وقال المصدر إن شدة الانفجارات كانت كبيرة لدرجة أن سكان بعض المنازل في كرمان خرجوا من منازلهم معتقدين أن المدينة تتعرض لزلزال، في حين ذكرت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء شبه الرسمية الإيرانية أن دوي ضوضاء عالية أعقبه اهتزاز مبانٍ لم يعرف سببها بعدُ، سُمع في كرمان، مشيرة إلى عدم تسجيل أي زلازل في المنطقة.
وقال المصدر إن «الحرس» والأجهزة الأمنية حاصرا المكان على الفور ومنعا اقتراب الناس أو الصحافيين حتى أن محافظ كرمان محمد مهدي فداكار مُنع من زيارة مكان التفجيرات، قبل أن يُطلب منه إصدار بيان بأن الجيش يقوم بتفجير ذخائر منتهية الصلاحية.
وأضاف أن المحافظ رفض في البداية إصدار البيان، مشيراً إلى أنه في العادة يصدر هذا النوع من البيانات قبل التفجيرات لتنبيه الناس وتحذيرهم، إلا أنه عاد وأصدره بعد تلقيه اتصالاً من وزير الداخلية أحمد وحيدي تضمن تهديدات بإقالته.
وأوضح أنه لم يتبين بعدُ إذا كان استهداف هذا المخزن اللوجيستي تم بطائرات مسيرة أو تفجير عبوة ناسفة، مذكراً بأنه بعد عملية أصفهان التي استهدفت مصنع سلاح حذرت الأجهزة الأمنية من إمكانية استهداف مواقع عسكرية أخرى لأن بعض المنفذين الذين استخدموا طائرات مسيرة أُطلقت من داخل البلاد تمكنوا من الفرار، فيما أكد محافظ كرمان أن التفجيرات كانت بسبب إتلاف بعض الأسلحة المنتهية الصلاحية من قبل الجيش الإيراني.
وقام مجتبى أسد زادة، مدير العلاقات العامة في مديرية محافظة طهران، بالاتصال بعدد من وسائل الإعلام التي كانت نشرت خبر الانفجارات وطلب منها نشر تصريحات نقلاً عنه بأن السبب هو إتلاف أسلحة منتهية الصلاحية من قبل الجيش، نافياً أن تكون التفجيرات مرتبطة بالحرس.
جاء ذلك بينما سجل الدولار الأميركي أعلى رقم قياسي له في تاريخ إيران ووصل إلى ما فوق ال 47500 تومان إيراني في الأسواق بين الصرافين، رغم سفر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس المصرف المركزي الإيراني محمد رضا فرزين إلى بكين وتعميم أنباء في وسائل الإعلام بأنهما سيعودان بعقود تزيد على 400 مليار دولار بالعملة الصعبة من الصين.
ولم تفلح سياسات المصرف الإيراني بضخ العملة الصعبة والذهب بالأسواق في كبح سرعة تهاوي سعر العملة الإيرانية، إذ وصل سعر تبادل العملة الصعبة في الأسواق السوداء إلى ما يزيد على 49 ألف تومان.
وحسبما أكد مصدر في المصرف، ضخ الأخير أكثر من خمسين مليون دولار بتسعيرة 45500 تومان للدولار الواحد عبر المصارف والصرافين في محاولة لوقف سقوط سعر العملة في إيران، ولكن هذه الخطوة لم تفلح أيضاً، وابتلعت الأسواق تلك العملة خلال أقل من نصف ساعة.