قبل حلول الذكرى الأولى للغزو الروسي، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أمس، من أن القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير مما تنتجه الدول الأعضاء في الحلف، مؤكداً أن «هذا الأمر يضع الصناعات الدفاعية تحت الضغط».
وتوقع ستولتنبرغ مناقشة مسألة إمداد أوكرانيا بالطائرات في اجتماع وزراء دفاع دول الحلف اعتباراً من اليوم في بروكسل، موضحاً أن إمداد أوكرانيا بالطائرات في وقت تتعرض للهجوم من روسيا بحاجة إلى دعم عملي عاجل، ولن يجعل الحلف طرفاً في الصراع.
إلى ذلك، بدأت وزارة الدفاع الألمانية أمس تدريب القوات الأوكرانية على استخدام دباباتها القتالية الثقيلة (ليوبارد 2)، مبينة أن «الدورات ستجرى بشكل أساسي في مونستر بولاية ساكسونيا السفلى حتى نهاية مارس المقبل».
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أمس، أن الدنمارك نقلت لها جميع مدافع هاوتزر ذاتية الدفع «سيزار» التي تملكها، في خطوة أكدت السفارة الروسية في كوبنهاغن أنها تورط بشكل متزايد بتصعيد الأعمال العدائية، لكنها لن تغير مسار العملية.
وفي واشنطن، كتب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، على تويتر أمس الأول، أن «حرب الرئيس فلاديمير بوتين لاتزال تمثل فشلاً استراتيجياً في الإطاحة بحكومة أوكرانيا المنتخبة، أو دمجها في روسيا، أو كسر إرادة شعبها».
وقال بلينكن متحدثاً عن بوتين: «لقد خسر معارك كييف وخاركيف وخيرسون، قواته العسكرية تعاني خسائر استراتيجية في ساحة المعركة».
وفي اليوم نفسه، شنّ رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلوسكوني، هجوماً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأمر الذي سرعان ما أثار استياء شريكته في الائتلاف الحكومي رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
ورداً على سؤال عن لقاء عقد الخميس في بروكسل بين مليوني وزيلينسكي، قال برلوسكوني «أنا أتحدث إلى زيلينسكي؟ لو كنت رئيساً للوزراء لما توجهت إلى هناك أبداً، وكان يكفي أن يكف (زيلينسكي) عن مهاجمة الجمهوريتين ذات الحكم الذاتي في دونباس لكي لا يحصل كل ذلك. أنظر تالياً بشكل سلبي جداً إلى سلوك هذا الرجل».
وتصدرت تصريحات برلوسكوني، الصديق القريب من بوتين حين كان في الحكم، النارية مواقع الأخبار، أمس الأول، ما حدا حكومة ميلوني إلى إصدار بيان كررت فيه «دعمها الحازم» لأوكرانيا.
وفيما قال جهاز المخابرات الخارجية الروسي، أمس إنه تلقّى معلومات تفيد بأن الجيش الأميركي يدرب متشددين إسلاميين لمهاجمة أهداف في روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابقة، طالبت سفارة الولايات المتحدة بموسكو للمرة الثانية رعاياها بمغادرة روسيا «فوراً» خشية تعرضهم للاعتقال التعسفي، وأوصت بتجنب السفر إليها «بسبب العواقب غير المتوقعة للغزو العسكري الروسي واسع النطاق وغير المبرر لأوكرانيا»، مؤكدة أن لديها «قدرات محدودة» على تقديم المساعدة لهم.
وعلى الأرض، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن القوات الروسية «عززت على الأرجح التحصينات الدفاعية» على الجبهة الجنوبية في منطقة زابوريجيا، بالإضافة إلى نشر المزيد من الأفراد، مبينة أنه «رغم تركيز العمليات الحالي على وسط دونباس، لاتزال روسيا تشعر بالقلق بشأن حماية أطراف خط الجبهة الممتد».
وأضافت الوزارة أنه في حال اختراق القوات الأوكرانية جبهة زابوريجيا، فإن «الجسر البري» الروسي بين منطقة روستوف الروسية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا سيواجه تحدياً «خطيراً».
وأوضحت الوزارة أن تحقيق أوكرانيا نجاحاً في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا من شأنه أن يشكل تهديداً لهدف روسيا المعلن المتمثل في «تحرير» دونباس، التي تضم لوهانسك ودونيتسك.