أقامت جامعة الشرق الأوسط الأميركية (AUM)، الاثنين الماضي، الحفل الختامي لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، في مركزها الثقافي بصرحها الجامعي، حيث توّج القاص المغربي أنيس الرافعي بجائزة الدورة الخامسة عن قصته (سيرك الحيوانات المتوهمة)، وصاحب حفل إعلان النتائج فعاليات ثقافية متنوعة، بمشاركة فعاليات وشخصيات ثقافية واجتماعية وفنية كويتية وعربية. وفي الحفل، رحَّب رئيس مجلس أمناء الجامعة السيد فهد العثمان، بالحضور، قائلاً: «مساكم الله بالخير، أهلاً وسهلاً بالحضور الكريم لوجودكم في AUM. نزداد شرفاً وفخراً بوجودكم معنا. يتساءل البعض: ما علاقة AUM بالقصة والثقافة، وهي جامعة متخصصة في إدارة الأعمال والهندسة؟».
وأضاف: «في عالم المال والاستثمار، تكون هناك مؤسستان في البورصة، ومتشابهتان تقريباً في كل شيء، وتكون القيمة السوقية لإحداهما 10 أضعاف أو 50 ضعفاً أحياناً عن الأخرى. ويكون أحد أهم الأسباب باختصار، أن الشركة الأعلى قيمة لديها قصة مقنعة عما سيكون عليه مستقبل الشركة، وتكون هناك سردية للرؤية والخطة الاستراتيجية تعكس صورة ديناميكية عن كيفية تبلور هذه الرؤية إلى واقع في المستقبل، فيتهافت المستثمرون والأموال إلى هذه الشركة، تحت وقع أنغام وموسيقى المستقبل لهذه الشركة، والتي تعكس معطيات موضوعية حقيقية، وعاطفة صادقة».
وتابع: «كذلك، فإن وجود قصة مقنعة، ضرورة ليؤمن العاملون في المؤسسة برؤية وأهداف الشركة، والسبيل لتحقيق هذه الأهداف، ومن هنا تنشأ الحماسة والدافع الصحيح لديهم، وهذه الحماسة تكاد تكون بمنزلة البرمجة العقلية للتنفيذ والإنجاز، لأنه باختصار، الفكر يسبق العمل، لأن العمل، مهما كانت أهدافه وإمكاناته عظيمة، إلا أنه من دون فكر ورؤية مصاغة بواقعية وبوضوح في واقع المؤسسة، سيكون كالقارب في محيط هائج بلا بوصلة».
أهمية الكتابة والسردية
وأوضح العثمان خلال كلمته: «لا يمكن للمؤسسة أن تتفوق من دون رؤية واضحة، واستراتيجية تستوطن أعماق ووجدان وعقل وجوارح قيادة المؤسسة، والعاملين فيها. وهنا تبرز أهمية الكتابة والسردية، لتعمل على صياغة الرؤية والخطة الاستراتيجية، من الواقع الداخلي والخارجي للمؤسسة، بقصة سهلة الفهم والهضم والتذكر، فتكون هذه القصة بمثابة البرمجة العقلية للقيادة وللعاملين، التي من دونها يستحيل تحقيق النجاح».
واستطرد: «الحياة بكل أحوالها وتجلياتها، والحضارة الإنسانية بكل إنجازاتها، هي ظاهرة ديناميكية، وليست استاتيكية، هي عملية تفاعلية بين محاور ومعطيات ومعارف، وأحداث تمت صياغتها بحبكة درامية. إن الحضارة الإنسانية ليست معارف وعلوماً، وأحداثاً فرادى صماء استاتيكية مبعثرة ومعزولة، فصناعة وقانون الكتابة والسردية، هي من تُجَمع هذه المتناقضات، لتعطيها الروح والطاقة والإيقاع والموسيقى، لتشكل بين كل هذه العناصر المعرفة الإنسانية، وإيقاع الحياة. وفي خضم كل ذلك، يبرز غول اللغة، مكشراً عن أنيابه ويقول: أنا من تسبح الكتابة والمعرفة بحمدي».
الذاكرة الدائمة
وأضاف العثمان: «وعليه، فإن اهتمامنا باللغة يجب أن يكون حاضراً في كل مراحل التعليم، وما بعد التعليم. إن الكتابة والقراءة هما السبيل الوحيد لتوظيف واستخدام اللغة، ولإثرائها، ومن ثم إثراء الفكر وتعزيز العمل. مثال على ذلك: عندما يستفسر الإنسان عن رقم هاتف على سبيل المثال، ويكون الجواب 98765432 00965، هنا يطلب الإنسان بعد الرقم الرابع أو الخامس لحظة، ويأتي بالقلم ليسجل الرقم، لأنه لم يستطع تذكر كامل الرقم في حينه، والسبب باختصار أن الذاكرة المؤقتة لم تعد تحتمل، كما في الكمبيوتر (Ram)، وبالتالي، يجب تسجيل الرقم على ذاكرة دائمة، وهنا يتم اللجوء للكتابة، كأداة لتخزين هذه الذاكرة الدائمة».
قوانين وآلية الكتابة
واستطرد: «هذا مثال بسيط على أن الكتابة، ورغم أنها وسيلة للتعامل، ونقل المعلومة، فإنها أداة ووسيلة للتفكير. فالإنسان لا يستطيع تحليل وتفكيك، والمواءمة بين مواضيع وأبعاد كثيرة مختلفة، وأحياناً متناقضة، من دون اللجوء إلى قوانين وآلية الكتابة. ومن هنا يتضح مدى أهمية وجود أصحاب الفكر المتمرسين والقادرين على صياغة وبلورة المحتوى، وأهمية أن يكونوا قريبين من أصحاب اتخاذ القرار، في المؤسسات المختلفة، ومؤسسات الدولة، بل هم في عمق الفريق القيادي. وهنا أستذكر معالي الأستاذ عبدالعزيز حسين، رحمه الله، الذي كان يجسد هذا النموذج من المفكرين، الذين هم ضرورة لنجاح أي مؤسسة. فبعد كل هذا، هل يمكن أن نستهين بأهمية الكتابة والسردية والقصة؟ هل يمكن أن نستهين بأهميتها في التعليم، وفي الدفع بعجلة التنمية والتطور الإنساني؟». وتابع: «من الخطأ جداً أن يتصور المهندسون، على سبيل المثال لا الحصر، أن يكون اهتمامهم في الهندسة فقط، لأن العلوم والمعارف في حيز الواقع متداخلة ومترابطة، وإننا في معترك التنفيذ والإنجاز نحتاج إلى جملة من المعارف والمهارات لإنجاز المهمات بنجاح. ومن الخطأ أيضاً أن يتصور من يملكون ملكة الكتابة ويمتهنونها أنهم يعيشون بمعزل عما يدور في الأسواق والاقتصاد، والمعامل التصنيعية والمجتمع، ويدورون في حلقة ضيقة يسمونها الثقافة والمثقفين، فالثقافة هي كل هذه الحركة والإنتاج التقني والاقتصادي والعسكري والفكري، الثقافة هي كل ما ينتج عن الحركة الإنسانية والحضارية في رحم الواقع».
واستطرد: «من الخطأ أن نتصور أنه ولأننا جامعة متخصصة في الهندسة وإدارة الأعمال، فلا يجب أن نهتم بالثقافة والكتابة واللغة. ففلسفتنا في AUM لا تقتصر على تخرج الطالب، فهناك معايير واعتمادات عالمية حققناها، ولله الحمد، إلا أن المعيار الأكبر والأهم الذي وضعناه لأنفسنا، هو ما يستطيع خريجونا إنجازه وتحقيقه في المجتمع بعد خمس أو عشر سنوات من التخرج. ومن هذا المنطلق، قمنا بخلق البيئة التي تمكنه من التسلح بالمعارف المطلوبة، بالإضافة إلى مساهمتنا في تعزيز الحركة الثقافية والفكرية، فلا يمكن للمجتمع والاقتصاد أن ينهضا من دون حركة فكرية نشيطة فعالة مستنيرة».
المصنع والاقتصاد
واختتم العثمان حديثه، قائلاً: «هذه دعوة للاهتمام بالقصة، وبالسردية، وبالكتابة، ودعوة بأن نحتضن القاص والروائي والأديب، بأن يكون بيننا في المصنع والاقتصاد، وفي كل أوجه العمل والإنتاج. شكراً لحضوركم ومشاركتكم، والشكر الخاص لأخي وصديقي الأستاذ المبدع المتميز طالب الرفاعي، على مبادرته في تأسيس ودعم هذه الجائزة المهمة. نبارك للجميع شرف المشاركة، وللفائزين بما حققوه من فوز، والله ولي التوفيق».
www.aum.edu.kw
وأضاف: «في عالم المال والاستثمار، تكون هناك مؤسستان في البورصة، ومتشابهتان تقريباً في كل شيء، وتكون القيمة السوقية لإحداهما 10 أضعاف أو 50 ضعفاً أحياناً عن الأخرى. ويكون أحد أهم الأسباب باختصار، أن الشركة الأعلى قيمة لديها قصة مقنعة عما سيكون عليه مستقبل الشركة، وتكون هناك سردية للرؤية والخطة الاستراتيجية تعكس صورة ديناميكية عن كيفية تبلور هذه الرؤية إلى واقع في المستقبل، فيتهافت المستثمرون والأموال إلى هذه الشركة، تحت وقع أنغام وموسيقى المستقبل لهذه الشركة، والتي تعكس معطيات موضوعية حقيقية، وعاطفة صادقة».
وتابع: «كذلك، فإن وجود قصة مقنعة، ضرورة ليؤمن العاملون في المؤسسة برؤية وأهداف الشركة، والسبيل لتحقيق هذه الأهداف، ومن هنا تنشأ الحماسة والدافع الصحيح لديهم، وهذه الحماسة تكاد تكون بمنزلة البرمجة العقلية للتنفيذ والإنجاز، لأنه باختصار، الفكر يسبق العمل، لأن العمل، مهما كانت أهدافه وإمكاناته عظيمة، إلا أنه من دون فكر ورؤية مصاغة بواقعية وبوضوح في واقع المؤسسة، سيكون كالقارب في محيط هائج بلا بوصلة».
أهمية الكتابة والسردية
وأوضح العثمان خلال كلمته: «لا يمكن للمؤسسة أن تتفوق من دون رؤية واضحة، واستراتيجية تستوطن أعماق ووجدان وعقل وجوارح قيادة المؤسسة، والعاملين فيها. وهنا تبرز أهمية الكتابة والسردية، لتعمل على صياغة الرؤية والخطة الاستراتيجية، من الواقع الداخلي والخارجي للمؤسسة، بقصة سهلة الفهم والهضم والتذكر، فتكون هذه القصة بمثابة البرمجة العقلية للقيادة وللعاملين، التي من دونها يستحيل تحقيق النجاح».
واستطرد: «الحياة بكل أحوالها وتجلياتها، والحضارة الإنسانية بكل إنجازاتها، هي ظاهرة ديناميكية، وليست استاتيكية، هي عملية تفاعلية بين محاور ومعطيات ومعارف، وأحداث تمت صياغتها بحبكة درامية. إن الحضارة الإنسانية ليست معارف وعلوماً، وأحداثاً فرادى صماء استاتيكية مبعثرة ومعزولة، فصناعة وقانون الكتابة والسردية، هي من تُجَمع هذه المتناقضات، لتعطيها الروح والطاقة والإيقاع والموسيقى، لتشكل بين كل هذه العناصر المعرفة الإنسانية، وإيقاع الحياة. وفي خضم كل ذلك، يبرز غول اللغة، مكشراً عن أنيابه ويقول: أنا من تسبح الكتابة والمعرفة بحمدي».
الذاكرة الدائمة
وأضاف العثمان: «وعليه، فإن اهتمامنا باللغة يجب أن يكون حاضراً في كل مراحل التعليم، وما بعد التعليم. إن الكتابة والقراءة هما السبيل الوحيد لتوظيف واستخدام اللغة، ولإثرائها، ومن ثم إثراء الفكر وتعزيز العمل. مثال على ذلك: عندما يستفسر الإنسان عن رقم هاتف على سبيل المثال، ويكون الجواب 98765432 00965، هنا يطلب الإنسان بعد الرقم الرابع أو الخامس لحظة، ويأتي بالقلم ليسجل الرقم، لأنه لم يستطع تذكر كامل الرقم في حينه، والسبب باختصار أن الذاكرة المؤقتة لم تعد تحتمل، كما في الكمبيوتر (Ram)، وبالتالي، يجب تسجيل الرقم على ذاكرة دائمة، وهنا يتم اللجوء للكتابة، كأداة لتخزين هذه الذاكرة الدائمة».
قوانين وآلية الكتابة
واستطرد: «هذا مثال بسيط على أن الكتابة، ورغم أنها وسيلة للتعامل، ونقل المعلومة، فإنها أداة ووسيلة للتفكير. فالإنسان لا يستطيع تحليل وتفكيك، والمواءمة بين مواضيع وأبعاد كثيرة مختلفة، وأحياناً متناقضة، من دون اللجوء إلى قوانين وآلية الكتابة. ومن هنا يتضح مدى أهمية وجود أصحاب الفكر المتمرسين والقادرين على صياغة وبلورة المحتوى، وأهمية أن يكونوا قريبين من أصحاب اتخاذ القرار، في المؤسسات المختلفة، ومؤسسات الدولة، بل هم في عمق الفريق القيادي. وهنا أستذكر معالي الأستاذ عبدالعزيز حسين، رحمه الله، الذي كان يجسد هذا النموذج من المفكرين، الذين هم ضرورة لنجاح أي مؤسسة. فبعد كل هذا، هل يمكن أن نستهين بأهمية الكتابة والسردية والقصة؟ هل يمكن أن نستهين بأهميتها في التعليم، وفي الدفع بعجلة التنمية والتطور الإنساني؟». وتابع: «من الخطأ جداً أن يتصور المهندسون، على سبيل المثال لا الحصر، أن يكون اهتمامهم في الهندسة فقط، لأن العلوم والمعارف في حيز الواقع متداخلة ومترابطة، وإننا في معترك التنفيذ والإنجاز نحتاج إلى جملة من المعارف والمهارات لإنجاز المهمات بنجاح. ومن الخطأ أيضاً أن يتصور من يملكون ملكة الكتابة ويمتهنونها أنهم يعيشون بمعزل عما يدور في الأسواق والاقتصاد، والمعامل التصنيعية والمجتمع، ويدورون في حلقة ضيقة يسمونها الثقافة والمثقفين، فالثقافة هي كل هذه الحركة والإنتاج التقني والاقتصادي والعسكري والفكري، الثقافة هي كل ما ينتج عن الحركة الإنسانية والحضارية في رحم الواقع».
واستطرد: «من الخطأ أن نتصور أنه ولأننا جامعة متخصصة في الهندسة وإدارة الأعمال، فلا يجب أن نهتم بالثقافة والكتابة واللغة. ففلسفتنا في AUM لا تقتصر على تخرج الطالب، فهناك معايير واعتمادات عالمية حققناها، ولله الحمد، إلا أن المعيار الأكبر والأهم الذي وضعناه لأنفسنا، هو ما يستطيع خريجونا إنجازه وتحقيقه في المجتمع بعد خمس أو عشر سنوات من التخرج. ومن هذا المنطلق، قمنا بخلق البيئة التي تمكنه من التسلح بالمعارف المطلوبة، بالإضافة إلى مساهمتنا في تعزيز الحركة الثقافية والفكرية، فلا يمكن للمجتمع والاقتصاد أن ينهضا من دون حركة فكرية نشيطة فعالة مستنيرة».
المصنع والاقتصاد
واختتم العثمان حديثه، قائلاً: «هذه دعوة للاهتمام بالقصة، وبالسردية، وبالكتابة، ودعوة بأن نحتضن القاص والروائي والأديب، بأن يكون بيننا في المصنع والاقتصاد، وفي كل أوجه العمل والإنتاج. شكراً لحضوركم ومشاركتكم، والشكر الخاص لأخي وصديقي الأستاذ المبدع المتميز طالب الرفاعي، على مبادرته في تأسيس ودعم هذه الجائزة المهمة. نبارك للجميع شرف المشاركة، وللفائزين بما حققوه من فوز، والله ولي التوفيق».
www.aum.edu.kw