شكراً لكم (الكلام لأهل السلطة) على إنجازاتكم العظيمة «كفيتم ووفيتم» نحو تحقيق حلمنا وأمل أجيالنا حين قفزتم بالدولة تلك القفزات الكبيرة نحو تحقيق خطة «كويت 2035»، لم ننتظر حتى تطل علينا هذه السنة الموعودة، فببركتكم وحصافة إدارتكم حققتم المستحيل في القفزة الكبرى نحو التنمية المستدامة، لم يبق غير القليل حتى يكتمل حلم 2035، ما شاء الله علينا، الوظائف والمساكن والشوارع ومصادر الدخل المنتجة غير حنفية النفط أصبحت أمراً واقعاً، لا خوف أبداً من الغد.
الحريات المدنية والسياسية عندنا أضحت مثار غيرة دول مثل الدنمارك والنرويج، فلا تشريعات ولا أحكام تُلقي بالأفراد في عتمة السجون سنوات ممتدة لكلمات سارحة في «توتير»... ولا مكان للقلق من القادم بعد أن أصبح حكم القانون ومعايير العدالة هي الرائدة في جل معاملات السلطة مع الناس، لم نعد نعرف وزيراً أو مسؤولاً كبيراً أو صغيراً تم اختياره عشوائياً ومن الجماعة الذين نعرفهم وتعرفونهم جيداً، قانون الجدارة والكفاءة، ويا سبحان الله، أصبح السائد اليوم، ولم لا... فنحن على قمة الهرم العالمي في التعليم والثقافة والإنجاز والإنتاج وفي بناء المولات وفي أطول عمارة وأطول «بشت» وأطول كرين كاميرا يصور الوزير وهو يتفقد أحوال الرعية ويسهر على الأمن والأمان.
ينقصنا أمر بسيط ويكتمل الفردوس الخليجي عندنا، وهو كما تدركون مأساة المرور، ولا أقصد زحمة الشوارع في بلد به السيارات أكثر من الناس تقريباً (مبالغة ضرورية من أجل سياق المقال) بل حرب الشوارع المستمرة، هناك أوغاد كثيرون يتصورون أن الشوارع ملكية خاصة لهم ورثوها عن آبائهم المجاهدين، فمضايقة «بولينغ بالإنكليزية» الآخرين بالاستعراضات، واللامبالاة بالقيادة الجنونية، وتعريض حياة الآخرين للخطر هو مذهبهم ومسلكهم. ربما هؤلاء الشباب غير المبالين يعانون من الملل، أو ربما كان عنفهم في القيادة سببه إحباط اجتماعي، أو ربما غياب رقابة شرطة المرور لقلة الأفراد والدوريات فيها والاتكال على الكاميرا لصيد المخالفات هو السبب، لا نعرف، فأنتم أبخص كالعادة.
ليتكم تعلنون حالة الطوارئ والأحكام العرفية في شوارعنا المحفرة بالخيبات والفساد وبدلاً من تغييب الضابط النشيط عبدالفتاح العلي انشروا مئة ألف من عينة عبدالفتاح بكل شارع بكل حارة «زنقة زنقة»، بلغة الفقيد القذافي، لعلهم يخلصون البلد من إجرام الشوارع، عندها سنصفق لكم، فقد حققتم كامل الحلم ل «كويت 2035». خلصونا من هذه المأساة وعندها سننشد لكم «كامل الأوصاف تلفني».