شهدت قضية مناطيد التجسس و«الأجسام الطائرة غير المحددة» (UFO) فصلاً جديداً في الساعات الماضية مع إسقاط الجيش الأميركي، للمرة الثالثة خلال أسبوع، جسماً طائراً فوق بحيرة هورون بعد إسقاطه منطاداً صينياً قالت بكين إنه مخصص لأغراض مدنية، وانحرف عن مساره، بينما تصر واشنطن على أنه تجسسي.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مقاتلة إف-16 بتوجيه من الرئيس جو بايدن، وبناءً على توصيات وزير الدفاع لويد أوستن والقيادة العسكرية، أطلقت صاروخ AIM9x لإسقاط جسم محمول جواً على ارتفاع 20000 قدم تقريباً فوق بحيرة هورون بولاية ميشيغان» حلق بالقرب من مواقع عسكرية حساسة.
وأوضحت «البنتاغون» أن الجسم الذي أسقط مثمن الاضلاع، ويشبه الجسم ذاته الذي اكتشفه الرادار، السبت، فوق ولاية مونتانا، مما تسبب في إغلاق المجال الجوي فترة وجيزة، مبينة أنه لم يشكل خطراً على الطيران المدني فحسب، بل كان أيضا أداة محتملة للتجسس.
كائنات فضائية؟
وخلال إحاطته، أفاد قائد القوات بأميركا الشمالية الجنرال غلين فانهيرك بأنه بعد إرسال طائرات للتحقق من ماهية هذا الجسم، الذي وصف بأنه هيكله ثماني الأضلاع وتتدلى منه أسلاك، تبيّن أنه ليس هناك أي مؤشر على وجود أي تهديد، كما كانت الحال مع الأجسام السابقة.
وقال فانهيرك عندما سئل عما إذا كان من الممكن أن تكون هذه الأجسام كائنات فضائية أو من خارج الأرض «سأدع أجهزة الاستخبارات والاستخبارات المضادة يكتشفان ذلك، لم أستبعد أي شيء في هذه المرحلة».
بدورها، أكدت مساعدة وزير الدفاع ميليسا دالتون إجراء اتصالات مع الصين بشأن المنطاد الأول، الذي عثر على هيكله السفلي قبالة ولاية ساوت كارولينا سليماً وبه معدات مراقبة وغيرها من التقنيات الأخرى المهمة، ولم يكن مخصصاً للأرصاد الجوية.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ شاك شومر، وأقوى ديموقراطي في الكونغرس، إن الجسمين اللذين أسقطتهما المقاتلات الأميركية في الأيام القلائل الماضية كانا منطادين، والحكومة الصينية تعرضت للإذلال بسبب هذه الأحداث.
بكين تتهم
وفي حين امتنع عن التعليق على خبر رصد جسم طائر قبالة الساحل الشرقي، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين أمس «ليس غريباً على الولايات المتحدة دخول أجواء البلدان الأخرى بشكل غير قانوني»، مضيفاً: «منذ العام الماضي وحده، حلّقت المناطيد الأميركية بشكل غير قانوني فوق الصين أكثر من 10 مرّات من دون أي موافقة».
ولدى سؤاله عن الرد على التوغل المفترض، قال وانغ إن بكين تعاملت بشكل «مسؤول وإن كنتم تريدون معرفة المزيد عن المناطيد الأميركية التي تحلّق على علو مرتفع، وتدخل بشكل غير شرعي المجال الجوي الصيني، فعليكم توجيه السؤال للبيت الأبيض».
وكتبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أندريان واتسون، في تغريدة، إن «أي ادعاء بأن الحكومة الأميركية تستخدم مناطيد تجسس فوق جمهورية الصين الشعبية، هو خاطئ». وأضافت أن بكين تحاول «الحد من الأضرار» متّهمةً إياها ب«انتهاك سيادة الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة» من خلال «برنامجها لمناطيد التجسس».
لندن ومانيلا
وبينما توجه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إلى المنطقة الني شهدت إسقاط الجسم الثالث المجهول السبت، قال وزير النقل البريطاني، ريتشارد هولدن، أمس إنه «من الممكن» أن تكون الصين أرسلت مناطيد تجسس عبر المجال الجوي البريطاني، مضيفاً «من الممكن أيضاً، ومن المرجح أن أفكر أن هناك أشخاصاً من الحكومة الصينية يحاولون التصرف كدولة معادية».
وتابع هولدن: «أعتقد أنه يجب أن نكون واقعين بشأن التهديد الذي تشكله تلك الدول للمملكة المتحدة»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء البريطانية «بي أيه ميديا».
الليزر
وبعد أيام من اتفاقها مع الولايات المتحدة على استئناف الدوريات المشتركة في البحر الجنوبي والوصول إلى أربع من قواعدها العسكرية، اتهمت الفلبين أمس، خفر سواحل الصين بتسليط «ضوء ليزر عسكري» على إحدى سفنها أثناء مهمة تناوب وإعادة إمداد في 6 فبراير الجاري، مما تسبب في «عمى مؤقت» لطاقمها.
وأكد خفر سواحل مانيلا أن نظيره الصيني قام بمناورات خطيرة، واقترب على مسافة نحو 140 متراً من سفينته، كما منع أيضاً السفن الفلبينية من الاقتراب من أيونجين شول أثناء مهمة لإعادة الإمداد في أغسطس الماضي. واعتبرت الفلبين أن الحادث ينتهك بوضوح حقوقها السيادية، والعرقلة المتعمدة لسفنها تعد تجاهلاً صارخاً وانتهاكاً واضحاً لحقوقها السيادية.
التوسع العسكري
في غضون ذلك، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، ماتسونو هيروكازو، إن موقف الصين الدبلوماسي وخطواتها العسكرية، تشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، بعدما انتهكت سفينة حربية صينية المياه الإقليمية اليابانية.
وقال هيروكازو: إن المسؤولين اليابانيين سيتخذون كل الإجراءات الممكنة لمراقبة المجال الجوي ومياههم الإقليمية، وأشار إلى أن الصين توسع من أنشطتها، واليابان ستستمر في المراقبة اللصيقة للسفن الصينية التي تدخل المياه الإقليمية لليابان، مشيراً إلى خطوات الصين لتعزيز ترسانتها النووية.
وقال إن الصين تعزز بشكل سريع قدراتها العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والأسلحة النووية، كماً وكيفاً بطريقة لا تتسم بالشفافية. ودعا بكين إلى القيام بدور نشيط في جهود الحد من المعدات العسكرية.
وفي تطور مواز، هدد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أمس، اليابان برد فوري في حال نشرها صواريخ فرط أميركية صوتية على حدودها.
وقال رودينكو: «سنواصل متابعة تطور البناء العسكري الياباني عن كثب، وفي حال ظهور أي تهديدات أمنية محتملة لمناطقنا في الشرق الأقصى فسنتخذ على الفور إجراءات انتقامية، وفقاً للعقيدة الدفاعية الروسية». وذكر رودينكوأن طوكيو قامت في الآونة الأخيرة بتنشيط تحديث قدرتها العسكرية، وزادت «النشاط الخطير» بالقرب من الحدود الروسية، مشيراً إلى أنها تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة والبلدان الأخرى، بالإضافة إلى تجربة أنواع جديدة من الصوارخ والأسلحة الأخرى. وتابع: «بهذا الصدد أعربنا أكثر من مرة عن احتجاجنا الشديد للجانب الياباني عبر القنوات الدبلوماسية».
وتخطط وزارة الدفاع اليابانية لإنشاء وحدتين جديدتين داخل قواتها للدفاع الذاتي ستقومان بإدارة الصواريخ الباليستية فرط الصوتية. وأفادت وكالة «كيودو» بأنه من المخطط نشرها في القواعد العسكرية في جزيرتي هوكايدو وكيوشو بحلول عام 2026. وكتبت صحيفة «ماينيتي»، سابقاً، أن اليابان تدرس إنتاج صواريخ موجهة يصل مداها إلى 3 آلاف كيلومتر ونشرها تدريجياً في المستقبل بمختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك بجزيرة هوكايدو.