ضمن جهودها لتقديم نظرة شاملة للتحولات في المشهدين الاقتصادي والضريبي بالكويت، نظمت «كي بي إم جي» الكويت، ندوتها السنوية حول الضرائب في فندق فورسيزونز الكويت اليوم، حيث قدمت نظرة عامة على مستجدات الأنظمة الضريبية محلياً وإقليمياً وعالمياً، تلتها جلسات نقاشية مستفيضة حول القضايا الضريبية الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن.

وشهدت الندوة حضور نخبة من كبار ممثلي الهيئة العامة للضرائب، وعدد من الشركات والمؤسسات الحكومية بالكويت، ومجالس الأعمال في عدد من الدول منها الصين وإسبانيا.

Ad

في البداية، أعرب رئيس مجلس إدارة كي بي إم جي الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، ومنطقة بحر قزوين، د. رشيد القناعي، عن ترحيبه بضيوف الندوة، مبيناً أن «المخاوف الجيوسياسية أدت إلى تقلبات في أسعار النفط، ما دفع دول المنطقة إلى التفكير في تنويع اقتصاداتها، وبالتالي، باتت هناك حاجة إلى تحسين المنظومات الضريبية كما نشهد اليوم، حيث لجأت العديد من الدول لفرض أنظمة صارمة للضرائب لديها».

وأضاف القناعي أن «التساهل في فرض الضرائب أصبح من الماضي. واليوم، نحن نشهد أنظمة أكثر تطوراً في هذا المجال، وهي تتطلب المزيد من المهنية والكفاءة في تطبيقها أكثر من أي وقت سابق»، مشيراً إلى «أننا لا نشهد ظهور شركات جديدة تقدم عروضاً للحلول الضريبية فحسب، بل نشهد أيضًا نموًا في الكفاءات البشرية، والمهارات لدى العاملين في مختلف المؤسسات المعنية بالضرائب. ومن هذا المنطلق، يبدو واضحاً أن هذه المؤسسات بات عليها الاجتهاد في إدارة مواردها، وتدفقاتها النقدية بأساليب أكثر كفاءة مع الاستعداد لما هو قادم».

ولفت إلى أن المنظومة الضريبية في البلاد تشهد تطوراً تدريجياً، فضلاً عن تطور هيئة الضرائب في توظيف التكنولوجيا لضمان الامتثال الضريبي، موضحاً أن منظومات الضرائب تتغير على الصعيد العالمي، ولذا من الضروري زيادة التركيز على التكنولوجيا والشفافية في هذا المجال على مستوى العالم.

تحول نموذجي

من جهته، تحدث رئيس مجموعة التوجيه الضريبي في كي بي إم جي الشرق الأوسط وجنوب آسيا ومنطقة بحر قزوين، زبير باتيل، عن التحول النموذجي في أنظمة الضرائب وطرق تفعيلها، معقبا: «نحن نرى اليوم انتشار حركة الضرائب المسؤولة التي بدأت في أوروبا على مستوى منطقتنا، بينما في السابق، كانت العقلية السائدة هي أن إدخال ضرائب جديدة سيقلل من حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إلا أننا نرى أن تدفق الاستثمارات الأجنبية زاد بشكل كبير إلى منطقتنا، على الرغم من التغييرات في المشهد الضريبي».

وخلال الندوة، قدمت كي بي إم جي لمحة عامة عن الاقتصاد الكويتي، نظمت ثلاث جلسات حوارية، هي: «مزاولة الأعمال في الكويت» والتفتيش الضريبي ومستجدات هيئة الضرائب الكويتية، إلى جانب «المستجدات الضريبية في المملكة العربية السعودية تسعير المعاملات».

وفي إحدى فعاليات الندوة، قدم جنيد أنصاري، رئيس استراتيجية وبحوث الاستثمار في كامكو إنفست، لمحة عامة عن الاقتصاد، وتحدث عن اتجاهات التضخم، وأداء سوق الأسهم، كما قدم لمحة اقتصادية عن الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي تغطي مختلف القطاعات، وفي مقدمتها: النفط والغاز والعقارات والمصارف.

وأدار أولى جلسات الندوة التي حملت العنوان «ممارسة الأعمال في الكويت»، الشريك في إدارة الضرائب في كي بي إم جي الكويت، فهيم بشير، وشارك فيها كل من المديرة التنفيذية في كي بي إم جي الكويت، حنان طارق، والشريك في المجموعة القانونية الدولية، مينج شو، وأمين عام مجلس الأعمال الإسباني في الكويت، والمدير الإقليمي لتطوير الأعمال في مجموعة ABDG كيفين ديلابلاس هارو. وقد تناول المشاركون التحديات والفرص التي قد تواجهها الشركات خلال عملهم في الكويت، كما ناقشوا كيف تعد الكويت أرضاً للفرص، ووجهة استثمارية للعديد من الشركات الأجنبية، وكذلك كسوق متطور يمتلك آفاق نمو رحبة.

وناقشت الجلسة الحوارية الثانية مستجدات هيئة الضرائب الكويتية، وشارك فيها المديران الرئيسيان في كي بي إم جي الكويت، تشانغفنغ وانغ، وهبة عبدالرحمن، إلى جانب المدير العام والمدير المالي لشركة الخليج للاستشارات قيزار شاكر.

وسلط المشاركون الضوء على كيفية تعامل الشركات في مختلف القطاعات بالكويت مع سياسات وإجراءات الهيئة لتتمكن من مواصلة التزامها بقوانين الضرائب الكويتية. وفي الجلسة الأخيرة، تحدث المشاركون حول أحدث المستجدات الضريبية في المملكة، وأدار الجلسة ستيفان الخوري، المدير التنفيذي الأول في كي بي إم جي السعودية، وشارك فيها راهول دينوديا، مدير أول الضرائب بمجموعة الشايع، وعمر أحمد، مدير أول كي بي إم جي الكويت.