؤية»، حيث تم تصميم برنامج المواهب الاستراتيجي ليكون منصة تأهيل للمواهب الوطنية الرائدة في الصناعة المصرفية، لتمكين وتعزيز قادة المستقبل في القطاع المصرفي الكويتي.
كما أطلق البنك برنامج «انطلاقة»، والذي يندرج تحت مظلة أكاديمية الخدمات المصرفية للأفراد، ويتيح للموظفين الجدد الذين ينتقلون إلى الفروع، الانغماس الكامل في ثقافة البيع بالتجزئة وآليات العمل المتنوعة. كما يدعم البنك طلاب الجامعة وحملة شهادة الدبلوم لمتابعة دراستهم الأكاديمية من خلال مبادرة برقان العطاء.
تجدر الإشارة إلى أن البيانات المالية المجمعة لبرقان تتضمن نتائج عمليات المجموعة في الكويت، إضافة إلى حصتها من نتائج الشركات التابعة، بما في ذلك «برقان تركيا»، بنك الخليج الجزائر، بنك بغداد وبنك تونس الدولي، ومن خلال هذا الانتشار الإقليمي، يمتلك «برقان» واحدة من أكبر شبكات الفروع الإقليمية في الكويت وتركيا والجزائر والعراق وتونس ولبنان، ومكتباً تمثيلياً في الإمارات العربية المتحدة.