يمكن اعتباري جاهلاً جيولوجياً، فهذا علم معقد ويحتاج إلى متخصصين متفرقين للزلازل التي حصلت وتحصل حول العالم، وأنا لست واحداً منهم، لكنني أتابع الأخبار وأقرأ الصحف وأطلع على وسائل الإعلام المختلفة، وسؤال المليون الذي يطرح وهو قائم بشدة، خصوصاً ونحن نلحظ متغيرات جوية كبيرة آخر عقد من هذا الزمان: ماذا لو حصل زلزال في منطقة الخليج والكويت تحديداً، هل نحن مستعدون له؟ كل الانطباعات تقول: لا، فالحكومة العاجزة عن حسم دورات مياه المباركية منذ سنوات من الصعب أن تستعد لزلزال، وأعتقد أن هناك شبه إجماع على ما أكتب. الحكومة ومن خلفها المجلس مطالبان باستضافة كبار الجيولوجيين في الكويت والمنطقة وقوات الدفاع المدني والجهات المختصة، للوقوف على آرائهم وآخر المستجدات حول هذا الموضوع، كما أنهما مطالبان بتنظيم عملية التطوع في هذا الخصوص، وخصوصاً أننا شعب عرف عنه ميله للتطوع.
وزارة الأوقاف مطالبة بتنظيم فتاوى ومتابعة كل ما يكتب في هذا الخصوص، لأن بعضه خطير، ومشكلتنا بالذي سمع شريطين ويريد أن يصبح «مفتياً» فيدخل من شاء إلى الملة ويخرج من يشاء منها. يجب أن تقوم الدولة بتجهيز بعض المرافق القائمة على نسبة عالية من الكونكريت المسلح كمواقف السيارات والأندية الرياضية، وأن تحدد للناس أين تتجه في حال حصول الزلزال كل حسب المحافظة التي يسكن فيها، فالذي ينجو من الزلزال الأول قد لا ينجو من ارتداده.
لا أريد أن أخيف أحداً ولا أكتب لأنني أحتاج إلى ربع ساعة شهرة، فالعشرون سنة الماضية التي قضيتها في الظهور في وسائل الإعلام المختلفة تغنيني عن ذلك، لكن أكرر سؤال المليار: ماذا لو حصل الزلزال؟ فالعاقل من يستعد لأسوأ الاحتمالات مع احتمال أن ربعنا لا يعرفون «وين الله قاطهم، وحزت الحزة بنروح بداهية».
كل ما أرجوه ألا نراهن على الجيولوجيا في هذا الموضوع، فعندما تتحرك لن يوقفها أحد، والاعتقاد أننا محصنون خطأ كبير، فلنستعد لما هو قادم والقادم قد يكون كارثة كبيرة جداً جداً جداً.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.