شيخة البحر: ريادة المرأة الكويتية راسخة والطريق لا يزال طويلاً

• نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة «الوطني» أجرت مقابلة مع مجلة «فوربس» الشرق الأوسط

نشر في 11-02-2023
آخر تحديث 11-02-2023 | 20:36
نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر
نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر

كشفت مجلة «فوربس» عن قائمتها السنوية لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط للعام 2023، وحلت نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر، في صدارة تصنيف أقوى سيدات الأعمال على مستوى الكويت، وجاءت في المرتبة الرابعة ضمن التصنيف السنوي للعام ذاته لأقوى 50 سيدة أعمال في الشرق الأوسط، بفضل مسيرتها الحافلة بالنجاحات في العمل المصرفي، وما تتبناه من مبادرات مجتمعية ومهنية بارزة.

ونشرت المجلة مقابلة أجرتها مع البحر تناولت فيها أبرز ركائز نمو «الوطني»، والمبادرات المجتمعية المتميزة التي تتبناها وتشرف عليها، إضافة إلى القاء الضوء على جانب من مسيرتها المهنية الحافلة.

نمو مستدام

وحول تحقيق «الوطني» أرباحاً قوية عن العام 2022 والتوقعات المستقبلية بشأن استمرار زخم النمو، أكدت البحر احتفاظ الوطني بنظرة إيجابية تجاه استمرار الاتجاهات القوية للأرباح بدعم من استراتيجيات التنوع والتحول الرقمي، وتحسن البيئة التشغيلية، وارتفاع أسعار النفط، وانخفاض تكلفة المخاطر.

القيادات النسائية تُثري الابتكار وتُرسخ التزام المؤسسات بمسؤوليتها المجتمعية وقواعد الحوكمة

وعما إذا كانت هناك فرصة للتوسع، قالت، إن «الوطني» موجود حالياً في 13 دولة حول العالم ولا توجد خطط حالية للمزيد من التوسع الجغرافي، و»نركز في الوقت الراهن على التوسع بالأسواق التي نعمل بها، لكننا نرحب باقتناص أي فرصة مميزة، وما تزال توسعة نطاق أنشطة أعمالنا غير الرئيسية مطروحة إذا ظهرت فرص تنسجم مع استراتيجيتنا».

وتناولت البحر، في المقابلة، أحدث مسارات التحول الرقمي للبنك، منها المختبر الرقمي بالمقر الرئيسي ل»الوطني»، الذي يتولى إجراء بحوث السوق واستكشاف أحدث التوجهات التكنولوجية الرقمية «Fintech» في الأسواق العالمية إضافة إلى التطوير الداخلي لأعلى مستوى من المنتجات، كما يعتمد بشكل أكبر على تحليل البيانات وأتمتة العمليات الروبوتية «RPA» والتعلم الآلي في عملياته التشغيلية.

وفيما يتعلق برؤية «كويت جديدة»، أفادت بأن «رؤية 2035 ترتكز على قيام الحكومة بالدور الرقابي ووضع السياسات والتوجهات مع إفساح المجال أمام القطاع الخاص للقيام بالجانب التنفيذي، في إطار استراتيجيات مد جسور التعاون بين القطاعين، وتأسيس الحكومة للشركات الجديدة، وتوفير الوظائف، لكن يجب التوجه إلى القطاع الخاص لرفع مستويات الكفاءة».

مبادرات رائدة

وتابعت البحر: «تعلمنا من التجربة أنه لابد من التطور واستحداث تقنيات جديدة تغير الوضع الحالي، لذلك قررنا المبادرة وإحداث التغير بأنفسنا وتقديم الجديد، وبدأنا من الصفر ووضعننا أسساً راسخة، مكنتنا من تنفيذ تجربة (وياي) وتدشين أول بنك رقمي في الكويت خلال 12 شهراً فقط، ونتطلع لرؤية انعكاسات تلك التجربة الرقمية الفريدة على ربحيتنا».

لابد من تراجع دور الحكومة لصالح القطاع الخاص لضمان تنفيذ رؤية 2035 بكفاءة

وتعليقاً على إطلاق البنك مبادرة «بنكي» الرائدة للتثقيف المالي، بينت أن «ذلك البرنامج المميز يساهم في تعزيز الثقافة المالية والتوعية بأهمية الادخار كبديل عن مواصلة إنفاق الأموال».

وفيما يتعلق بإدارة الأصول والثروات، ذكرت أن «معظم البنوك ترتكز على دفع العملاء نحو زيادة الإنفاق ومنحهم قروضاً، لكننا نتبع نهجاً مختلفاً يعزز الثقافة المالية السليمة من خلال إعطاء عملائنا فرصة للادخار عبر منصة الخدمات الاستثمارية الرقمية (سمارت ويلث)، ونعتز بما أحرزناه من نتائج مميزة خلال تلك التجربة».

وأشارت البحر إلى دمج البنك خدمات «سمارت ويلث» ضمن برنامج خدمة «الوطني عبر الموبايل» حتى يتمكن العملاء من الوصول للخدمات الاستثمارية عن طريق التطبيق، وتحويل الأموال والاطلاع على موقف محافظهم الاستثمارية.

NBK RISE

وأشارت البحر خلال المقابلة إلى إطلاق البنك برنامج «NBK RISE» الذي يهدف إلى تعزيز دور القيادات النسائية وتولي أعلى المناصب القيادية بمشاركة شركات مختلفة وقعت بشكل جماعي على وثيقة التعهد بزيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية.

البحر: قررنا استباق التطور وأطلقنا «وياي» كأول بنك رقمي في الكويت

البحر: نعمل على تعزيز ثقافة مالية سليمة لعملائنا لا تدفعهم للإنفاق الاستهلاكي فقط

وقالت إن «القيادات النسائية لديها درجة عالية من التفكير الإبداعي، ومن المعروف أن الشركات التي لديها تمثيل نسائي قوي نطاقاً تنخرط أكثر في القضايا الاجتماعية، وثبت أيضاً أن الشركات التي بها تمثيل نسائي قوي في الإدارة التنفيذية ومجالس الإدارة غالباً ما تحصل على تصنيفات أعلى من حيث الالتزام بمعايير المسؤولية الاجتماعية والحوكمة والشفافية».

وأضافت: «دائماً أنظر للأمور بشغف وحماس شديد. وعلى مر التاريخ، أدت المرأة دوراً ريادياً في الكويت، فريادة المرأة الكويتية ليس أمراً مستحدثاً، لكن المسار ما زال طويلاً وعلينا مواصلة العمل لإحراز المزيد من التقدم. وأرى أن أبرز التحديات تتمثل أولاً في نسبة تولي القيادات النسائية للمناصب العليا بالقطاع المالي، وسد الفجوة بين الجنسين، لا سيما فيما يتعلق بالأجور».

العمل الدؤوب مفتاح الوصول إلى القمة

قدمت «فوربس» مثالاً على حجم الجهود والتضحيات التي بذلتها شيخة البحر طوال مسيرتها الوظيفية، عندما استمرت في العمل حتى الساعة 5:30 فجراً لإنهاء إحدى صفقات تمويل مشروع BOT، والعودة للعمل مبكراً في اليوم التالي، فيما علقت البحر على ذلك الموقف قائلة: «ذهبت لمنزلي لأنفض عني غبار اليوم، وشربت كوباً من عصير البرتقال، وعدت بعدها إلى مكتبي مجدداً في الساعة 6:30 صباحاً لبدء يوم عمل جديد».

وأضافت البحر: «من شدة حبي وتعلقي بالعمل، لا أجد أفضل من قبول التحديات دائماً».

وأكدت حرصها على تنمية معارفها وإشباع فضولها العلمي، إذ «لم يكن من طبيعتي البحث عن وظيفة روتينية، بل واصلت طرح الأسئلة والتعلم والنمو، ولم أقبل أبداً بفرض أي قيود تحد من إمكانياتي وطموحي المهني». وبشأن ما يميز مسيرتها المهنية، اعتبرت أن «كل مسيرة نجاح تتميز بمنعطفات فريدة تميزها عن غيرها من التجارب، لكن هناك بعض الثوابت الرئيسية اللازمة لإحراز النجاح، من ضمنها التحلي برؤية إيجابية والاعتزاز بالقيم والاستفادة من نقاط القوة التي تميزني عن غيري. تلك هي العوامل التي كللت مسيرتي المهنية بالنجاح».

وعما تركز عليه الآن لمواصلة النجاح من منصبها القيادي، أجابت: «أقضي مزيداً من الوقت في وضع الاستراتيجيات ودعم فرق العمل وتخطيط التعاقب الوظيفي والاستثمار في الموظفين، ما يفسح المجال لدعم جهود المجموعة وتعزيز نموها في ظل التركيز على المشهد العام، مع الحرص على الاجتماع مع مختلف القيادات على مستوى المجموعة لمناقشة تطور الأداء وفقاً للخطة الموضوعة».

واغتنمت البحر «هذه الفرصة للتأكيد على أن الوصول إلى القمة يتطلب العمل الجاد. وهذا ما قمت به في بداية مسيرتي المهنية، حيث قررت أن أسلك نهجاً مختلفاً، والذي تطلب مني عملاً دؤوباً لإثبات قدراتي وتحقيق ذاتي».

وأعربت البحر عن طموحها في التعاون مع منظمة غير ربحية لمساعدة ودعم المجتمع، مع التركيز على جانب التعليم. «هذا حقاً حلم أود تحقيقه على أرض الواقع، حيث أطمح أن أكون عاملاً فاعلاً في إحداث التغيير في التعليم».

back to top