كشفت مصادر سياسية متابعة عن لقاء مطول عقد قبل حوالي أسبوعين بين السفير السعودي في بيروت وليد البخاري والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل، حيث طرحت كل الملفات السياسية العالقة، بما في ذلك استحقاق رئاسة الجمهورية.
وتقول المصادر، إن الخليل أعرب عن استعداد الثنائي الشيعي، الذي يضم حركة أمل وحزب الله للتهدئة مع المملكة وترتيب العلاقة معها، بينما كان الموقف السعودي واضحاً بأن المملكة منفتحة على بري وتنظر إليه بإيجابية، ما يمنحه قدرة على لعب دور أكبر في مجال إبرام أي تسوية في وقت لاحق.
وبحسب المصادر، فإن البخاري أعطى كل الإشارات اللازمة لإظهار أن السعودية غير موافقة على انتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهي ترى أن لبنان يحتاج إلى تسوية من خارج سياق التسويات السابقة وضرورة تقديم صورة جديدة برئيس جديد وحكومة يتمكنان من استعادة ثقة المجتمع الدولي ويشيران إلى السعي الجدّي لإنجاز الإصلاح المطلوب.
في سياق متصل، بدأ الممثلون الدبلوماسيون عن الدول الخمس التي شاركت في اجتماع باريس حول لبنان أي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر جولتهم على المسؤولين اللبنانيين، بغياب البخاري الذي توجه إلى الرياض للتشاور ومثّله المستشار في السفارة في بيروت فارس العامودي.
ينقسم التحرك الدبلوماسي لخماسي باريس إلى قسمين، الأول جولة مشتركة مجتمعين على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لوضعهم في صورة نتائج الاجتماع. وفي القسم الثاني، سيقوم كل السفراء بجولات أحادية باتجاه القوى السياسية التي يرتبط معها بعلاقات جيدة، للبحث في مسار خطة العمل أو خريطة الطريق للوصول إلى تسوية سياسية تنتج رئيساً للجمهورية وحكومة منسجمة معه.
وعلى ضوء نتائج هذا الحرك المزدوج، سيقرر الخماسي اذا كان هناك حاجة لعقد اجتماع جديد في باريس قد يكون على مستوى أعلى.
وتشدد المصادر الدبلوماسية المتابعة على أن اجتماع باريس وضع مساراً لا بد من استكماله للوصول إلى صيغة تسوية. وهذا المسار له وجهان الأول خارجي في إطار المواكبة التي تقوم بها هذه الدول. والثاني داخلي في إطار الحركة التي يفترض أن تشهدها الساحة اللبنانية بين الأفرقاء المختلفين للوصول إلى نقاط مشتركة فيما بينهم. وهنا تقول مصادر دبلوماسية إن أجواء التهدئة بين إيران والسعودية مستمرة، وهناك مساعٍ قائمة بين الجانبين للوصول إلى اتفاق في اليمن يمدد الهدنة ويمنع العودة إلى حالة الحرب والمعارك العسكرية، وهذا لا بد له أن ينعكس على لبنان.
لن تتوقف الحركة الدبلوماسية على الساحة اللبنانية، كما أن الحركة السياسية بين الأفرقاء لن تتوقف، فيما تشير مصادر متابعة أن لا شيء يمنع عقد لقاء بين البخاري وبري في المرحلة المقبلة لهدفين، الأول هو السعي إلى ترتيب العلاقة والثاني هو الاستمرار في التواصل في سبيل الوصول إلى اتفاق على صيغة تسوية تكون توافقية ومرضية لمختلف الأطراف.