في رده على المقيم السياسي البريطاني في الخليج، بخصوص تهريب الأسلحة على السفن الكويتية، قال الشيخ مبارك الصباح إنه منزعج جداً بسبب تفتيش سفن كويتية ليست لها علاقة بالموضوع، وتسبب ذلك في خسائر وإهانة لرجالات من أهل الكويت، لهم احترام كبير ومكانة اجتماعية رفيعة.
ويقول نص الرسالة: «اني أعطيت جواب بحسن رضائي وقبولي في ثلاث شروط ومحافظ عليها انشاء الله منها هالقسم الذي نرا منه عاينا سوء ظن وتصديع رعيتنا ومغثتهم وتلاف أموال الناس الذي يتحمل في سفائنهم وعليهم فيه ستميات وانا معطي قول ان جميع رعيتي ما يحملون الأسلحة لو يعطونهم نصف نول اقيام الأسلحة خصوص العرب من رعيتي مثلما انا احافظ على شرفي هم أيضا يحافظون على شرفهم ويمتثلون امري...».
ويمكننا أن نستشعر غضب الشيخ مبارك، الذي نبع من إحساسه وتيقنه من الأضرار التي وقعت على أهل الكويت بسبب التفتيش الإنكليزي بحثاً عن أية أسلحة مهربة. وقد أكد الشيخ مبارك أنه لا يشك في امتثال التجار الكويتيين لأوامره قائلاً: «مثلما انا احافظ على شرفي هم أيضا يحافظون على شرفهم ويمتثلون امري».
ويضرب الشيخ مبارك أمثلة للإنكليز توضح أن التفتيش شمل من هم فوق الشبهات ومن أكبر العائلات والتجار في الكويت فيقول: «فالان من اشرف اهل الكويت واكبرهم وجيران بيتي خليفة بن شاهين الغانم في بغلته وعمه احمد بن محمد الغانم في دنقيته وبغلة عبداللطيف بن عيسى وبوم نوخذا عباس وبوم ناصر البدر الذي هو من اكبر اهل الكويت واشرفهم الذي والده المرحوم يوسف البدر المعروف عند الدولة البهية من حسن سجاياه محملين سفنهم من النيبار اخشاب وفلفل وصبار وكمبار واجناس مختلفة وكل شي ملبق في مكان راجع الى تجار اهل الكويت وقسم لتجار اهل البصرة...».
هذه السفن التي ذكرها الشيخ مبارك وأصحابها تعرضت للتفتيش الإنكليزي والتأخير الطويل والخسائر، وغير ذلك من دون سبب مقنع أو حق مشروع، رغم أن أصحاب السفن لديهم أوراق رسمية (ستميات) تفيد بالحمولة وتفاصيلها وأكدوا للمفتشين أنهم لا يحملون أسلحة مهربة وأنهم ملتزمون بأوامر حاكم الكويت.
يقول نص الرسالة إن النواخذة وأصحاب السفن «معطين على انفسهم صتمياة بالعدد والجنس الزمتهم المناور واخبروا القبطانية اننا ما نحمل الأسلحة ولو يعطونا نصف قيمة السلاح حسب امر شيخنا وحفظا لشرفه وشرفنا»، لكن ذلك لم يمنع المفتشين الإنكليز من المضي في التفتيش وتكبيد الخسائر وتأخير السفن «ولم يقبلون كلامهم اهانوهم وعطلوهم ثلاثة أيام في اهانة ونفضوا جميع حمولهم على المناور وعلى السطحاة (سطح السفينة) وكشفو خشبهم ولا وجدو سلاح وتفاخت كثير من الحمل بين الذي طاح بحر وبين الذي انفقد من اختلاف الايدي عليه». نتوقف عند هذا الحد من رسالة الشيخ مبارك الصباح للإنكليز، والتي أعرب فيها عن غضبه واستيائه من تفتيش السفن الكويتية، ونكمل التعليق على ما تبقى منها في الأسبوع المقبل، إن شاء الله تعالى.