شوشرة: عودة ولكن بأزمة!
مع استعدادنا لاستقبال الاحتفالات الوطنية لاتزال حالة الترقب والمتابعة تسيطر على الجميع بانتظار ولادة الحكومة الجديدة، وما ستسفر عنه من علاقة بين السلطتين خلال المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى إذابة الجليد وتصفية الأجواء ومنع التدخلات التي ساهمت في إعاقة التعاون وعرقلة آلية العمل المخطط لها وفقاً لتعهدات الطرفين في البداية.
فتشنج كلا الطرفين حول بعض الأمور الخلافية جعل التفاؤل يتلاشى لدى الذين كانوا يأملون أن يحقق دور الانعقاد الإنجازات، ويلبي المطالب الشعبية، ويتجاوز مخلفات الماضي الحاضرة بآثارها في تعطيل المشاريع التنموية وغيرها.
والسؤال الذي يطرح نفسه في حال تشكلت الحكومة مع تمسك النواب بمطالبهم الشعبية: هل سيتكرر سيناريو الاستقالة أم أننا سنعود إلى المربع الأول، لأن التعاون مفقود والاتفاق شبه غائب مع تعنت الطرفين ووجود من يساهم في خلق التوتر والتأزيم بينهما، فضلا عمن يدس السم بالعسل لمنع أي تفاهم بينهما؟
إن انتظار التشكيل الوزاري يجب أن يسبقه تفتيت الترسبات والاتفاق على الملفات، حتى لا تجد السلطتان مستقبلا نفسهما أمام أزمة جديدة وصداع وصراع وتصعيد وتهديد، فقد سئمنا رؤية مشاهد مكررة ولم تطرح جديداً، أو تجعل المتابع أكثر انتباها وانجذابا؟
هل سنبقى ندور في حلقة مفرغة شعارها عناوين نكررها وكلمات نرددها وتصريحات يتسابق الجميع عليها، في حين لانزال مكانك راوح، ولم نتقدم خطوة نحو الأمام طالما هناك من يحسدنا على أي خطوات إيجابية أو إنجاز، أو أي مطلب شعبي ينفس عن حالة الشارع الذي يعاني الأمرّين بسبب التوتر والقلق ومتابعة ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة من تطورات، فضلا عن أنه أصبح في حيرة من أمره بسبب الصدمات المتوالية من علاقة الحكومة بالمجلس؟
في كل انتخابات نيابية تصبح المسؤولية مضاعفة على الناخب وتحميله نتائجها، رغم أنه أدى الأمانة ووجه الرسالة بوضوح بعد نتائج انتخابية يفترض أن تلبي الطموح، فمن يحاسب من أحبطوا آماله وأفسدوا فرحته؟ ولماذا تتحول أي قضية إلى قنبلة موقوتة بين السلطتين؟ هل هذه هي الديموقراطية؟ وما دور السلطتين في قبة عبدالله السالم؟ وهل أصبح دور المجلس صورياً؟
الوضع الذي كانت نتائجه شواطئ متلاطمة وأعاصير تنتقل بنا من دوامة إلى أخرى باتت دراسته أمراً مطلوباً، لعلنا نجد انفراجة غير متوقعة وابتسامة تستقر على شفاهنا بعد الجفاف الذي نعانيه.
آخر السطر:
مع كل هبة ريح تتطاير الأوراق وتتبعثر الآمال وتفسد أخلاق بعضهم بحجج واهية وأوهام وأحلام لأننا لانزال نسير عكس الاتجاه.