جددت مجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة الخاصة بإيران، في بيان مشترك بعد عقدها الاجتماع الثاني لها، أمس، في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليحي في الرياض، «الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون والعزم المشترك للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي في إطار تلك الشراكة الاستراتيجية».
ودان البيان، الذي يعد أحدث دليل على عودة التعاون الأميركي ــ الخليجي بعد أزمة تخفيض منظمة أوبك إنتاج النفط، استخدام طهران الصواريخ والطائرات المسيرة ونشرها في المنطقة وجميع أنحاء العالم، مندداً بـ «سياسات إيران المستمرة في زعزعة الاستقرار بما في ذلك دعمها للإرهاب».
وعبّر البيان عن مخاوف واشنطن ودول الخليج بشأن التعامل العسكري المتزايد بين إيران وأطراف حكومية وغير حكومية، بما في ذلك استمرار طهران في تزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بالأسلحة التقليدية والصواريخ المتقدمة والمسيّرات.
وحذر من أن نشر طهران الأسلحة وإيصالها لأطراف أخرى «يشكل تهديداً أمنياً خطيراً للمنطقة والعالم بأسره»، لافتاً إلى أن ممارسات طهران أطالت أمد الصراع في اليمن وأدت إلى تفاقم الكارثة الإنسانية هناك.
جاء ذلك، فيما رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، التعليق على التقارير عن مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة للإفراج عن معتقلين أميركيين في طهران مقابل رفع الحظر عن أموال إيرانية بهدف شراء «أطعمة وأدوية ومستلزمات إنسانية».
وفي الأثناء، اختتم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى الصين، بحصيلة متواضعة مقارنة بما روجته وسائل إعلام إيرانية عن أن الجولة ستنتهي بصفقات مالية وتجارية ضخمة تساهم في انتعاش الاقتصاد الإيراني المتعثر.
وبينما دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيسي أمس، في بيان مشترك، إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران والعودة إلى الاتفاق النووي، ذكر البيان أن شي قبل دعوة من رئيسي لزيارة طهران، وسيقوم بها في الوقت الملائم له.
وجاءت الزيارة بعد الغضب الإيراني في ديسمبر الماضي بسبب البيان المشترك الصادر عن القمة الصينية ـ الخليجية في الرياض، وخصوصاً بسبب بدعوته لحل سلمي لقضية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران والإمارات.
في المقابل، أكد مصدر عسكري رافق رئيسي أن الصينيين أبدوا رغبتهم في شراء أسلحة إيرانية استخدمت بنجاح في حرب أوكرانيا، بما في ذلك المسيرات والصواريخ والزوارق السريعة المسيرة والغواصات المسيرة عن بعد، مما قد يشكل مصدراً مالياً مربحاً لطهران.
وبحسب المصدر، رد رئيسي بأنه سيطرح هذا الأمر لدى عودته إلى طهران مقترحاً أن يتم مبادلة بعضها بأسلحة صينية خصوصاً طائرات من الجيل الجديد. ووفق المصدر، تم بالفعل اتفاق على توريد طهران كميات لا بأس بها من الطائرات المسيرة من أنواع مختلفة، والغواصات الانتحارية، والزوارق السريعة المسيرة، للصين بعضها خلال فترة ستة أشهر وبعضها الآخر لمدة عام لتجربتها.
وقال إن بكين عرضت على رئيسي الوساطة بين إيران والسعودية ولعب دور في المفاوضات النووية، مضيفاً أن الجانب الإيراني أبدى ترحيبه مبدئياً بأي وساطة.