الأسد يرحب بأي موقف إيجابي من الدول العربية
• الصفدي يبحث في دمشق حلاً سياسياً للأزمة السورية
• الجيش الأميركي يُسقط «درون» إيرانية
في واحدة من أبرز المفاعيل السياسية للزلزال المدمر الذي ضرب طرفي الحدود التركية - السورية منذ 10 أيام وأوقع عشرات آلاف القتلى والجرحى وشرد مئات الآلاف في البلدين، أجرى وزير الخارجية الأردني نائب رئيس الوزراء أيمن الصفدي زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول حكومي أردني إلى دمشق منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، والتقى الرئيس بشار الأسد للتعبير عن التضامن مع البلد العربي المتاخم للمملكة الهاشمية.
وأكد الصفدي، أن زيارته إلى دمشق كانت محطة لبحث العلاقات الثنائية بين الأردن وسورية وبحث الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي ينهي الأزمة وينهي كارثة الزلزال، و«يحفظ وحدة سورية وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها».
وقال الصفدي، في تصريحات لقناة «المملكة» الأردنية نشرتها على موقعها الإلكتروني، إنه بحث خلال زيارته دمشق ولقائه الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، الجهود المبذولة لتهيئة الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين ويخلص سورية من الإرهاب الذي «يشكل خطراً علينا جميعاً».
وتابع الصفدي: «نحن الآن في لحظة إنسانية صعبة، وهي لحظة إنسانية يعاني الأشقاء من الشعب السوري الشقيق من نتائجها الكارثية».
وأضاف «رسالتنا واضحة أننا نقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في تقديم كل ما نستطيعه في تجاوز هذه الأزمة ونأمل أن القادم سيشهد في الأيام المقبلة، وستشهد المزيد من المساعدات التي أمر الملك عبدالله الثاني بإرسالها».
وعقب اللقاء قال الصفدي في لقاء مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد، إنه يأمل أن تكون زيارته للرئيس الأسد «محطة للتوصل إلى حل للأزمة السورية».
وكرر الوزير الأردني القول: «نحن في لحظة إنسانية يعاني فيها الشعب السوري ورسالتنا الوقوف إلى جانبه»، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من المساعدات الأردنية إلى سورية.
وشدد على أن عمان حريصة بقيادة الملك عبدالله الثاني على تقديم كل المساعدات إلى دمشق والوقوف معها في هذا المصاب الجلل.
من ناحيته، رحّب الأسد خلال اللقاء بأي «موقف إيجابي» يصدر من الدول العربية. وقال الأسد، وفق ما نقلت حسابات الرئاسة، إن «الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه خصوصاً من الأشقاء العرب»، مشدداً على «أهمية التعاون الثنائي بين سورية والأردن».من جهته، أعرب الوزير السوري عن تقدير بلاده عالياً لزيارة الصفدي «لأنها تأتي في الوقت المناسب بعد الزلزال» الذي ضرب عدة مناطق، تخضع بعضها للمعارضة المسلحة، محافظات بينها إدلب وحماة والحلب واللاذقية. ووصف المقداد كلمات التعزية التي وجهها الملك عبدالله إلى الأسد بأنها «بلسم لجراح السوريين»، معتبراً أن الزيارة «ترجمت عواطف القيادة الأردنية والشعب الأردني وأحدثت أثراً خاصاً في أنفس كل السوريين قيادة وشعباً». وتابع: «نقول إننا لا نتمنى للشعب الأردني إلا كل السعادة والرفاه وألا يمروا بمثل هذه الكوارث لأن آلامنا واحدة ومشاعرنا واحدة وأفراحنا واحدة».
ولاحقاً، غادر الصفدي باتجاه تركيا لنقل تعازي عمان إلى المسؤوليين الأتراك ومتابعة المساعدات التي أرسلتها المملكة لإغاثة المنكوبين.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الأردنية إرسال طائرتي مساعدات إلى تركيا وسورية، مشيرة إلى أن المساعدات مستمرة في الوصول إلى سورية عبر الطرق البرية.
وزيارة الصفدي هي أحدث حلقة من التقارب بين دمشق والعواصم العربية التي بادرت إلى تجاوز العقوبات السياسية المفروضة عليها بهدف إغاثة منكوبي الزلزال الذي يوصف بأنه تسبب بأكبر كارثة في المنطقة منذ 100 عام. وتمثل الخطوة الأردنية دفعاً باتجاه استئناف التعاون على مختلف المسارات في ظل تعاون تجاري محدود وتنسيق أمني لضبط الحدود بين البلد، بوساطة روسية، بهدف منع عمليات تهريب تتهم عمان فصائل موالية لإيران بالتورط فيها بهدف زعزعة استقرار المملكة.
مساعدات عربية
في هذه الأثناء، وجه الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم مبلغ إضافي بقيمة 50 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في سورية، فيما وصلت طائرة إغاثية سعودية على متنها 35 طناً من المساعدات إلى مطار حلب وأخرى إلى مطار غازي عنتاب على متنها 90 طناً من السلال الغذائية، والمواد الطبية ضمن الجسر الإغاثي الذي يسيّره مركز الملك سلمان لمساعدة متضرري الزلزال في البلدين.
إسقاط مسيرة
إلى ذلك، أكد الجيش الأميركي، أمس، أنه أسقط طائرة بدون طيار إيرانية الصنع كانت تحلق فوق قاعدة تضم جنوداً أميركيين في شمال شرق سورية أمس الأول.
وقالت القيادة الوسطى الأميركية عبر «تويتر» إن الطائرة المسيرة كانت تحاول إجراء استطلاع لقاعدة دوريات في المنطقة التي يوجد بها ما يقرب من 900 جندي أميركي يعملون إلى جانب قوات «سورية الديمقراطية» التي يقودها الأكراد.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن تحليق الطائرة المسيرة «الدرون»، لكن القواعد التي تأوي القوات الأميركية تتعرض من حين لآخر لإطلاق صواريخ أو هجمات بقذائف الهاون، حيث تتمركز ميليشيات مدعومة من إيران في أماكن قريبة، وكذلك الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» الذي هُزِم في سورية في مارس 2019.
استغلال «داعش»
من جانب آخر، أعلن «المرصد السوري» المعارض، أمس، أن تنظيم «داعش» أعدم 12 مختطفاً، وعنصرا من قوات الحكومة، فيما لا يزال مصير 63 آخرين مجهولاً، في بادية تدمر.
وقال المرصد، إن هؤلاء «جرى اختطافهم أثناء جمع الفقع في بادية تدمر ضمن بادية حمص الشرقية ومضى على اختطافهم نحو 5 أيام».
«داعش» يعدم 12 مختطفاً بينهم امرأة في بادية الشام
وأضاف أن المختطفين «بينهم امرأة وغالبيتهم العظمى من عمال جمع الفقع، إذ كانوا يقومون بعمليات الجمع والبحث». ولفت إلى أن «ذلك يأتي في ظل استغلال خلايا التنظيم انشغال المجتمع الدولي والعالم بكارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا».