عميد «التربية الأساسية»: ينبغي تحويل الكلية لجامعة تطبيقية

• فريح العنزي: الدولة لم تعد تستوعب مخرجات التعليم... ولابد من تصحيح المسار
• نحتاج الدعم السياسي والقانوني... والميزانية كافية ولن تكون هناك أعباء مالية على الدولة

نشر في 12-02-2023
آخر تحديث 12-02-2023 | 19:35
د. فريح العنزي
د. فريح العنزي
تعتبر كلية التربية الأساسية الأكبر والأضخم من نوعها في المنطقة، والمؤسسة الأقدم في البلاد بإعداد المعلمين، إذ انطلقت بذرتها قبل 60 عاماً، بيد أنها تواجه اليوم جملة من التحديات في المسار والمخرجات، وسط جهود من قياداتها، وتمكنت حتى الآن من استيعاب أعداد ضخمة من الدارسين وصلت إلى 23 ألف طالب وطالبة، إلى جانب جهود الارتقاء بمخرجات الكلية وتنظيمها، مع حاجات سوق العمل. واستناداً إلى هذا الدور الرائد للكلية ناشد عميدها د. فريح العنزي رئيس الوزراء والمسؤولين تحويلها إلى جامعة تطبيقية، معتبراً أن المعارضين لهذا التوجه لم يضعوا مصلحة الوطن في الحسبان بل نظروا إلى الجوانب الشخصية. وخلال حوار أجراه مقدم برنامج «مفترق طرق» عبر شاشة تلفزيون الكويت د. محمد منيف العجمي مع العنزي، حذر عميد «التربية الأساسية» من أن الدولة لم تعد تستوعب الأعداد المتزايدة من مخرجات التعليم، ولابد من تصحيح المسار.... وفيما يلي أبرز ما جاء في اللقاء:
* ما تقييمك لمسيرة الكلية؟

- كلية التربية الأساسية تعتبر من أكبر كليات التربية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إذ يبلغ العدد الذي تستوعبه أكثر من 23 ألف طالب وطالبة، وعدد أعضاء الكلية أكثر من 1000 ما بين التدريس والتدريب والإدارة المساندة، وهي تعتبر جامعة وليست كلية من حيث الكم والنوع، وهي تعادل ستة كليات جامعية، وتملك خمس كليات جامعية في موقع واحد، ورغم الأعباء فإننا خلال الفترة الوجيزة الماضية استطعنا تطوير مفردات هذه الكلية من خلال الأقسام العلمية، والمتمثل في البرامج العلمية، والحصول على الاعتمادات الأكاديمية، ومواكبة متغيرات العصر، خصوصا عندما واجهنا جائحة كورونا في الانتقال من تطبيق التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد، مع تدريب أعضاء هيئة التدريس من خلال لجان التدريب، ولجان أخرى وضعت لخدمة أبنائنا الطلبة وتم تنفيذ التعليم وفق منصة «تيمز» التعليمية، والكلية قامت بتدريب نفسها بنفسها خلال فترة قياسية.

إقبال متزايد

* هناك من يقول إن الكثير من الطلبة وأولياء الأمور يؤكدون أن الكلية فيها بعض التحديات التي تواجههم من ناحية التسجيل والقاعات والقبول وغيرها... فما تعليقك؟

- رغم الكثافة التعليمية خلال جائحة كورونا استطعنا قبول أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وكان معدل التحصيل الدراسي لديهم مرتفعاً جداً، وكانت النتائج قد وصلت من 80 في المئة إلى 90 في المئة، وللأسف الشديد، هذا لا يعكس مستوى الطالب في المرحلة الثانوية، ونتيجة تطبيق نظام التعليم عن بعد في نظام التعليم العام حصل الكثير من الطلبة على نسب عالية جدا لا تتناسب ومستواهم التعليمي.

* أليس هناك مشاكل قائمة في طريقة القبول في عملية التسجيل؟

- المشكلة تكمن في أن بعض الطلبة لا يدخلون حسب مواعيدهم المقررة، ونحن نعاني من مشكلة أخرى غير تكدس الطلبة في القاعات الدراسية، تتمثل في أن بعض الطلبة ليس لديهم القدرة على استخدام الحاسوب في عملية التسجيل والمقررات الدراسية، وبالتالي يتجه بعضهم إلى عمادة التسجيل والقبول في التسجيل اليدوي والحضور إلى الكلية.

فرع الجهراء

* كيف تقيم فرع كلية التربية الأساسية في مدينة الجهراء؟



- تجربة الجهراء كانت ناجحة بكل المقاييس، وساهم بتخفيف الضغط على المبنى الرئيسي في العارضية، واليوم لدينا أكثر من 3000 إلى 4000 طالب وطالبة في فرع الجهراء، كما اننا في شهر يونيو الماضي ذهبنا إلى المنطقة الجنوبية وتحديدا في معهد الفحيحيل الديني، وهو مشروع في طور التنفيذ، فهناك أكثر من 7000 طالبة، وعندما نقوم بافتتاح هذا الفرع سنقوم بتخفيف الضغط عن المبنى الرئيسي، وكذلك التخفيف من الحركة المرورية.

* هل هناك حلول أكبر من ذلك؟

- النقلة الأكبر ستكون في تحويل كلية التربية الأساسية إلى جامعة تطبيقية، والفكرة موجودة منذ 10 سنوات، عندما جاء المرسوم الأميري في عام 2012، ولكن للأسف هذا المرسوم لم ينفذ ولم يطبق. ونحن فعلا بحاجة أن تكون كلية التربية الأساسية بمثابة جامعة، ولقد وضعنا التصور والمشروع المتكامل، وأن تتحول تلك الكلية إلى ست كليات، وتتضمن 19 قسما علميا وكل ثلاثة أو أربعة أقسام عبارة عن كلية، وطبعا هذا التوصيف والتحديد خضع لدراسات معمقة في هذا الجانب، ما بين عامي 2010 و 2011، وهذا المقترح ليس جديدا.

لكن للأسف الشديد عندما صدر المرسوم الأميري في ذلك الوقت اعتقد تعرض لضغط من جهات مختلفة، وهو مشروع إنشاء جامعة جابر عام 2012، وتم استبداله بقانون الجامعات الحكومية في عام 2019، وعندما جاء القانون لم يضع في الحسبان أن كلية التربية الأساسية ضمن هذا القانون، والسبب أنها تابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ومن مفارقات الصدف أن يكون مديرها العام عضوا في الجامعات الحكومية ضمن مجلس الإدارة، وأنا مستغرب جدا من ذلك، كون المؤسسة التي يقودها ليست موجودة في هذا القانون، وبالتالي يجب إنصاف كلية التربية الأساسية لتكون تحت مظلة ذلك القانون.

ولقد قدمنا مقترحا إلى وزير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، ووعدنا خيرا في مسألة اتباع الإجراءات، وأناشد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد التدخل نحو إشهار كلية التربية الأساسية، وتحويلها إلى جامعة تطبيقية، لمواجهة الأعداد المتزايدة من مخرجات الثانوية العامة، ومعالجة تلك الإشكالية، وليس من المنطق وجود جامعة حكومية واحدة مضى على إنشائها أكثر من 60 عاما، بينما هناك في دول أخرى أقل قدرة مالية وعدد السكان لديها جامعات حكومية متعددة، ولماذا ندفع بطلبتنا إلى الذهاب للخارج، ونحن نمتلك الإمكانات المادية، ولن تتحمل الدولة أعباء في هذا الصدد.

* ما الخطوات التي قامت بها الكلية في عملية التصنيف؟

- إحدى المشكلات التي تواجهنا في الكلية هي ليست جامعة بالمعنى العلمي والصحيح من ناحية الشكل، وهي تنضوي تحت مظلة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وعبارة عن مجموعة معاهد ومراكز تدريب وكليات، وهذا الأمر قد يقلل من شأن الكلية، وبالتالي نحاول الخروج من منظومة الهيئة لنكون جامعة منفصلة، وكل اللوائح والنظم الموجودة جامعية، فالخريج في الكلية يستطيع مواصلة الحصول على البكالوريوس والدكتوراه.

ووجودنا ككلية تحت تلك المنظومة يقلل من ناحية طبيعة ومعايير التصنيف العالمي، فمؤسسات الاعتماد الأكاديمي العالمي دوما تنظر إلى المظلة، وكلية التربية الأساسية تعتبر مفخرة للمؤسسة التعليمية في الكويت، ويكفي أنها أقامت 15 ملتقى علميا ابان جائحة كورونا، بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية في دول مجلس التعاون الخليجي، وانتهت بتوصيات مهمة جدا، وأيضا مؤشرات الأداء كانت عالية لتلك المؤسسة رغم التحديات في تلك الفترة التي تم خلالها تطبيق التعليم الافتراضي.

مخرجات التعليم

* رغم نجاحات الكلية وتجاوز التحديات هناك حديث يتردد بأن المخرجات ليست بالمستوى المطلوب؟

- تدني مستوى المخرجات في كل المؤسسات التعليمية يرجع إلى ضعف المناهج الدراسية، وطرق التدريس، وعدم إعداد الطالب أو الطالبة في التعليم العام، خصوصا في اللغة العربية، والمتمثل في الضعف التراكمي، ونسبة الرسوب والتسرب في قسم اللغة العربية دون الأقسام العلمية الأخرى تعتبر الأعلى، ولكن في الفترة الأخيرة استطاع القسم معالجة بعض المشاكل، من خلال إعطاء دورات مكثفة للطلاب والطالبات، ووقعنا مؤخرا اتفاقية تعاون مع مؤسسة البابطين الثقافية لعمل دورات تدريب للطلبة في اللغة العربية، غير أن الدولة لم تعد تستوعب الأعداد المتزايدة من مخرجات التعليم، ولابد من تصحيح المسار.

back to top