قد تحمل الأيام المقبلة خبراً مفرحاً للأزواج الباحثين عن طرق جديدة لتحديد النسل، حيث أثبت عقار حُقِنت به ذكور الفئران أن بإمكانه تعطيل إنتاج الحيوانات المنوية لديها.
صنع هذا العقار بدايةً بغرض علاج العيون، إلا أن العلماء تنبهوا إلى تأثيره على سير حياة الحيوانات المنوية، وبالتالي الحمل، مما شجع الباحثين على الخوض في كيفية عمله كوسيلة لمنع الحمل خاصة بالرجال.
حقنت بالعقار الجديد ذكور الفئران، فأثبت فعالية بنسبة 100 في المئة في منع الحمل مدة ساعتين ونصف (حيث قتل الحيوانات المنوية مؤقتاً)، وبنسبة 91 في المئة مدة 3.5 ساعات، وفقاً لدراسة نُشرت الثلاثاء في مجلة «نيتشر كوميونيكشينز»، ووجدت أن ذكور الفئران كانت قادرة على الإنجاب بعد يوم من أخذ العقار، حيث إنه لا يؤثر في الخصوبة بطريقة سلبية، على المدى الطويل.
وقال الباحثون إنهم سيختبرون العقار على حيوانات أخرى، وفق ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال».
وبعد الاختبارات التي أجريت على الفئران، يتوقع الباحثون أن تبدأ التجارب البشرية في الأشهر المقبلة على هذا الدواء الذي يعمل عن طريق تعطيل الإنزيم المسؤول عن حركة الحيوانات المنوية، والذي قال عنه عالم الصيدلة، معد الدراسة، يوخن باك: «إنه يعمل مثل نظام التشغيل على جهاز التلفزيون الخاص بك»، كاشفاً أن هذا الدواء استغرق 15 دقيقة قبل أن يصبح ساري المفعول، والفئران المحقونة به لم تغير سلوك التزاوج المعتاد لديها، إذ عملت إرادياً على التزاوج في 2.5 ساعة بعد الحقن، كما استطاعت فيما بعد أن تنجب فئراناً صغيرة بصحة جيدة.
يأتي ذلك في وقت تعددت شكاوى النساء اللواتي يتناولن موانع الحمل الفموية من حدوث نزيف بين فترات الطمث، بالإضافة إلى غثيان وانخفاض الدافع الجنسي كأعراض جانبية، كما أبلغت النساء اللائي لديهن أجهزة داخل الرحم عن الاكتئاب وتساقط الشعر وخراجات المبيض.