استذكر مركز العجيري العلمي، الذكرى الأولى لوفاة مؤسسه الراحل، الفلكي صالح العجيري، الذي وافته المنية في الـ10 فبراير من 2022 عن 102 عام، قضاها باحثاً عن العلم راغباً في توحيد الأهلة ونشر علم الفلك.

وقال المركز في بيان صحفي، اليوم الجمعة، أن العجيري –طيب الله ثراه– يستذكره الكويتيون في كل حديث يرتبط ببداية الشهور وظهور الأهلة ودخول المواسم وغيرها، فكان علمه ودقته المعهودة في إعلان المواقيت وبداية الأشهر الهجرية لاسيما شهر رمضان المبارك ومايرتبط بالاعياد موقع جدل دائم.

وأضاف «بعد عام من وفاته، مازالت مقالات الفقيد –رحمه الله– تثري العلماء الباحثين عن العلم الفلكي الدقيق والروايات المرتبطة بالأهلة بالمواقيت، علاوة على بعض الظواهر الطبيعية ومايرتبط بالطقس وغيرها من المعلومات التي تدعم الأبحاث وتثري العلم، وما يرتبط ببداية المواسم والفصول، كدخول الشتاء، أو «القيض»، فمنهم من كان يغير ألبسة الموسم وفق ما يحدده العجيري».

Ad


وزاد «لقد كان العجيري –رحمه الله– يتمنى أن يتحقق له حلماً بأن يرى الدول العربية والإسلامية تصوم جميعها في يوم واحد، وأن يكون العيد في يوم واحد، حيث كان في حياته يحزن عندما يكون هناك خلافاً على رؤية هلال رمضان».

وأكد المركز أن العجيري كان يؤكد في اللقاءات الصحفية وظهوره في وسائل الإعلام أنه عالم فلكي، وأن علمه قائم على عمليات وحسابات فلكية ولا يعتمد على الجدل والشعوذة، حيث درس علوم الفلك في جامعة الملك فؤاد الأول في القاهرة وحصل على شهادة علمية من الاتحاد الفلكي المصري عام 1952، وله مجموعة من المؤلفات والكتب البارزة ومنها «علم الميقات، ودورة الهلال، وجدولة الوقت» كما أسس «تقويم العجيري» الشهير الذي يعتبر رمزاً علمياً مهماً للكويت.

وحفاظاً على العلم الذي أعطاه العجيري للكويت وعلم الفلك، ذكر المركز أنه مستمر على خطاه في نشر البيانات والعلوم الفلكية المتخصصة إضافة إلى الظواهر الطبيعية المرتبطة بها بالاستناد على جهود باحثين وعلماء يعملون لديه، إضافة إلى القيام بسلسلة من الأبحاث التي تدعم التطور العلمي واستمراره ورفع اسم البلاد في هذا المجال.

ولفت إلى أن أبحاث د. العجيري أضحت مرجعاً علمياً لكثير من الباحثين والفلكيين كما كانت دقته العلمية المعهودة سبباً رئيسياً في اعتماد تقويمه للتاريخين الهجري والميلادي ومواقيت الصلاة في جميع المعاملات الحكومية بالكويت والقطاع الخاص، وعلى رأسها غرفة تجارة وصناعة الكويت التي اعتمدته في معاملاتها التجارية.

وأشار إلى أن المركز طور من جهود العجيري العلمية، حيث أطلق تطبيقاً إلكترونياً ذكياً يحتوي مجموعة من البيانات المرتبطة بالمواقيت والأهلة والتواريخ الميلادية والهجرية وحالة الطقس والبحر من شمال الكويت وحتى جنوبها، وينظر حالياً إلى إطلاق تطبيق آخر يعنى بإستخدام الشمس لتوليد الطاقة.

وتابع «تقويم العجيري مستمر في عطاءه الذي انطلق منذ العام 1938 بالاستناد على مجموعة من الأبحاث العلمية الدقيقة التي منحها الفقيد لأبنائه الباحثين والفلكيين، ومستمر في إعلان مواعيد الأهلة والمواقيت وغيرها من المعلومات التي تهم المواطنين في الكويت وخارجها».