عكف وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي أمس على دراسة وثيقة سرية للمشاركة بالصراعات خارج دوله، بالإضافة لمناقشة سبل تسريع إنتاج وإرسال الأسلحة والذخائر لأوكرانيا وتجديد مخزوناتها، لتمكينها من مقاومة الغزو الروسي.
وأفادت «بلومبرغ» بأن وزراء الدفاع الغربيين يعملون على تطوير خطة للانخراط في عدة صراعات متزامنة، بدول تقع خارج نطاق صلاحيات حلف الناتو ومسؤولياته.
وأوضحت الصحيفة أن وزراء دفاع «الناتو» سيوقعون «وثيقة سرية» خلال اجتماعاتهم، المستمرة لليوم في القاعدة الأميركية بألمانيا وفي بروكسل، «ستتضمن خطط عمل مدروسة، في حالة مشاركة دول الحلف بصراعات محتدمة، تستند لالتزامات الدفاع المشترك، بموجب المادة 5 من ميثاق المنظمة، وكذلك في حال انخراطهم في صراعات تقع في مناطق خارج مسؤوليات الحلف».
في المقابل، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن حلف الناتو يؤكد يومياً عداءه لروسيا ويسعى جاهدا للانخراط في النزاع الأوكراني بشكل متزايد.
وقال بيسكوف: «الناتو منظمة عدائية لنا، وتؤكد عداءها يوما بعد يوم وتحاول بكل ما في وسعها أن تجعل مشاركتها في الصراع حول أوكرانيا واضحة قدر الإمكان، وبالطبع، هذا يتطلب اتخاذ بعض الاحتياطات».
وقبل اجتماع «مجموعة رامشتاين»، التي شكّلتها الولايات المتحدة من 50 دولة، شدد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ على أن «أوكرانيا تحتاج الآن دعماً برياً على وجه السرعة وما هو أولوي وملح يتمثّل في تزويدها بالأسلحة الموعودة بها مثل المدفعية والعربات المدرّعة والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي والالتزامات الأخرى للحفاظ على قدرتها الدفاعية وكسب هذه الحرب»، مشيراً إلى أنّ «الطائرات المقاتلة ليست القضية الأكثر إلحاحاً، لكن النقاش جار بشأنها» وقد تطور خلال الأشهر الماضية.
وقال ستولتنبرغ: «لا نرى أي إشارات إلى استعداد الرئيس فلاديمير بوتين للسلام، بل العكس يستعد لمزيد من الحرب، ولاعتداءات جديدة، وهجمات جديدة»، مضيفاً: «نرى كيف يرسلون مزيدا من القوات والأسلحة والقدرات ذلك بداية هجوم جديد».
واعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن «الناتو» يجب ألا يوفر الأسلحة فحسب لأوكرانيا، وإنما المساعدة العسكرية المتكاملة، لافتاً إلى أن تحالف توريد دبابات «ليوبارد» بات يضم الآن 8 دول هي ألمانيا والدنمارك وإسبانيا وكندا وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال.
وقال أوستن، خلال لقائه مع نظرائه في القاعدة الأميركية بألمانيا، «هدفنا ليس فقط نقل المعدات، وإنما توفير القدرات على المدى الطويل. وسنواصل الحديث عن دمج وتنسيق دعمنا حتى يكون لدى أوكرانيا الوسائل اللازمة للقتال. وسنستمر في الحديث عن تكامل ومزامنة دعمنا، وسنناقش مبادرات التصنيع لدعم مساعدتنا لها على المدى الطويل».
وأعلن أوستن أن الولايات المتحدة ستزود مع بولندا والتشيك أوكرانيا بدبابات إضافية إلى جانب المرسلة بالفعل، كما ستقوم مع ألمانيا وهولندا بمنحها أنظمة «باتريوت» وفرنسا وإيطاليا بأنظمة «سامب تي»، مؤكداً أن «عدة دول أخرى» تعمل على توريد الذخيرة، لمساعدتها «على شن هجوم مضاد في الربيع».
بدوره، وقع وزير الدفاع الألماني بوريس بستوريوس مع شركة صناعة الأسلحة (رايتميتال) عقوداً لشراء ذخيرة للمدرعات القتالية (جيبارد) التي منحت لأوكرانيا لاستخدامها في مواجهة المسيرات الروسية.
وعلى الأرض، ألقت روسيا بثقلها للسيطرة على مدينة باخموت، التي تعد هدفا رئيسيا لبوتين ومن شأن الاستيلاء عليها أن يمنحه موطئ قدم جديداً في منطقة دونيتسك وانتصاراً نادراً بعد عدة أشهر من الانتكاسات.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته صدت على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية هجمات روسية في أحد التجمعات السكنية بمنطقة خاركيف، ونحو خمسة تجمعات في منطقة لوجانسك، وستة في منطقة دونيتسك، بما في ذلك مدينة باخموت.
ووفق وزارة الدفاع البريطانية فإن الهجوم على باخموت يقوده مرتزقة «فاغنر»، مشيرة إلى أنهم حققوا خلال الأيام الثلاثة الماضية انتصارات محدودة في الضواحي الشمالية.
وأفادت صحيفة «تلغراف» عن ضربة بصاروخ هيمارس الأميركي دمرت قيادة كتيبة انفصالية موالية لروسيا بالقرب من بلدة فوليدار المشهورة بتعدين الفحم على بعد 100 ميل جنوب غربي باخموت.
من جهة ثانية، أدرج الاتحاد الأوروبي أمس روسيا على قائمته السوداء للملاذات الضريبية، في تدبير رمزي إلى حدّ بعيد، إذ إن موسكو تخضع أصلًا لعقوبات اقتصادية على خلفية غزوها لأوكرانيا.
في غضون ذلك، رفضت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اتهام رئيسة مولدوفا مايا ساندو للكرملين بالتخطيط للانقلاب عليها وإعادة فرض نفوذها على الجمهورية السوفيتية السابقة والإطاحة بحكومتها عبر التحريض وإثارة الشغب والعنف ومهاجمة المؤسسات تحت ستار الاحتجاجات.