انطلاق الأسبوع الثقافي الفلسطيني بفعاليات فنية متنوعة
• بحضور دبلوماسي ورعاية المجلس الوطني
افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة د. محمد الجسار، أمس، معرض مركز التراث الفلسطيني مدشنا فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني، بحضور سفير فلسطين لدى البلاد رامي طهبوب، إلى جانب مجموعة كبيرة من السفراء الأجانب، وذلك في مقر الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
ويتضمن المعرض أنشطة متعددة في مجال الفنون التشكيلية والحفلات الموسيقية والمشغولات الحرفية إلى جانب محاضرات وندوات لتعريف الجمهور بالثقافة الفلسطينية، ويستمر حتى 16 الجاري في قاعة «لولوة القطامي» بمقر الجمعية.
من جانبه، أعرب الجسار عن سعادته بالتجول في أرجاء المعرض الذي يعكس الثقافة والهوية الفلسطينية الممتدة منذ آلاف السنين، والتي تحرص الكويت على دعمها واحتضانها على جميع المستويات لا سيما الثقافية منها، داعياً الجمهور لزيارة المعرض والتعرف على الثقافة الفلسطينية الزاخرة بمعاني الأصالة والجمال والتاريخ.
بدوره، توجه السفير طهبوب إلى الكويت شعباً وقيادة بالتهنئة بالاحتفالات الوطنية خلال فبراير الجاري، معرباً عن سعادته لانطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني في تلك الأجواء الاحتفالية بالبلاد، مضيفاً أن الأسبوع الثقافي يضم برنامجاً احتفالياً متنوعاً بالتزامن مع المعرض المستمر حتى نهاية الأسبوع، إذ تستضيف المكتبة الوطنية اليوم الثلاثاء في تمام الساعة السادسة مساء محاضرة بعنوان «كنا وما زلنا» للباحث طارق البكري، وفي تمام الساعة السابعة مساء يتم افتتاح معرض الفن التشكيلي الفلسطيني في متحف الفن الحديث، وتستمر فعالياته حتى بعد غد الخميس، ويقام غداً الأربعاء حفل عزف بيانو للأطفال في السادسة مساء ببيت الموسيقى في متحف الفن الحديث، وتختتم فعاليات الأسبوع بحفل غنائي على مسرح متحف الكويت الوطني يوم الخميس في السابعة مساء.
من جانبها، صرحت المتطوعة في مركز التراث الفلسطيني فاتن أبوغزالة، بأن المعرض يهدف إلى دعم صمود الأهل في فلسطين والحفاظ على تراثهم في ظل محاولات الاحتلال الغاشم المتكررة لطمس الذاكرة والهوية الوطنية الفلسطينية بكل الوسائل والأساليب، إلى جانب مخاطبة الجيل الجديد ليبقى تراثهم عالقاً في ذاكرتهم مهما طال الزمن لمواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة على المعالم الأثرية الفلسطينية.
وأضافت: كما يتضمن المعرض المشغولات اليدوية والمطرزات والأثواب واللوحات الفنية، بأيدي سيدات فلسطينيات في مخيمات اللجوء إلى جانب الفنون الحرفية الفلسطينية والخشبات بأشكالها، التراثية والحديثة التي تتناغم مع متطلبات وتطورات العصر الى جانب ركن الطبق الشعبي الفلسطيني، وركن الكتاب الذي يعرض أحدث ما طرح من مطابع العالم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمحيط العربي والمرأة، وسيتضمن المعرض بعض الأنشطة مثل ورشات لتعليم التطريز وتشجيع الأطفال لتعرفهم على فلسطين.
وذكرت أبوغزالة أن التطريز الفلسطيني باستخدام الإبرة والخيوط الحريرية أحد أبرز جوانب الهوية الفلسطينية عبر الأزمنة فقد قامت المرأة الفلسطينية قديما سواء أكانت كبيرة أم صغيرة السن بالعمل لساعات طويلة لتطريز أثوابها، حيث بدأ التطريز قديما عن طريق عمل بعض الأشكال الهندسية ثم تطور لصور من الطبيعة المحيطة على تلك الأثواب، التي تتميز بألوان الطبيعة كالأخضر والأحمر، كما تم استخدام بعض رموز الطبيعة في التطريز مثل شجرة السرو المحاطة بأشجار البرتقال وزهور الياسمين وشجرة الزيتون الشهيرة، حيث كانت ومازالت جميع هذه العناصر حاضرة في مطرزات الفلسطينيين فضلاً عن وحدات التطريز الخاصة بالمعتقدات وأهم الأحداث السياسية والاجتماعية التي تمر على هذا الشعب العريق.
وأشارت إلى أن المعرض يتضمن الأثواب والعباءات الفلسطينية المطرزة التقليدية الشالات المخدات، ومفارش الطاولات، والأحزمة، والشنط وغيرها، والخزفيات والصدف المصنعة يدويا من الخليل والقدس وبيت لحم والتي أضيفت لها أشكال وألوان جديدة جذابة تتماشى مع أذواق العصر الحديث، إلى جانب الكتب والملصقات، والكوفيات والخشبيات من براويز وصناديق وصوان بتطريز جميل وألوان زاهية، فضلا عن طبق الخير الذي يتضمن الأطباق التقليدية التي تصنع بأيد فلسطينية من نساء متبرعات، فضلاً عن المنتجات الفلسطينية كالزيت والزيتون والزعتر والسماق ودبس الرمان.
يذكر أن مركز التراث الفلسطيني أسس في الأردن في عام 1993، ومن أهدافه، الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية في مواجهة التعديات المتتالية لسرقة هذا التاريخ، وتمكين المرأة الفلسطينية، خاصة بالمخيمات من الاستقلال المالي لها ولعائلتها والعيش من كسب يدها بكرامة وذلك عبر توفير فرص عمل لها بالمركز بالأردن سواء في قسم التطريز او المطبخ التراثي الفلسطيني، والدعم المالي للعائلات الفلسطينية المتعففة على أرض الوطن وفي الشتات، ودعم التعليم في جامعات فلسطين. ويوظف المركز حالياً ما يقارب 550 امرأة عاملة بالتطريز اليدوي من جميع الفئات العمرية وهذا العدد في ازدياد. ويتم دفع أجور منصفة مقابل الوقت والجهد الذي تتطلبهما هذه المطرزات بالإضافة الى دفع أجور المواصلات من داخل المخيمات الفلسطينية الى المركز في عمان حيث تستغرق الرحلة للوصول قرابة الساعتين. وتمنح الحوافز المادية الإضافية مقابل الأعمال المتقنة. ويخصص ريع المركز كاملاً بعد خصم الأجور والمصروفات لمساندة فلسطينيي الداخل.