في أمسية صاخبة طغى عليها الانقسام الحزبي، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن في «خطاب حال الاتحاد» ليل الثلاثاء الأربعاء، بعدم السماح للصين بترهيب الولايات المتحدة، ولم يقدم أي مساومة لحلفائه الأوروبيين فيما يتعلق بالمعاملة التفضيلية للشركات الأميركية، فضلاً عن توجيهه انتقادات لاذعة لأنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأكد بايدن، في خطابه السنوي الثاني عن حال الاتحاد، أن بلاده ستتحرك ضد الصين، إذا هددت الأخيرة سيادتها، وقال: «لا تُسيئوا فهمنا، كما أظهرنا بوضوح الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا فسنعمل على حماية بلادنا، وفعلنا ذلك»، في إشارة إلى إسقاط المنطاد الصيني السبت الماضي قبالة سواحل كارولاينا الجنوبية.
وشدد على أنه أوضح لنظيره الصيني شي جينبينع أنه «يسعى إلى المنافسة لا الصراع»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة اليوم في أقوى موقع منذ عقود للمنافسة مع الصين أو أي طرف آخر في العالم».
وعن أوكرانيا، قال بايدن، إن الغزو الروسي لها، هو «اختبار على مر العصور، واختبار لأميركا وللعالم»، مشيراً إلى أن واشنطن وحلفاءها قد ارتقوا إلى التحدي.
ولم يقدم أي مبادرة لحلفائه الأوروبيين الخائفين من الحمائية المتزايدة للاقتصاد الأميركي، بل على العكس، أكد أنه يريد التركيز على المزيد من المعاملة التفضيلية للصناعة المحلية، مشدداً على ضرورة أن تكون مواد البناء لمشاريع البنية التحتية مثل النحاس والألومنيوم وكابلات الألياف الضوئية والأخشاب والجدران الجافة، أميركية الصنع.
وهاجم «الكتلة الترامبية» داخل الحزب الجمهوري، واتهم بعض الجمهوريين باقتراح تقليص وإيقاف الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي، بدلاً من جعل أصحاب الثروة يدفعون حصصهم العادلة من الضرائب.
وبعد أن بدأت الأمسية بطريقة ودية وصفق الجانبان في القاعة لقادة الحزبين، سرعان ما حلّت الصرخات الصاخبة وهتافات الاستهجان محل الهمسات الغاضبة، عندما قرر بايدن تصعيد الموقف وانتقاد المعارضة الجمهورية، وخصوصاً سلفه ترامب.
ورغم طلب رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي من الجمهوريين عدم الانحدار إلى المضايقة الصاخبة، هاجمت النائبة مارجوري تايلور غرين، المفرطة في موالاتها لترامب، بايدن ووصفته بـ «الكذّاب».
من جهتها، ردّت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ على خطاب بايدن، مؤكدة أن بكين ستدافع بحزم عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وأنها لا تسعى لتجنب المنافسة ولا تخشاها، لكنها تعارض حصر العلاقة بأكملها في هذا المفهوم.