الفن السينمائي كان وما زال على مر العصور الغذاء الأساسي للروح البشرية، والأداة القادرة على ترجمة مشاعرنا وأحاسيسنا المختلفة في أجمل وأبهى الصور الإبداعية، فمعظم المطلعين على تاريخ الفن الخليجي يعلمون أن الريادة الفنية والسينمائية في الخليج كانت من نصيب دولة الكويت، فقد بدأت التجربة السينمائية في المنطقة من خلال الفيلم الكويتي الشهير «بس يا بحر» الذي حصد عدداً من الجوائز والترشيحات لتميزه من ناحية الإخراج، وأيضا لجمال أحداثه وواقعيتها.
كان هذا الفيلم من أوائل الأفلام السينمائية المنتجة في الخليج، وساهم بشكل كبير بوضع أسس صحيحة للفن السينمائي المطلوب في الكويت، وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام على أول تجربة سينمائية في الكويت فإننا ما زلنا نفتقر إلى سينما حقيقية تواكب التطور الفني والفكري الحاصل في الأعمال السينمائية العالمية.
ومن جهة أخرى فإن معظم الأعمال السينمائية الكويتية المنتجة حديثا ما زالت تصنف تحت خانة المحاولات الفردية الراغبة في إنعاش الحياة السينمائية في الكويت، ولكن دون جدوى، والسبب الرئيس لهذا الفشل السينمائي يرجع لعدم وجود دعم حقيقي لهذه المحاولات الفردية، وتوجه بعض المنتجين لإنتاج أعمال تجارية بحتة دون أي اهتمام منهم بقيمة العمل الفني المقدم.
فما زلنا في الكويت حتى اللحظة لا نقيم أي مهرجانات فنية قادرة على استقطاب النجوم العالميين والعرب، غافلين عن الدور الرئيس الذي تؤديه هذه المهرجانات في تبادل المعرفة والخبرات الفنية مع أصحاب الخبرة السينمائية والفنية من جميع أنحاء العالم.
فالسينما والفن إذاً يعتبران جزءا أساسيا من حضارة وثقافة الدول، وإذا ما كنا نريد أن نرتقي بدولتنا فنيا وثقافيا، فالبدء بعملية دعم المواهب الفنية والإنتاج السينمائي في الكويت أصبح ضرورة لا نقاش فيها، كما أن العمل أيضا على إقامة مهرجانات سينمائية ذات مستوى عالمي شبيهة بما يحدث حولنا في المنطقة، أصبح مطلباً أساسياً وأمنية يتمناها جميع متذوقي الفن في الكويت.