أكدت قائد قيادة النقل الأميركية الجنرال جاكلين فان أوفوست، إن أكبر الأزمات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط هي ايران.
وقالت أوفوست في إيجاز صحافي تحدثت فيه عن جولتها الأخيرة إلى الشرق الأوسط إن «أكبر ما يقلقني هو التهديدات الإيرانية، إذ لا تزال سياساتهم العدوانية والخطيرة مستمرة في زعزعة استقرار المنطقة»، مضيفة «لابد لنا من أن نواجه هذا التحدي بشكل جماعي، لأن الطريقة المناسبة لردع هذه التهديدات عندما نشعر بها ونراها معاً هي الردّ عليها معاً».
وذكرت في إيضاحها الذي تناول المساعدات الأمنية الأخيرة التي قدمتها «قيادة النقل الأميركية» وتسليمها المساعدات الإنسانية هناك، وعن كيفية دعم قيادتها لتعاون بين الجيش الأميركي وشركائه وحلفائه في جميع أنحاء العالم.
بنية بحرية متكاملة
وأضافت أن «امتلاك قدرة دفاعية جوية وصاروخية متكاملة أمر بالغ الأهمية لهذه الحاجة الدفاعية في هذا الوقت، إضافة إلى وجود بنية بحرية متكاملة حتى نتمكن من رؤية التهديدات التي تأتي عبر المياه، ويجب علينا أن نحافظ على التدفق الحر للسلع الاقتصادية في جميع أنحاء الخليج لأن ذلك أمر بالغ الأهمية بالنسبة للدول ومعيشتها واقتصادها، والاقتصاد العالمي أيضاً».
شركاء رائعون
وعمّ ا إذا كانت الولايات المتحدة تسعى للحصول على مزيد من القواعد، وكيف أسهمت زيارتها في تمكين أولويات وزارة الدفاع للاستجابة سريعاً للتهديدات في أي مكان في العالم، قالت أوفوست «لدينا شركاء رائعون في الشرق الأوسط يسمحون لنا باستخدام الموانئ المدنية والموانئ العسكرية، توفر لنا تلك الموانئ والمطارات تلك القدرة المطلقة على أن نكون حيث نحتاج، عندما نحتاج، بالمعدات التي نحتاجها من جميع أنحاء العالم، لذلك، هذه هي أولويتنا التي نركز عليها كل يوم».
تهديدات صاروخية
وفيما يتعلق بمواجهة النشاط الإيراني في المنطقة، قالت « ننظر في تهديدات الصواريخ الباليستية ونريد التأكد من أنه يمكننا الحصول على المعدات والأفراد في المكان الذي نحن بحاجة إليه وعندما نحتاج ذلك، لذلك نحن ننظر إلى ما يسمى بـ «شبكة الوصول الغربي (Western Access Network) وTrans Arabian لمحاولة إلقاء نظرة على الجانب الغربي وموانئ البحر الأحمر في الأردن والمملكة العربية السعودية، وفي الواقع تفريغ بعض المعدات هناك ثم الوصول عبر الشبكة العربية العابرة للطرق وشبكات السكك الحديدية للاقتراب من دول الخليج من جهة الغرب».
خيارات متع ددة
وأ ضافت «في أوقات الصراع والقلق في الخليج، قد لا نتمكن من الحصول على الإمدادات التي تحتاجها الدول عبر مضيق هرمز، لذلك نحن بحاجة إلى خيارات أخرى مثلاً عبر الإمارات العربية المتحدة وعبر سلطنة عمان والبحر الأحمر، لذلك فهذا ما نفعله، وقد كانت الأردن والسعودية وسلطنة عمان والإمارات كرماء جداً للسماح لنا بالحصول على هذه الموانئ متعددة الوسائط، وهذه المطارات ومجموعات الموانئ البحرية التي تسمح لنا بالوصول بحيث إذا تم إغلاق طريق واحد، فلدينا خيارات متعددة للحصول على المعدات وإعادة الإمداد للدول هناك».
وع مّ ا إذا كان هناك مباحثات مع حلفائهم في الشرق الأوسط والخليج لإقامة نظام دفاع صاروخي لمواجهة التهديدات الخارجية، قالت «من المهم جداً أن يكون لدينا هذه الهياكل المتعددة الطرف حيث يمكننا الجمع بين نقاط قوة في دولنا وتقنياتها وابتكاراتها معاً لزيادة الأمن الإقليمي، ومواجهة العدوان السافر من قبل إيران والمئات من الهجمات التي قاموا بها على البنية التحتية الحيوية الخاصة بالمنطقة، وعلى السفن والتدفق الحر للتجارة في جميع أنحاء الخليج».
وتابعت «وهكذا فإن قيادة القوات الجوية في القيادة المركزية كانت تقوم بإنشاء هذه الصورة المفردة عبر العديد من الشركاء الإقليميين ومشاركة البيانات مع الجميع حتى يتمكنوا من رؤية التهديدات، حتى إن لم يكن لديك نظام باتريوت أو هذا الرادار ، إنهم يشاركون بشكل أساسي صور الرادار، ويشاركون صورة باتريوت بحيث يكون لدى الجميع صورة شاملة لمنطقة الخليج كلها وما يحدث فيها»، مضيفة « وبعد ذلك داخل مركز العمليات لدينا ضباط اتصال مشتركون يجلسون معاً من الدول المختلفة، ولدينا أيضاً خطوط ساخنة حتى نتمكن من ضمان انتباه الجميع إلى التهديد أثناء تطوره، والأمر المهم هو أن ندرك جميعا التهديد ونفهمه».
توحيد ال قدرات الدفاعية
و أشارت إلى أن قدرة المنطقة، على توحيد قدراتها الدفاعية تتيح لنا اختيار الدول التي يجب أن تطلق النار وهزيمة التهديد حتى لا نهدر ما لدينا فتقوم مثلاً أربع دول بإطلاق النار على التهديدات.
وشددت قائدة قيادة النقل الأميركية، على المواصلة في تعميق علاقة بلادها وقدراتها مع الحلفاء والشركاء الرئيسيين، لافتة إلى أن «شراكاتنا وعلاقاتنا العسكرية على الأرض مهمة ولكن الأمور المعقدة في المنطقة تتطلب حلولاً متعددة الأبعاد ومتعددة الشركاء ونحن أقوى بشكل لا لبس فيه عندما نعمل سوية».
وأوضحت أنها تمكنت من زيارة كبار الشخصيات والعسكريين والطلاب في الكويت والسعودية والبحرين وقطر، لمناقشة مدى أهمية عملهم الجاد وفكرهم وعلاقاتهم التي تعمل سوية لتعزيز السلام وتقوية الاقتصادات المستقرة وردع العدوان في هذه المنطقة الحيوية.
وأشارت إلى أن «العلاقات في جميع أنحاء الشرق الأوسط لا تقل أهمية، حيث نعمل على مواجهة إيران ووكلائها، وهزيمة داعش، وإبطاء عمل روسيا لتوسيع وجودها العسكري في الخارج وزيادة زعزعة الأمن الإقليمي».
شراكة وثيقة
وفيما أكدت أهمية الشراكات الوثيقة في تمكين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الأوسع نطاقاً من تقديم مساعدة إنسانية سريعة للتعافي من الزلزال وجهود الإغاثة في تركيا وسورية، شددت على ضرورة التركيز بشكل متزايد على تحسين القدرات الدفاعية الجماعية للشركاء من خلال بناء وصيانة الهياكل المتعددة الطرف المستدامة، مثل تقديم الأولوية لتطوير بناء الأمن الإقليمي ومبادرات الدفاع الجوي في الشرق الأوسط وتنفيذ بناء الأمن البحري الدولي.
إشادة بالمرأة الكويتية
وأشادت قائد قيادة النقل الأميركية بدور المرأة الكويتية، وقالت «شعرت بالحيوية والنشاط بلقائي مع العديد من المجموعات النسائية في جميع أنحاء المنطقة، وكان مدهشاً أن أقضي في الكويت بعض الوقت مع نساء في المجتمع المدني يصنعن فرقاً في جميع أنحاء البلاد»، مضيفة «عندما أفكر فيما حقّقن من أجل الاقتصاد والأمن القومي وماذا يفعلن في سبيل ذلك، أدرك أننا قطعنا بالتأكيد شوطا طويلاً».
ولفتت إلى «أنهن يدعمن بعضهن بعضاً ويوجهن بعضهن بعضاً ويقمن بتمكين الأخريات ليصبحن متعلمات وينخرطن في المجتمع هو أمر ملهم بلا جدال».
ونوهت إلى أن «العديد من الجيوش بدأت في دمج النساء بصفوفه بأشكال مختلفة، وأنا أؤيد تماماً المواهب التي سيقدمنها للأمن القومي، كما إن منطقة الشرق الأوسط بأكملها والرؤية التي تمتلكها القيادة الجريئة في كل دول مجلس التعاون الخليجي بدأت تؤتي ثمارها، وأنا أؤيد بشدة ما فعلته النساء هناك».