شارك المدير العام لمجموعة الخدمات المصرفية الشخصية في بنك الكويت الوطني محمد العثمان الشباب الكويتي خبراته الكبيرة الممتدة على مدار سنوات طويلة، وأبرز التحديات التي واجهته، وأسرار هذا النجاح خلال تلك المسيرة الزاخرة بالعطاء، مؤكدا ضرورة أن يضع الشباب أهدافا لمسيرتهم المهنية بجدول زمني واضح لتحفيزهم على الإنجاز، وأن يركزوا جهودهم على ما يميزهم، والالتزام بالتفكير خارج الصندوق.

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي جمعت العثمان مع مجموعة من الشباب الكويتي حديثي التخرج، ضمن فعاليات برنامج «تمكن»، لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية، والذي يقام للعام الرابع على التوالي، برعاية ودعم استراتيجي من البنك وتنظيم من شركة Creative Confidence.

Ad

وأكد العثمان تفاؤله بزيادة إقبال الشباب الكويتي الطموح على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص، واستعرض تجربته الشخصية في إدارة أكبر فريق عمل في أكبر البنوك ومؤسسات القطاع الخاص بالكويت، موضحا للمشاركين بعض الركائز الأساسية لنجاح فريق العمل، والتي لخصها في مجموعة نقاط تتمحور حول اللامركزية في اتخاذ القرار، وتحمل المدير المسؤولية لرفع الضغوط عن الفريق، وعدم الخوف من الخطأ أو الفشل.

اترك بصمة

وقال العثمان: «منذ بدأت مسيرتي المهنية وأنا اتبع قاعدتين لا أحيد عنهما، بأن أترك بصمة في أي مكان أعمل به، وأن أضع هدفا لتحقيقه وفق جدول زمني واضح، إلى جانب ضرورة التحلي بالطموح والعمل على اكتساب مهارات جديدة كل يوم وبذل مجهود مضاعف حتى أُصبح على قدر المسؤولية».

وعن تحقيقه لتلك الأهداف، ذكر: «أفخر بأني حققت أهدافا وفق الجدول الزمني الذي وضعته، والأهم أن ذلك تم في «الوطني» حيث لا ترقية إلا وفق الإنجاز والتفوق في العمل»، مشددا على أن العمل في بنك الكويت الوطني أفسح له المجال لتحقيق أهدافه بفضل ما يوفره البنك من عوامل تعزز النجاح والإبداع.

نقطة تحول

وقدم العثمان مثالا للحاضرين عن أثر التعلم والتدريب المستمر في تطور المسيرة المهنية عند التحاقه بالدراسة في جامعتي هارفارد وكولومبيا للأعمال، حيث قال: «كانت نقطة تحول رئيسية في حياتي المهنية، وساهمت في صقل العديد من مهاراتي، وهو ما انعكس على أدائي، وكان له أثر كبير في تطور مساري الوظيفي».

وطالب المتدربين ببذل المزيد من الجهد، وأن يجعلوا طموحهم بلا سقف، وضرورة الاستفادة القصوى من كل البرامج التدريبية المميزة، وخاصة في بداية المسار الوظيفي، بما يساهم في رفع كفاءتهم وصقل مهاراتهم بالمعرفة، وبما يساعدهم على اتخاذ قرارات صائبة مستقبلا.

كلمة السر

وأكد العثمان أن فريق العمل هو كلمة السر، وطالما كان هناك تفاهم بين أعضاء الفريق أصبح النجاح مضمونا، فكل موظف لديه قدرات مختلفة، وتكامل تلك المهارات يصنع الفارق ويعزز القدرة على التطوير والابتكار.

ولفت إلى أن المدير الناجح هو من يسعى لتطوير فريقه ويحفزهم على الإبداع والابتكار وترك مساحة كبيرة لطرح حلول جديدة وأفكار مبتكرة وتوفير الدعم والثقة اللازمة وإزالة حاجز الخوف من الخطأ وتحمل المسؤولية، وأن يكون نموذجا لبقية فريق العمل في الالتزام.

وأضاف: «دائما ما أقول لفريق العمل معي في البنك: النجاح لكم... والفشل لي، ما يرفع عنهم الضغوط ويفتح الباب للابتكار»، مشددا على أن العدل في المعاملة بين الموظفين ركيزة أساسية للنجاح، فلا يمكن مقارنة الموظف المجتهد والمبادر باستمرار والحريص على إنجاز كل مهامه بموظف آخر لا يطور من نفسه ولا ينجز أعماله معتمدا على بقية أعضاء الفريق.

جيل غير

وفي رده على سؤال بشأن مشاركة الشباب الكويتي في القطاع الخاص، قال العثمان: «متفائل بالزيادة الكبيرة في إقبال الشباب الكويتي الطموح على الالتحاق بالقطاع الخاص، وبدورنا في الوطني نعمل على استقطاب المواهب والكوادر الوطنية للعمل في أكبر مؤسسة مصرفية بالقطاع الخاص».

وأضاف: «دعم الشباب ركيزة أساسية في استراتيجية بنك الكويت الوطني، حيث نحرص دائما على استقطاب الكفاءات الوطنية وتقديم سلسلة من الدورات التدريبية والبرامج الأكاديمية المحترفة لتطويرهم وصقل مهاراتهم وتأهيلهم لتبوؤ المناصب القيادية في المستقبل».

منافسة محتدمة

وأشار العثمان إلى أن الشباب يمثلون القاعدة الأكبر بين الكويتيين، ما يعني ازدياد حدة المنافسة على الفرص الوظيفية المتاحة في المستقبل، الأمر الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد والتسلح بما يعزز فرص الحصول على الوظيفة المناسبة.

ونصح الشباب بضرورة تطوير الذات والعمل على اكتساب مهارات جديدة والاستفادة القصوى من باقي أعضاء فريق العمل والدورات التدريبية التي يتلقونها والسؤال باستمرار عن كل شيء حتى إن كان خارج المهام الوظيفية، مؤكدا أن الالتحاق بالوظيفة ليس نهاية المطاف بل بداية مسيرة مليئة بالتعليم والتدريب وبذل الجهد المضاعف لتحقيق النجاح.

طفرة رقمية

وعن الطفرة الرقمية التي شهدها بنك الكويت الوطني في السنوات الأخيرة ذكر العثمان: «ما نحصده اليوم ثمار سنوات طويلة من العمل واستراتيجيات ناجحة رسخت تفوقنا في تقديم الخدمات الرقمية وحلول الدفع الأكثر تطورا».

ونصح المشاركين قائلا: «التكنولوجيا تحدد اليوم مسار الوظائف، وعليكم تطوير أنفسكم باستمرار في مجالات العمل المرتبطة بذلك، مثل البرمجة وتحليل البيانات وغيرها، لأن المنافسة في السوق تزداد يوما بعد يوم».

وختم: «إطلاق بنك وياي برهن على استراتيجيتنا المتعلقة بمواكبة التكنولوجيا المصرفية المتطورة، واهتمام البنك بالشباب وتوفير كل ما يحتاجونه من خدمات مصرفية مبتكرة لتحقيق طموحاتهم وفتح آفاق واسعة لمستقبلهم».