بعد يوم من إكمال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارة لعواصم أوروبية، طلب فيها المزيد من الأسلحة، أطلقت روسيا أمس أكبر وابل من الهجمات الصاروخية حتى الآن هذا العام، استهدفت منشآت طاقة بالغة الأهمية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من الجو والبحر والبر، إضافة إلى طائرات بدون طيار، هجوما مكثفا شنته أمس الأول على مواقع حيوية لمنظومة الطاقة في أوكرانيا، تؤمن عمل مؤسسات الصناعة الدفاعية، موضحة أنها حققت كل أهدافها، وأوقفت عمل الصناعات كثيرة الاستهلاك للطاقة في مجمع الدفاع الصناعي، ومنعت نقل الأسلحة الأجنبية والذخيرة والاحتياطيات عن طريق سكك الحديد لساحات القتال.
ورفضت رومانيا ادعاء القائد الأعلى لأوكرانيا بأن صاروخي «كروز» روسيين عبرا المجال الجوي للعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينما استدعت مولدوفا السفير الروسي، بعد مرور المقذوفتين فوق أراضيها، وسقطت 17 قذيفة في منطقة زابوريجيا، خلال ساعة، وهو ما وصفه الحاكم الإقليمي أناتولي كورياف بأنه «أكبر عدد منذ بداية الغزو» في 24 فبراير 2022.
وفي الشمال، قرب الحدود الروسية، أفاد الحاكم العسكري أوليه سينهوبوف بتسجيل 10 هجمات على المنطقة، كما سمع دوي انفجارات قوية في دنيبرو، بمنطقة فينيسا، وقال رئيس الإدارة الإقليمية لمدينة دنيبروبتروفسك، سيرهيف ليساك، إن الانفجارات جاءت من أنظمة الدفاع الجوي التي اعترضت جميع الطائرات المسيرة. ورغم ذلك، أدى هجوم بصاروخ على مدينة كرييف ريه إلى خسائر كبيرة في البنية التحتية لقطاع الطاقة، بحسب ليساك.
وفي رسالته المصورة، ذكر الرئيس الأوكراني، الذي أنهى زيارته لأوروبا بانطباع إيجابي، «لندن وباريس وبروكسل، في كل مكان، تحدثت في تلك الأيام عن كيفية تعزيز قواتنا، وهناك اتفاقيات مهمة جدا، وتلقينا إشارات جيدة، وذلك ينطبق على الدبابات والصواريخ بعيدة المدى»، غير أنه أضاف أن هناك الكثير للقيام به بشأن تأمين طائرات مقاتلة لقواته في المستوى التالي من التعاون.
وفي لندن، أفاد بأنه لمس أن بريطانيا تريد حقا أن تنتصر أوكرانيا على الغزو الروسي، مبينا أن الاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس كان مهما لتبادل الآراء، وتعهد بأنه «سيكون هناك المزيد من الدعم»، ووصف زياراته للقمة الأوروبية والبرلمان الأوروبي بأنها «بداية لمرحلة جديدة لم تعد أوكرانيا ضيفة بل عضوا كامل العضوية بالاتحاد الأوروبي».
في المقابل، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، ليل الجمعة - السبت، «إذا قررت القيادة الأميركية استئناف أنشطة قوات العمليات الخاصة على الأراضي الأوكرانية، فإنها ستمثل مشاركة غير مقنعة للجيش النظامي في النزاع الحالي».
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وزارة الدفاع تعد اقتراحا للكونغرس لاستئناف تمويل البرامج السرية التي تسمح لقوات العمليات الخاصة الأميركية بتوظيف عملاء المخابرات الأوكرانية لمراقبة التحركات العسكرية الروسية ومحاربة المعلومات المضللة.
وعلى الأرض، أعلن قائد مرتزقة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، أمس الأول، أن القوات الروسية يجب أن تسيطر على مدينة باخموت الاستراتيجية للمضي قدما في حملتها، لكنها تواجه مقاومة شرسة من الأوكرانيين.
وانتقد بريغوجين القيادة العسكرية الروسية وبعض المسؤولين، معتبرا أن عليهم وضع أهداف واضحة للحملة المستمرة منذ ما يقرب من عام، عبر ترسيخ وجودها بقوة في شرق أوكرانيا أو المضي قدما للاستيلاء على المزيد من الأراضي. ورجحت مساعدة وزير الدفاع الأميركي سيليست والندر، أمس الأول، أن «روسيا خسرت نصف مخزون دباباتها القتالية الرئيسية في القتال، ومن خلال استيلاء الأوكرانيين عليها»، مؤكدة أن قواتها البرية في أوروبا «ضعفت بشكل كبير، فضلا عن فقدها عشرات آلاف الضحايا».