اللبنانيون يحرقون المصارف

مخاوف جدية من تحركات شعبية خارجة عن السيطرة وتوصيات أمنية تؤجل احتجاجات مطلبية
• انهيار خرافي لليرة وواشنطن تهز العصا لحاكم «المركزي» مع تهديد بمعاقبة 8 بنوك
• نصرالله يتهم الأميركيين و«جماعتهم» بأخذ البلد إلى الفوضى ويهدد بما لا يخطر على البال

نشر في 17-02-2023
آخر تحديث 16-02-2023 | 21:08

تحرك الشارع اللبناني، أمس، مجدداً مع اقتراب البلاد من الانفجار تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والسياسية والضغط الداخلي والخارجي بالتزامن مع تسريب أنباء عن تلويح أميركي بفرض عقوبات على رياض سلامة حاكم المصرف المركزي بسبب اكتشاف علاقة مالية بينه وبين «حزب الله».

وأقدم محتجون بمحلة بدارو في بيروت على حرق واجهات للمصارف، وهاجم آخرون منزل رئيس جمعية المصارف سليم سفير في سن الفيل، كما شهدت مناطق لبنانية مختلفة سلسلة تحركات؛ احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار.

ورغم أن الشارع كان يتحرك سابقاً وسرعان ما يهدأ، فإن التخوف أصبح جدياً من انفجار خارج عن السيطرة، وسط انهيار خرافي لليرة مقابل الدولار بعد أن وصل سعر الدولار الواحد إلى 80 ألف ليرة.

وكان يفترض أن ينفذ الاتحاد العمالي العام ونقابة السائقين العموميين تحركات احتجاجية وتظاهرات في مختلف المناطق أمس، لكنهم تراجعوا بعد لقاء مع وزير الداخلية والبلديات الذي وضع بين أيديهم معطيات أمنية حول احتمال دخول طابور خامس على الخط وانفجار الوضع بشكل قد لا يكون أحد قادراً على ضبطه.

وتشير هذه المعلومات إلى تقارير أمنية تفيد بأن الشارع قابل للانفجار في أي لحظة، أو احتمال استغلال جهات معينة للغضبات الشعبية وأخذ التحركات في سياقات ذات بعد أمني. وهناك من وضع تحركات الشارع في إطار الضغط على القوى السياسية لإجبارها على الذهاب إلى عقد تسوية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما ربطها آخرون بتسريب الأنباء عن سلامة.



وجرى سريعاً نفي خبر تهديد سلامة بالعقوبات والإشارة إلى أنه يندرج في إطار الشائعات، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن التسريب كان مقصوداً والهدف منه هو «هز عصا» أميركية لحاكم مصرف لبنان.

وقالت المصادر إن هذا التلويح يتزامن مع تهديدات أميركية بمعاقبة 8 مصارف لبنانية أيضاً، مضيفة أنه لا يمكن قراءة هذا التطور إلا من خلال مسار متكامل من ثلاث محطات: الأولى تمثلت بالضغط على المصرف المركزي لوقف التعامل بمنصة صيرفة تستفيد منها جهات غير لبنانية إضافة إلى «حزب الله»، و«الثانية» تمثلت في العقوبات الأميركية على شركة سيتكس وصاحبها حسن مقلد مع إشارة واضحة في بيان وزارة الخزانة الأميركية إلى تورط مصرف لبنان.

أما المحطة الثالثة، فهي الحملة على توقيف صرافي السوق السوداء بناء على ضغوط من سلامة، وقد تبين أن معظم الصرافين الموقوفين ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فكأن سلامة أراد أن يوصل من تلك الخطوة براءة ذمة للأميركيين.

وبعد هذه النقاط الثلاث جاء التسريب الأميركي الذي تجزم المصادر بأنه لم يخرج من فراغ. ويأتي كل ذلك وسط تواصل الصراع القضائي مع المصارف من خلال ادعاءات القضاء على عدد من المصارف ومطالبتها برفع السرية المصرفية، فيما تتمسك البنوك برفض الالتزام والاستمرار في الإضراب الذي تنفذه.

من ناحيته، قال الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله إنه «في حال كان الأميركيون وجماعتهم يخططون للفوضى وانهيار البلد فأنا أقول لهم أنتم ستخسرون كل شيء في لبنان، وأنتم خططتم لشيء مشابه في الماضي وخسرتم».

وأكد أنه «إذا كنتم تتصورون بيئة المقاومة التي تستهدفونها من خلال الفوضى يمكن أن يدفعها إلى التخلي عن خيار المقاومة وعن موقفها فأنتم واهمون، وإذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فستخسرون فيه، وعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة، وعندما تمتد مؤامراتكم إلى اليد التي تؤلمنا وهي ناسنا سنمد يدنا إلى اليد التي تؤلمكم وهي إسرائيل، ولا يتصور أحد أننا سنجلس ونتفرج على الانهيار والفوضى، فهو واهم، وعليهم أن يتوقعوا منا ما لا يخطر على البال... وإن غداً لناظره قريب».



back to top