مساع أميركية وصينية لاحتواء «أزمة المنطاد»

• وزير خارجية الصين يرمم العلاقة مع أوروبا... وهاريس تبحث ملف بكين مع الحلفاء في ميونيخ

نشر في 17-02-2023
آخر تحديث 16-02-2023 | 19:37
متظاهر أميركي يحمل بالونين أمام السفارة الصينية في واشنطن (أ ف ب)
متظاهر أميركي يحمل بالونين أمام السفارة الصينية في واشنطن (أ ف ب)
بعد تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية إسقاط الأولى منطاداً صينياً، تبذُل مساع دبلوماسية لاحتواء الأزمة وتخفيض التوتر، في حين يحضر ملف الصين بقوة في مؤتمر ميونيخ للأمن.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن محادثات بين دبلوماسيين أميركيين وصينيين لترتيب لقاء بين وزيري خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بيلنكن، والصين وانغ يي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن 2023 الذي يفتتح اليوم في مدينة ميونيخ الألمانية، لتجاوز أزمة إسقاط الولايات المتحدة منطاداً صينياً في وقت سابق من الشهر فوق أراضيها قالت إنه مخصص للتجسس، وهو ما نفته بكين. وانعكس السجال توتراً في العلاقات الدبلوماسية بين القوتين العظميين المتنافستين، ودفع بلينكن لإلغاء زيارة نادرة كانت مقرّرة إلى بكين.

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، أمس، إن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع بلاده على حل الخلافات بشأن المنطاد، مشدداً على أن «الدخول غير المقصود للمنطاد المدني الصيني هو حدث غير متوقع وفردي»، مضيفاً أنه «لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعو إلى التواصل والحوار من جهة بينما تزيد من حدة الخلافات وتصعيد الأزمات من جهة أخرى».

وذكرت الخارجية الصينية أن بكين تشعر بالقلق، وتعارض بشدة اعتبار وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي لها أن ذلك تهديد.

ويسود القلق في الولايات المتّحدة منذ رُصد منطاد صيني أبيض كبير يحلّق فوق عدد من المواقع النووية السرية. وأسقطت مقاتلة أميركية هذا المنطاد في الرابع من فبراير الجاري قبالة السواحل الشرقية للبلاد.

وعلى أثر هذه الواقعة، أجرى الجيش الأميركي تعديلاً لمعايير ضبط أجهزة الرادار لتمكينها من رصد أجسام أصغر حجماً، مما أسفر عن رصد ثلاثة أجسام طائرة إضافية غير محددة، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإسقاطها تباعاً. وأسقط أحد هذه الأجسام فوق ألاسكا والثاني فوق كندا، أما الثالث فأسقط فوق بحيرة هورون الواقعة على ضفاف ولاية ميشيغان.

وتنفي الصين استخدام مناطيد للتجسس، وتقول إن المنطاد الذي أسقط قبالة الساحل كان مخصصاً لأبحاث مرتبطة بالطقس، أما المنطاد الآخر الذي رُصد فوق أميركا اللاتينية فكان يستخدم للتدريب على التحليق، وفق بكين.

والاثنين اتّهمت السلطات الصينية واشنطن بنشر مناطيد أميركية تجسسية فوق أراضيها، وهو ما نفاه مسؤولون أميركيون، رغم ذلك قالت الصين، أمس الأول، إنه في وقت سابق انطلقت مناطيد أميركية من داخل الأراضي الأميركية حلقت فوق منطقتي التيبت وشينجيانغ.

وبدا أن واشنطن تحاول نزع فتيل الأزمة، إذ شددت على أن الأجسام الطائرة المجهولة الثلاثة التي تم إسقاطها بعد حادثة المنطاد لا علاقة لها على الأرجح ببكين أو بالتجسس.

إلى ذلك، قال مسؤول بالبيت الأبيض، إن نائبة الرئيس، كاملا هاريس، ستبحث مع المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العلاقات مع الصين.

وامس الأول، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كوليبا في مستهل جولة إلى أوروبا. ويعتزم الوزير الصيني التجول خلال الأيام المقبلة بين إيطاليا والمجر وروسيا وألمانيا، ومن المتوقع أن يلقي كلمة أمام مؤتمر ميونخ للأمن.

وجاءت زيارة الوزير الصيني لباريس استكمالاً للقاء عُقد بين ماكرون ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها بالي في 15 نوفمبر، وفق ما أعلنه قصر الإليزيه.

قبل الزيارة، قال متحدث باسم الخارجية الصينية، إن وانغ يي سيجري «اتصالاً استراتيجياً متعمقاً» يهدف إلى «الدفع باتجاه تطوير جديد للعلاقات الثنائية، وتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين وأوروبا، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الكبرى».

جولة وانغ التي تستغرق أسبوعاً في أوروبا ينظر إليها كجزء من مساعي الصين لاستعادة العلاقات مع الدول الأوروبية، في وقت تتصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، الصين والولايات المتحدة.

وتأتي الجولة أيضاً وسط جهود صينية حثيثة لمقاومة الضغوط الغربية في مجالات التجارة والصناعات التقنية وحقوق الإنسان، ومزاعم سيادتها على مناطق واسعة من غرب المحيط الهادي. وأدى رفض الصين إدانة غزو أوكرانيا منذ ما يقرب من عام، والانضمام إلى دول أخرى في فرض عقوبات على روسيا، مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، إلى تفاقم التوتر في العلاقات مع الغرب وأذكى الانقسام الناشئ مع معظم أوروبا.

back to top