اختتم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى الصين، بحصيلة متواضعة مقارنة بما روجته وسائل إعلام إيرانية عن أن الجولة ستنتهي بصفقات مالية وتجارية ضخمة تساهم في انتعاش الاقتصاد الإيراني المتعثر.

وفي بيان مشترك، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيسي أمس، إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من اتفاق دولي متعثر يتعلق ببرنامجها النووي.

Ad

وأضاف البيان أن شي قبل دعوة من رئيسي لزيارة طهران، وسيقوم بالزيارة في الوقت الملائم له. وزيارة شي الأخيرة إلى إيران كانت في عام 2016 في إطار جولة في منطقة الشرق الأوسط.

ودعا الزعيمان في البيان إلى تطبيق اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، الذي اتفقت طهران بموجبه مع عدة دول منها الولايات المتحدة على تقييد برنامجها للأسلحة النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وقال شي ورئيسي «يتعين رفع كل العقوبات ذات الصلة بشكل كامل وبطريقة يمكن التحقق منها من أجل الدفع نحو التطبيق الكامل والفعال (للاتفاق)»، مؤكدين أن رفع العقوبات وضمان المنافع الاقتصادية لإيران عناصر مهمة في الاتفاق.

ويوم الثلاثاء أبلغ شي رئيسي أن بكين «ستشارك على نحو بناء» في المحادثات لاستئناف المفاوضات المتعلقة بتطبيق الاتفاق، وعبر في الوقت نفسه عن دعمه لإيران في الحفاظ على حقوقها ومصالحها.

وذكر الزعيمان أن «الصين تعارض بشدة تدخل قوى خارجية في الشؤون الداخلية لإيران وتقويض أمنها واستقرارها». ووضع الرئيسان أيضاً عدة مبادرات تشمل تعزيز التجارة الإلكترونية والزراعة.

ويأتي إظهار التعاون على النقيض من غضب إيراني في ديسمبر بسبب بيان أصدرته الصين ودول الخليج خلال زيارة لشي إلى السعودية.

وناشد مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالحل السلمي لقضية الثلاث جزر التي تحكمها إيران التي تقول الإمارات العربية المتحدة إنها جزء من أراضيها. كما وصف بيان مشترك بعض أنشطة إيران الإقليمية بأنها مزعزعة للاستقرار. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الصيني رداً على ذلك وعبرت عن «استيائها الشديد» من البيان.

وتربط بكين وطهران علاقات اقتصادية قوية، ووقعتا في عام 2021 «اتفاقية للتعاون الاستراتيجي» مدتها 25 عاماً، إلا أن تطبيق الاتفاقية يواجه مشاكل وسط تشكك بين الطرفين.

وأشارت مؤسسة «بورصة آند بازار» ومقرها لندن في مقال نشر على موقعها إلى أنه منذ أن تولت إدارة رئيسي الحكم في 2021، استثمرت الصين 185 مليون دولار فقط في 25 مشروعاً في إيران.