الزلزال يحصد 40 ألف قتيل... وخسائر تركيا 84 مليار دولار
• الأمم المتحدة تنقل المساعدات عبر مناطق الحكومة السورية للمعارضة وتتجهز للإيواء
ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال، الذي ضرب طرفي الحدود التركية السورية، الاثنين الماضي، في تركيا وحدها، أمس، إلى 31 ألفاً و643 ضحية، من 29 ألفا و605 ضحايا، وبذلك اقتربت الحصيلة الإجمالية في البلدين من نحو 40 ألفا، باحتساب 5300 ضحية في سورية، التي تعاني من نقص شديد في طواقم الإنقاذ والمعدات، فضلا عن جمع المعلومات بشأن الكارثة التي حلت بمناطق تخضع لسيطرة حكومة دمشق وأخرى للمعارضة المسلحة، في شمال غربي البلاد.
وفي ظل الارتفاع الكبير بأعداد الضحايا، وتوقع أممي بتضاعف الأرقام، أفادت تقارير بأن مسؤولين أتراك يدرسون تمديد إغلاق بورصة إسطنبول إلى ما بعد غد الأربعاء، بعد تعليق عملها عقب الكارثة التي تسببت في تشريد عشرات الآلاف ممن تهدمت منازلهم أو تصدعت جزئيا بسبب الزلزال المدمر، وأغرقت القطاع الطبي والمستشفيات بنحو 100 ألف مصاب.
وعلقت البورصة التداول الأربعاء الماضي، وألغت عمليات تداول في ذلك اليوم، بعدما ضرب الزلزال 10 مدن. وأمس، رفع قطاع الأعمال التركي من تقديراته لحجم الخسائر الناجمة عن الزلزال إلى نحو 84 مليار دولار.
ووفقا لما نقلته وكالة بلومبرغ عن الاتحاد، فإن الخسائر تتوزع على 70.8 مليار دولار خسائر المباني والإنشاءات التي تهدمت نتيجة الزلزال وتوابعه، و10.4 مليارات خسائر اقتصادية مباشرة للاقتصاد، و2.9 مليار خسائر في القوة العاملة، حيث يقطن مناطق الزلزال نحو 13.5 مليون شخص يمثلون نحو 15% من سكان تركيا.
وفي وقت يبدو أن سلطات أنقرة تتجه نحو تأجيل عودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها بعموم البلاد، التي تأثرت وإن بشكل غير مباشر جراء أسوأ كارثة طبيعية في تاريخها المعاصر، أصدرت السلطات التركية أوامر باعتقال 31 شخصا بولاية ملاطية، في إطار قضية المباني المدمرة جراء الزلزال، وأطلق مكتب المدعي العام في ملاطية تحقيقا بشأن الخلل في المباني التي انهارت. وذكرت مصادر أنه من المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الموقوفين في القضية، التي أثارت حالة من الغضب في الأوساط التركية التي شاهدت الشقق المشيدة حديثا وهي تنهار بفعل الزلزال.
في هذه الأثناء، نفى وزير الزراعة والغابات التركي وحيد كريشجي تعرض السدود في مناطق الزلزال جنوبي البلاد لأي أضرار، مشيرا إلى أن المناطق المتأثرة من الزلزال تتضمن 110 سدود و30 بحيرة.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده استقبلت عروض دعم ومساندة من 99 دولة، وإن 91 دولة تعهدت بإرسال آلاف الخيام إلى المناطق المتضررة من الزلزال، وأضاف خلال مؤتمر مشترك مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوشي في أنقرة ان طائرات الشحن التركية ومن بلدان عدة تعمل على نقل المعدات والخيام والمساعدات، وأن 9401 من فرق الإنقاذ الدولية تعمل في تركيا حالياً ويتم التنسيق فيما بينها.
وفي تصريح يدل على حجم الأزمة التي تواجه حكومة حزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات المقررة في مايو المقبل، كشف نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أن 34 ألفاً و717 فرداً من عمال البحث والإنقاذ يواصلون أعمالهم في المناطق المتضررة من الزلزال جنوبي البلاد.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث، أمس، إن مرحلة عمليات الإنقاذ في تركيا وسورية تقترب من نهايتها، مشيرا إلى أن الحاجة الملحة الآن هي «لتوفير الملاجئ والطعام والرعاية النفسية والاجتماعية».
وأضاف غريفيث، خلال زيارة لمدينة حلب السورية، أن الأمم المتحدة ستنقل المساعدات من مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى مناطق المعارضة في الشمال الغربي.